في شهر الرحمات و شهر الإنتصارات ومع إشراقة عيد الفطر المبارك تتوالى علينا البشارات من أرض النضال والمقاومة ، وأرض الجهاد ومن بيت المقدس ، وأكناف بيت المقدس ، الذي قال عنهم الرسول صلى الله عليه وسلم (لا تزال طائفة من أمتي على الدين ظاهرين لعدوهم قاهرين لا يضرهم من خالفهم إلا ما أصابهم من الأواء حتى يأتهم أمر الله وهم كذلك ،قالوا يا رسول الله وأين هم ؟قال ببيت المقدس وأكناف بيت المقدس )، ومعنى الأواء (شدة وضيق ومصيبة، يأتي بعدها فرج بإذن الله) .
من سماء غزة الحبيبة نرى اليوم نورا ونارا كما أطلقت عليه المقاومة الأبية ، نورا يضيء سماء غزة ونارا تحرق العدو حرقا، إنها شرارة الغضب، نقول: لسرايا القدس وكتائب القسام وكل فصائل المقاومة دون استثناء ، بل وكل شاب فلسطيني و إمرأة فلسطينية ،وكل طفل على أرض النضال ، أنتم أشرف من كل الجيوش العربية والإسلامية وحكامها، أنتم ممن جعلتم إسرائيل تهتز وترتبك ، إنها المقاومة التي أشرنا إليها مرارا وتكرارا ، بأن العدو الإسرائيلي لا يفقه إلا لغة القوة ، بالأمس واليوم ارتبك العدو وهو يرى وبالا من صواريخ المقاومة ويرى عناقيد الغضب الفلسطيني تتساقط على تل أبيب، وعسقلان، ومدينة ريشون لتسيون، ومدينة حيفا، واسدود ومختلف المدن الإسرائيلية ونسمع صفارات الإنذار في كل هذه المدن ، بهذا إسرائيل تدفع ثمن غطرستها بالعرب وأرض العرب ، أيتها المقاومة الأبية ، لقنتم العدو درسا لن ينساه ، مفاده بأن الأمة باقية ، ولن تتنازل عن أرضها ، ومقدساتها ، وإن منازلها وحرمة أهلها خط أحمر، لا يمكن المساس بها ، كما إنها رسالة الى المجتمع الدولي مفادها ، بأن الشعوب العربية قادرة على إزالة هذا الكيان دون أي تدخل من الجيوش العربية ،التي للأسف الشديد تحت سلطة حكام لا يملكون الإرادة ولا القرار، هؤلاء لا يمثلون شعوبهم بأي حال من الأحوال ، وأما جامعة الدول العربية مكسورة الجناح تعيش في وكرها ، تقضي أخر أنفسها.
أيتها المقاومة الأبية ، أنتم ممن ستحملون وسام الشرف ، في تحرير المسجد الأقصى وأرض فلسطين ، رغم أنف سياسة الولايات المتحدة الأمريكية ألغير عادلة، والأنظمة العربية المستبدة ، انتم اليوم رسمتم معالم النصر للأمة بتلك الصواريخ التي جعلت كل الصهاينة تحت الملاجىء ، وحولت مطار بن غوريون الى هدف لنيرانها ، أنتم ممن أجبرتم العدو أن يحول مسار رحلاته إلى اليونان وقبرص ، صواريخكم اجبرت العدو ان يعيد ألف حساب للمقاومة وللشعوب العربية والإسلامية، من خلال أستهدافه في عقر داره ، لأنه لم يأخذ بالنصيحة ، بأن يحصن نفسه من الجبهات الداخلية من خلال الانسحاب وإنهاء الاحتلال ، خيرا له من أن يقفز إلى التطبيع، فلا أمن يدوم له، ولا نصر يتحقق له ، ولا اقتصاد ينمو ، ولا جدوى من التطبيع مع الأنظمة العربية دون الشعوب .
أيتها المقاومة الأبية، انتم ممن افشلتم الجدار العازل والقبة الحديدية التي قالت للعدو: لا عاصم اليوم من أمر الله ،انتم ممن دافعتم عن القدس ،وشيخ جراح ، واقتحمتم باب العامود بصدوركم .
يا أهل غزة الأبطال، رجالا ونساء وأطفال ، أثلجتم صدورنا وعلمتمونا معنى البطولة والشهامة ، ورسمتم معالم الرجولة ، وفهمنا منكم الدرس ، بأنكم لا تفتقرون إلى الرجال والأبطال ، بقدر ما أنتم بحاجة الى موقف مشرف من الأمة العربية والإسلامية ، ومدكم بالمال والعتاد ، وعلمتم العدو، بأنه مهما طور من أسلحته و زاد في ترسانته العسكرية ، ومفاعله النووية، وقبته الحديدية ، وجداره العازل ، فإن إرادة شعوبنا أقوى من ذلك ، فتبت أيادي المتفرجين ، ولا نامت عين الجبناء .
أيها الأبطال البواسل في فلسطين العربية ، إن الشعوب العربية والإسلامية ، تغلي في البطون كغلي الحميم ، فهي معكم وعلى أتم الاستعداد والجاهزية .وأمل الأمة فيكم ، وفي حزب الله البطل ، في أرض البقاع والجنوب اللبناني، فإني والله أشم فيكم رائحة النصر والتحرير ، وفي شهداؤكم رائحة الجنة . وها هو الله ويخاطبنا جميعا قائلا ( وَلَا تَهِنُواْ وَلَا تَحْزَنُواْ وَأَنتُمُ ٱلْأَعْلَوْنَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ ) صدق الله العظيم . فتحية لكم أيها الأبطال نبعثها إليكم من أرض (الغبيراء) من أرض عمان، وتحية شرف للشهداء الأبرار الذين ضحوا بأرواحهم ،ودمائهم من أجل غدا مشرق ، وتحية للأمهات الصابرات المرابطات .
كاتب عماني