كيف تنظر حماس إلى توصيات رئيس الأركان الإسرائيلي وتهديداته لها؟

الأحد 23 مايو 2021 09:42 م / بتوقيت القدس +2GMT
كيف تنظر حماس إلى توصيات رئيس الأركان الإسرائيلي وتهديداته لها؟



القدس المحتلة /سما/

 يديعوت - بقلم: يوسي يهوشع     "انتهت حملة “حارس الأسوار”، ورئيس الأركان كوخافي يغير النهج تجاه حماس. فهو من الآن فصاعداً يوصي القيادة السياسية بأن تهاجم بقوة – رداً على كل إطلاق للنار سواء بصاروخ أو بالون. وهكذا فإنه يسعى لتغيير المعادلة التي كانت قائمة حتى اليوم، والتي احتوى فيها الجيش الإسرائيلي أعمال الإرهاب التي خرجت من القطاع. ومن شأن هذه السياسة التي أوصى بها القيادة السياسية، أن تجر رد فعل إضافي من غزة، ولهذا فقد وجه هيئة الأركان العامة للاستعداد لجولة قتال أخرى من عدة أيام ضد حماس التي قد تبدأ مع إطلاق الصاروخ الأول.

تغيير آخر تشير إليه هيئة الأركان ليس فقط في الرد، بل في مسار إدخال المال القطري أو كل مساعدة أخرى للقطاع لمهام الترميم. توصية الجيش هي ألا يتم إدخال المال لحماس مباشرة بل للسلطة الفلسطينية عبر آلية خاصة تنقله مباشرة إلى المواطنين وليس إلى تعاظم قوة منظمة الإرهاب. مثل هذه الخطوة ضرورية في ضوء حقيقة أن حماس استخدمت المال لبناء قدرات جديدة كالصواريخ، والطائرات المسيرة، والأنفاق والكوماندو البحري وغيرها، ولكن يفهم الجيش بأن لا مفر من منع ذلك حتى بثمن المناوشات على أساس دائم.

بعد توصيات الجيش هذه، بات واضحاً أن رئيس الوزراء نتنياهو سيجد صعوبة في مواصلة سياسة الاحتواء والتسوية وبالنسبة لنقل المال عبر السلطة الفلسطينية. كما أنها تتناقض مع مفهوم نتنياهو لإضعاف السلطة وتعزيز قوة حماس، ولهذا فسيكون مشوقاً أن يتابع كيف ستعمل إسرائيل في نهاية المطاف.

يعتقد الجيش الإسرائيلي أن الحملة أدت إلى زيادة الردع تجاه حماس، وكلما مرت الأيام سيفهم سكان غزة حجم الدمار الذي تسببت به منظمة الإرهاب، وستفهم قيادة المنظمة عمق الاختراق والقدرات التي فقدتها في أثناء الحملة.

ستكون عملية الترميم طويلة، وفي هذا الوقت يمكن لإسرائيل طلب أن يشترط جانبه المدني بصفقة أسري ومفقودين. ويقتنع الجيش الإسرائيلي بأن “حزب الله” أيضاً رأى الدقة والاختراق الاستخباري وحجم الضربة. وفهم الآن أكثر حجم قدرات إسرائيل. رداً على الانتقاد على الاستخبارات في أنها لم تشخص نية حماس للحرب، تقول قيادة الجيش الإسرائيلي إنها شخصت قبل نحو شهر تغييراً في نية يحيى السنوار الذي تصدر التسوية، بأنه يشجع خطاً هجومياً. وبزعمهم، بدأ هذا من اللحظة التي كاد يخسر فيها في الانتخابات الداخلية، واستمر حين تحداه محمد الضيف. وحسب مصادر رفيعة المستوى في شعبة الاستخبارات، فإنه حتى عندما نفذ السنوار النار نحو القدس، لم يخطط للانجرار إلى حرب مع إسرائيل. من ناحيته، كان يفترض أن يرد الجيش الإسرائيلي على هذه النار بشكل محدود. من اللحظة التي ردت فيها إسرائيل بقوة، فقد جُر الطرفان إلى الحرب. وبزعم الاستخبارات، فوجئ السنوار وقيادة حماس من شدة الهجمات.

أمس، رغم تصريح غانتس في نهاية الأسبوع (“الضيف والسنوار على بؤرة الاستهداف الآن أيضاً”)، خرج السنوار لأول مرة من مكان مخبئه وزار خيمة العزاء، وليس واضحاً بعدُ ما إذا كان سيتصرف مثل حسن نصر الله بعد حرب لبنان الثانية أم يتحرك كالمعتاد. السؤال الكبير: هل سيحظى بسلسلة حصانة أم ستحاول إسرائيل تصفيته في الفرصة الأولى. هددت حماس بأن تصفية أحد قادة المنظمة سيشكل مبرراً للمواجهة. إذا ما أخذ بتوصية الجيش التفجيرية بالنسبة لآلية نقل المال القطري، فهذه أيضاً قد تكون مبرراً من ناحية حماس لاشتعال متجدد، وبالتأكيد بعد أن تبين بأن السنوار لم يعد نوعاً من الشريك للحفاظ على الهدوء. وثمة تحد آخر وهو قطع العلاقة بين حماس والقدس، وبالطبع الحفاظ على الهدوء النسبي في الضفة.