عبر ماتياس شمالي، مدير عمليات الأونروا في قطاع غزة، اليوم الثلاثاء، عن أسفه على التصريح الذي أدلى به لقناة عبرية بحق عائلات الشهداء الذين استشهدوا بفعل العدوان الأخير على القطاع.
وقال شمالي في تصريح صحافي له إن تصريحاته أساءت وألحقت الأذى بتلك العائلات، وأنه يأسف حقًا أنه سبب لهم مزيداً من الألم.
وأشار مدير عمليات الأونروا إلى أن الأحداث التي جرت كانت مروعة لكل سكان غزة، وأنه يقدم تعازيه للعائلات التي فقدت أبنائها بشكل مأساوي، معبرًا عن تضامنه الكامل معهم ومع زملائه في الأونروا وعائلاتهم الذين عانوا من آلام وخسائر جسيمة.
وقال شمال: “لا يوجد أي مبرر على الإطلاق لقتل المدنيين”، مؤكدًا أن الكثير من الأبرياء فقدوا حياتهم ثمنًا لهذه الحرب التي تركت آثارًا مدمرة على الأشخاص والمباني.
وأضاف: “إن الرعب القادم من السماء الذي شهدناه يرقى إلى نوع من العقاب الجماعي للسكان المدنيين، ويجب ألا يحدث هذا مجددًا”.
واعتبر شمالي أن اختزال الوضع في غزة بأنه مجرد أزمة إنسانية أمر خاطئ، معتبرًا ما جرى يأتي في سياق الحصار على القطاع والمستمر منذ 14 عامًا وما تبعه من أحداث.
وأكد ضرورة رفع الحصار، واستئناف عملية سياسية ذات معنى لقيادة حل عادل للمشكلة.
ويأتي تصريح شمالي بعد أيام من تصريحه للقناة 12 العبرية، مدعيًا فيها أن الأهداف التي ضربت بغزة لم تكن مدنية، بل كانت مركزة وأكثر دقة.
من جهته عبرت حركة حماس عن صدمتها من تصريحات شمالي، معتبرةً أنه من خلال هذه التصريحات نصب نفسه محللًا عسكريًا أو ناطقًا باسم جيش الاحتلال من خلال تبرير استهداف المدنيين ومنازلهم والتقليل من حجم الخسائر، ومدح قدرة جيش الاحتلال ودقته في إصابة أهدافه.
وقالت الحركة: “نذكر شمالي بأنه مدير عمليات وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين، وظيفته الأساسية هي حماية وتشغيل وغوث اللاجئين، وليس تبرير العدوان عليهم بقتل أطفالهم وهدم منازلهم، كما نذكره أننا في هذه الجولة فقط من العدوان على شعبنا فقدنا أكثر من ٢٥٠ شهيداً، من بينهم ٦٦ طفلاً، و٣٩ امرأة، إضافة إلى نحو ٢٠٠٠ جريح معظمهم من الأطفال والنساء، كما تم قصف آلاف البيوت على رؤوس ساكنيها، وتم استهداف المئات من المؤسسات الصحية والتعليمية والاجتماعية”.
وطالبت حماس في بيانها قبل اعتذار شمالي بأن يعتذر للشعب الفلسطيني ولكل ضحايا العدوان عن هذا التحريض المباشر عليهم وعلى منازلهم وممتلكاتهم.
ودعت إلى أن يلتزم كل مسؤولي الأونروا بالتفويض الممنوح لهم من الأمم المتحدة في أداء وظيفتهم في حماية وإغاثة وتشغيل اللاجئين، واتخاذ كل ما يلزم لعدم تكرار ذلك، داعيةً إلى اتخاذ كل ما يلزم لاتخاذ الإجراءت القانونية والإدارية بحق من ارتكب هذا الخطأ الجسيم.
وأكدت اعتزازها بدور الأونروا التاريخي في خدمة الشعب الفلسطيني، مؤكدةً حرصها على استمرار العلاقات الطيبة مع المؤسسة في خدمة الشعب وتثبيت حقوقه التاريخية.