بعد الفجر بقليل. صورهم.. ابتسامتهم .ملامح ملائكية توحي لك بالهدوء والسكينة؛ تصلح غذاء لكل الصحف والكاميرات، فى المقابل عيون مغرورقة بدموع حانية التأثر ، والفزع ومدى المعاناة. بالقطع صور. ستدمي قلوبنا و أرواحنا و تجرح الأسلوب. وصوت الكلمات على الورق..الصور تكشف جريمة. بنك الاهداف النازي.
▪بعد الفجر بقليل.. لا شيء يمكن أن ينسينا تلك الليلة سوف يتذكر الغزيون والعالم، قشعريرة تلك الليلة؛ صعقة كل خبر لم يتأكد بعد، تمنياتنا أن نكون كاذبين ومبالغين، وصمت الموت الذي حلّ على العالم كله حين رأينا قتل أولئك الاطفال الابرياء. صور مروعة.. وُجد الأطفال بعد المذبحة تحت ركام البيوت مكبلين بالأنقاض، لقد تعمدوا القصف المفاجئ ربما حتى لا يهربوا، أو لئلا يتحركوا ريثما ينتهي القصف. ويتم القضاء التام على الاطفال وآبائهم وأمهاتهم. حطموا رؤوس النساء، بالقصف المباشر وكثافة النيران ذبحوا أعناق الأطفال وفقدوا أطرافهم. انه الجنون المتوحش الذي يطحن عظام الأطفال في العمارات السكنية بقلب المدينة، ويحرق أجسادهم عند أطرافها.
▪الصغار كانوا ببيجامات النوم الملونة والشعر غير المصفف، أحساس الرهبة وملامح الذهول الأخيرة رسمت على الوجوه، رأيناهم شحبوا خوفاً، ملامح الخطر والدماء رسمت على الوجوه أصدق خارطة للعالم؛ رأوا كيف تدخل اسياخ الحديد في عنق الأب، وكيف تنغرز قطع الزجاج المكسور في صدر الأم، سمعوا حشرجة الأهلين، ورأوا دموعهم الأخيرة، كانوا محاصرين حتى ذبحوا.
▪قبل الفجر بقليل ؛ واختباء الناس في البيوت، والأطفال في الأحضان، بدأت المذبحة. كان الآباء والأبناء والأمهات هناك، لم نعرف من قُتل أولاً، ولكن قُتل الجميع. اختفت أسر بكاملها تقريباُ بانفجار واحد. "اسرائيل" حرفيا كانت تشن حملة تدمير وابادة شاملة لقطاع غزة. ترسل طائرات الF16 . لتمسح احياء كاملة و عمارات تحتوي الواحدة منها على أكثر من خمسين شقة سكنية.
▪بعد الفجر بقليل . موجة القصف الوحشي؛ وتوقفت الة القتل النازية عن الدوران . تحت سماء ملبدة بسحب الدخان والغبار .كانت الكارثة تدك كل بيت فتجعله خراب ،تتناثر الجثث، مازالت رائحة البارود والنيران. وانصهار حديد المباني المهدمة ، واكوام الانقاض المطحون المتناثر في كل زاوية ، والجثث المدفونة أسفل الركام، وُجد الأطفال بعد المذبحة تحت ركام البيوت مكبلين بالأنقاض، قافلة من الشهداء الصغار ”طيور الجنة”. كانوا يريدون عندما يكبروا أن يصبحوا أطباء وفنانين.. يا أمل الابرياء.
▪الأطفال الذين طواهم الثري قبل ان يسألوا " ترى ماذا فعلنا لنتعرض للقتل؟. ماذا يعرفون عنهم ؟ هل يعرفون. تلك الآمال التي رسموها لمستقبل وطنهم ومستقبل عائلاتهم واحلامهم ستتحطم ؟ بين اصداء صراخهم ،و دوى الانفجارات..وصراخ يشق جدار الصمت ليهدم صرحا هائلا من اكاذيب الدعاية الصهيونية.
▪ ماذا يعرفون عنهم ؟
صحيفة "نيويورك تايمز" تنشر صور أطفال غزة، الذين قتلتهم "إسرائيل" وكيف قتلوا في عدوانها الأخير، بعد تدميرها العنيف للمباني السكنية التي يقطنها مدنيون. ايضا قامت صحيفة "هآرتس" بنشر صورهم مما أثار اليمين الصهيوني المتطرف. فهل يتم ادراج جيش الاحتلال الإسرائيلي على لائحة الارهاب؟. هل تشكل لجنة تحقيق دولية في انتهاكات اسرائيل الصارخة لحقوق الانسان ولمبادئ القانون الدولي الانساني؛ وتحميلها المسئولية كاملة عن كل ما جري؟ كدولة خارجة علي القانون، دولة مارقة بكل معني الكلمة؛ مافيا عنصرية عدوانية متطرفة يحركها مجرمي حرب لم يكنوا يوما مع السلام العادل والحقيقي ، ولا يحمل للفلسطينيين سوي مشاعر الحقد والغل والكراهية والعداء.
▪اذا كانت الجرائم ضد المجتمعات. وضد البشرية والحضارة ، تتعدد وتتفاوت فان الارهاب الصهيوني اعلى مراحلها، لا اريد التعريف بالواقع لأنه بشع قاسي .كتبه شعبنا بقطرات من دمه وجفف سطوره بأناته المحرقة، لكنه يصف الجريمة..الجريمة التي تحمل اسم الإرهاب الصهيوني . بنك الأهداف تحت سن التاسعة!
▪"إسرائيل" تتوعدنا بأرض محروقة كل الليلة وتكون مقبرة عندكل صباح. فهل يتحقق العالم من تلك الحقيقة؟ مقابل دعمهم لكيان ارهابي، لم يكن له من العادات والتقاليد والقوانين والاحكام ما يدرا عنها ويققيه شر السقوط في اوحال القتلة والجلادين وسفاكي دماء ؛ كيان ضعيف منهوك القوي الأخلاقية وعرضة للأحداث المفاجئة والصدف العابرة و ليس له سياسة مرسومة او حدود معلومة!
▪جرائم وحشية ضد الإنسانية، والحضارة، عليناً ان نعلن لكل حكومات العالم، بما لا يعوزه الدليل او الاثبات، انها دولة تزعزع الاستقرار والامن في العالم وليس في الشرق الاوسط فقط ولنتوجه لكل دول العالم ونقولها بكل صراحة ووضوح: اذا كنت تتعامل مع "اسرائيل" او تطبع ؛ فانت تمول الارهاب وتساعدهم في قتل الاطفال والنساء، تحت الضربات المميتة والقصف الوحشي العنيف ، ولن يتم التسامح معكم. نحن نوجه كيان يرتكب افعال وحشية يندى لها الجبين خزيا وعار؛ وحتما سوف نسعى بكل جهد حتى يتم ادراج جيش الاحتلال الإسرائيلي على لائحة الارهاب ، وجلب مجرمي الحرب لمحكمة الجنايات الدولية.