مختبر الجنوب ،،، محمد سالم

الخميس 20 مايو 2021 02:34 م / بتوقيت القدس +2GMT
مختبر الجنوب ،،، محمد سالم



استر يا رب.. القصف المتكرر ،لمرات عديدة يوميا أسلمني لحالة إجهاد عصبي، تصاحبها حالة اكتئاب شديدة. تحرمني  من النوم.. تصور..شخص برئ  سيموت بعد لحظات. او حرق البشر وهم أحياء على سبيل المثال. فالغارات الوحشية  بلا انقطاع ،وأصبحت أشبه بضربات القدر ، وأسوأ ما فيها هو الصراخ المفاجئ  للنساء والأطفال، مصحوبا باصوات التكسير واهتزاز الارض والجدران. على كل حال ؛ هي ايام قليلة ستمر لا أقول بحلوها ومرها، لأنه لا حلو فيها، بل هي مأساة وعاصفة قاتلة علينا أن نتحملها في هدوء وصبر وشجاعة.

أن كثرة عدد القنابل والقذائف التي تسقط علينا كل دقيقة او اقل. في  هذه الأيام تشير بوضوح إلى إحساس قوي بالنهاية، نهايتهم. إنه المشهد الأخير. لهم. وفي كل الأحوال عليك أن تؤمن أن هزيمة قوى العنصرية و التطرف والارهاب الصهيوني في منطقتنا أمر مؤكد، ومعنى ذلك ببساطة لانهم.. أصلا قتلة،  وفاسدون يفتقرون بالكلية للإحساس باعتبار الذات، هم أصلا يشعرون بأنهم لا شيء وسط منطقتنا. فهؤلاء هم اللطخة السوداء .. النخالة الناتجة من طاحونة الحضارة المعاصرة. هم مرضى الحضارة الغربية المعاصرة، ومكانهم الطبيعي هو السجون والمصحات العقلية.

كان المفكِّر الألماني نتشه، يصرخ في الناس أن يقولوا كلمتهم ويتمزقوا دونها، وهناك مفكر عربي همس في كل أذن بهذه النصيحة الوديعة: قُلْ كلمتَكَ وامشِ ! الشاعر معين بسيسو قال : الصمت موت، والقول موت  فقلها ومت.

ولعلك لاحظت رنة الحزن في كلماتي ، معذرة نحن  بقلب المحرقة ، والمسافة.. مع نفسي ايضا تصبح كلمات، أحاول استعادتها فلا ينتج عن محاولاتي إلا مزيد من المرارة والاكتئاب. مجرد حوار أسود وكلمات أشد سوادًا .. من المحرقة نفسها. غير أن الشاعر الكبير حل لي لغزا عجزت عن حله زمنا طويلا.  تستوقفني هنا وتسألني.. اشرح لي ماذا تقصد بكلمة درويش وتفكير درويش.. وصراحة وحق بسيسو؟

فما أصعب شرح معنى أبسط الأشياء.. تعال نبحث عن المعنى من كلمات الرحل .. اسمح لي أن أحيل أسئلتك إليه، سيجيب بكل صراحة.. وسأطلب منك أن تسمح لي بأن أصارحك ما اكتشفته، وهو  ( يا حقل التجارب للصناعات الخفيفة والثقيلة يا ايها الحم الفلسطيني)

الثالثة فجرا .. عدة غارات وحشية ..قصف عنيف .. الحكاية لا توصف حيث أصوات القذائف والطائرات  ورائحة البارود .. والموت والدم تملئ كل مكان؛ وقفت أردد قصيدة للشاعر محمود درويش ( يا حقل التجارب للصناعات الخفيفة والثقيلة يا ايها الحم الفلسطيني)

اقسم لك انها تجارب للصناعات الحربية الثقيلة، يا ايها الحم الفلسطيني. كم مرة.. تهرس تحت القصف والدمار؛ الكارثة الحقيقة تكمن هنا فالعدوان - والتجارب الحربية. على القطاع تطحن كل شيء أمامها فلا ترحم شجرا ولا بيتا ولا طفلا ولا شيخ..النساء قتلت. وبيوت الآمنين هدمت. تحت القصف الهمجي؛ من قبل أكثر الوحوش في التاريخ توحشًا، ومصدر أكيد للعدوان والخراب. رأسمالهم الحقيقي هو عدوان لا ينصب  علينا فقط، بل على الدنيا كلها، على الحياة .. على بلادنا بكل ما فيها من عظمة وجمال. غير أن الحياة علمتني أيضا أن أتمسك بالصبر ولا أفقد الأمل مهما طال الوقت. و ستحيا فلسطين  إلى الأبد.


لقد شاهد العالم العدوان على غزة . فتبدو بعد تجاربهم .. في مشهدا مرعبا ومزعجا  لم يترك  شيء  سوي الضحايا  الذين تبخروا والركام المتقد  وبعض البقايا البشرية؛ حتى الذين نجوا  كان من الافضل لهم  لو..! كي لا يعنون العذاب بالأمراض الخطرة المزمنة من تلك الاشعاعات الناتجة من الانفجارات؛ ان تجاهل العالم لكل تلك الاختبارات المرعبة بهذه الاسلحة الفتاكة؛ و تغافل العالم  لإرهاب جيش الاحتلال الصهيوني؛ و لكل هذه المجازر بحق الابرياء، وما يترتب  على ذلك من انتهاكات خطيرة،لحرمة البشر ولدمائهم وحقوقهم  وحريتهم  وانسانيتهم،  كل ذلك سيكلف العالم ثمنا باهظا.
اه .. غارات وحشية اخرى . عند كتابة هذه الجملة من المقال.. آسف.. أنا عاجز عن كتابة بقية المقال.