لم يعد خافيا ان معظم الحكام العرب فاقدون للشرعية والنخوة ، الذين خرجوا كنبتا شيطانيا من الارض العربية الطاهرة فجعلوا الفضائل رذائل، واستغلوا غفلة التاريخ وحالة الاحباط التي زرعوها في نفسية الشعوب وافقدوهم الامل في انبعاث نهضة يستعيدون فيها حريتهم وكرامتهم. هؤلاء الحكام بعد ان سلبوا ثروات الشعوب من ابار النفط العربي التي هي ملكا للعرب في الامة المنكوبة التي تنام وتستيقظ كل يوم علي جرح جديد ينال من كبريائها، وبعثروها وابناؤهم من الامراء، واستباحوا حرمات الشعوب باذلالهم في الفقر، وسلبوا حريات من رفضوا الانحناء لهم في السجون، قرروا الان علانية في الوقت الذي تمتحن فيه الرجولة والوطنية ان يكشفون اخر اوراقهم علي طاولة الخنوع ويلتزمون الحياد، باعوا كرامتهم بذلة، وتخلوا عن بقايا ما يملكون من شرف ارضاء لاسيادهم ، التزموا الوقوف في طوابير المشاهدين لمسلسل القتل والترويع وهدم البيوت علي سكانها، اي حياد تلتزمون، والاطفال الرضع تغتالهم رصاصات الغدر وهم في احضان امهاتهم.
هؤلاء الحكام العرب الذين اذا انصف الزمان ضحاياهم لبصقوا في وجوههم، فاقدين الرجولة الذين قطعوا الارحام يدعون دول العالم التي تسخر منهم الي المفاوضات للوصول الي الهدنة بين الطرفين، مفاوضات بين الضحية التي لا تملك غير الكفاح من اجل الحياة، الشعب الذي ينزف كل ساعة داخل ارضه المحاصرة وبين جدران البيوت، والمجرم الجبان الذي يشرد الناس من بيوت اجدادهم، ويخترق المساحة الجغرافية بالقاذفات الهجومية، ويعتبر النساء في زمن لو نادت امرأة واسلاماه لاعتبروها عضوا في منظمة ارهابية، والاطفال الذين عرفوا الرعب قبل ان يعرفوا حروف الابجدية اهدافا عسكرية.
تواصل اسرائيل التي تعرف مسبقا ان فرسان حروب المنصات والميكرفونات لن تأخذهم نخوتهم لمناصرة شعب غزة لانهم ابطال مزيفون عرفوا ان الشعوب تستهويهم الشعارات والبطولات الوهمية وحكايات عن المقاومة الخيالية فجعلوا المنصات وما وراء الشاشات ساحات للمعارك، تاجر ينافس تاجر ولو عرضتهم الرجولة في اسواقها لن يساوا درهما، تواصل اسرائيل بعدوانها القذر الذي لا يعرف القوانين الانسانية والقانونية ولا يعترف بالقرارات الدولية تعرية العالم المتواطئ معها من اوراق التوت ،وتكشف للتاريخ قبح عورات المؤسسات الدولية السياسية والحقوقية وجميع من تاجروا بالقيم الاخلاقية ويمتطونها كمطية لتحقيق اهدافهم، اتخذوها كذريعة لتدمير الدول التي رفضت الدخول الي الحظيرة الامريكية ، شرعنوا تدمير العراق واتفقوا مع عملاءهم فتركوا الحرب وهربوا وتركوا بغداد تتهدم علي تاريخها العريق، واغتيال القذافي بذريعة الدفاع عن حقوق الانسان بعد ان ارسلوا الارهابيين الذين صنعوهم ودعموهم ليطاردونه في كل مكان ويمثلون بجثته ، ورفع البعض اياديهم في اروقة حظيرة العرب تأييدا لقرارهم وجمدوا مقاعد العراق وليبيا، والان يدفنون رؤوسهم في الوحل امام الاطفال الذين مزقت اسرائيل اشلاءهم، يطئطون رؤوسهم في ذل ومهانة امام صورة شيخ يمشي الهوينا على شيخوخته هربا من رصاصة غدر قد تستهدفه في زمن اعتقل فيه صوت بلال على المأذنة.
تتوسع اسرائيل في عملياتها الارهابية التي تتفاخر بان تفاصيلها كانت مكتوبة مسبقا ومحفوظة في ادراج اجهزتها الاستخباراتية في انتظار مجرد ذريعة لتحقيقها علي ارض الواقع، واتضح الان انها كانت مجرد سيناريوهات لتصفية واغتيال المواطنين العزل في قطاع غزة وسط الصمت المهين لشعوب العالم التي كانت تدعي كذبا ايمانها بالانسانية والدفاع عن حقوق الانسان، سقط القناع عن الشعوب التي تساوي الان بين الدماء التي تسيل في شوارع غزة، والاطفال الذين تتمزق اوصالهم تحت البيوت التي تتهدم باحدث القنابل المتطورة وبين مجرد حالة الفزع التي يعاني منها الشعب الاسرائيلي في ملاجئ محصنة ومزودة بوسائل الترفيه، تتاجر اسرائيل اعلاميا بالحق الشرعي للضحية في الدفاع عن النفس تجعل الحق الشرعي للضحية جريمة تتحدث عنها اعلاميا لتستقطب مشاعر المؤيدين لارهابها والداعمين لاحتلالها، والاعلام العربي الجاهل يساعدها في ذلك، وفي نفس الوقت الذي تقتل اسرائيل العشرات من المواطنين بالطائرات الحربية واحدث مالديها من صواريخ الحروب العسكرية وتستكثر علي ابناء الغزة الذين يلملون اشلاء امهاتهم واباءهم مجرد ان يمارسون حقهم بما لديهم من صواريخ لايمكن ان تندرج في قائمة اسلحة الحرب، يتنكر من ابتلانا الله بهم كمفكرين ومثقفين الي الحقيقة ويبشرون العالم ان اسرائيل التي تسفك الدماء في طريقها الي الزوال.
عضو الاتحاد السويدي للامم المتحدة
عضو منظمة العفو الدولية ” الامنستي”