ثم...ماذا بعد؟ باسم الخالدي

الجمعة 21 مايو 2021 12:32 ص / بتوقيت القدس +2GMT
ثم...ماذا بعد؟ باسم الخالدي



منقول عن الفيسبوك

بعد سويعات قليلة من المفترض أن يهدأ قصف المدافع و يتوقف أزيز الرصاص و تغيب الغربان التي تقذف حممها على بيوت غزة و أهلها الكرام و سيخرج من يحتفل ، و هذا حقه، و من يحلل و من يحاول أن يثبت أنه كان له السبق في توقع ما حدث و من يؤكد على النصر المبين و من يشكك في بنود الاتفاق و من يحاول اللحاق بالركب و من يظهر أنه حصريا صاحب الفضل و من يشكر هذا و يتشفى بذاك و من و من و من. 
و لكن هناك من سيبكى و هو يتذكر كيف أفلت من أنياب الموت المحقق و هناك من سيتذكر أنه يستطيع أن يحزن الآن على من قصفت أعمارهم بعد أن انتظر خوفا أن يكسره الحزن و تماسك كي يحافظ على من تبقى من العائلة و هناك من  انشغل بالحصول على مأوى مؤقت و الآن يدرك أنه أمسى مشردا بلا بيت و هناك من سيذهب ليلملم أشلاء الذكريات و من ستبحث عن بقايا كتبها و من سيذهب لتعزية شقيقه أو جاره و هناك من سيفكر كيف سيتم اعادة الحياة الى شوارع المدينة و هناك من سيحمد الله على أنها كانت في المال لا العيال و هناك من سيتحرر من الخوف ليطلق العنان للبكاء و الحزن المشروع .

و عليه.   و أنت تفخر بنصرك و أنت تحتفل بانتهاء هذا الفصل الأسود و أنت تلملم بقاياك لتستعيد بعضا منك، اتركوا هامشا لمن سيصرخ وجعا دون أن تصفوه بالجبن و لمن ينتقد دون أن تعتبروه خارج الاجماع الوطني و لمن يتساءل عن الغد دون أن تحجروا على رأيه.
 
و يبقي السؤال الأكبر.  هل تستمر هذه الحالة الوحدوية الجامعة و يتم استثمارها لوأد الانقسام و الارتقاء لمستوى التضحيات و خلق حالة سياسية جامعة دون اقصاء و دون تعالي و دون اغفال حقائق سياسية لا يمكن القفز عنها و دون الاغراق في التناوش الداخلي و قراءة الخارطة السياسة محليا و اقليميا و وطنيا و الاستفادة من طاقة الشباب التي أبهرت العالم بابداعها و توحيد الجهد الفلسطيني في كل أماكن تواجدنا ، أم سنعود كما كنا  و كأنها صحوة عابرة و يعود السباب و الأنا الحزبية و اقصاء الآخر و التمترس خلف شعارات دون فعل . 

هل نفعلها كي لا تضيع السياسة ما غرس الميدان و لنتذكر أن الاحتلال ما زال جاثما على صدورنا و أن مشوار الحرية و التحرير لم يزل بحاجة الى جهد مستمر و متكامل .

غزة الآن بحاجة  الى أن تنتفس و أن تعامل بما تستحقه جزءا عزيزًا غاليا من وطن كريم و شعب أصيل    
غزة بانتظار الانصاف و العدالة
فماذا نحن فاعلون ؟!!!!!

#EndTheOccupation