" الوحدة الفلسطينية ومواجهة الاحتلال مسؤولية الجميع"..تهاني المدهون

الثلاثاء 11 مايو 2021 10:37 ص / بتوقيت القدس +2GMT
" الوحدة الفلسطينية ومواجهة الاحتلال مسؤولية الجميع"..تهاني المدهون



يوميا يقود الفلسطينيون ملاحم بطولية بمواجهتهم للاحتلال، ويشهد العالم على دورهم وصمودهم وتاريخهم النضالي في مجابهة المؤامرة ومقاومة محاولات التهويد والتطهير العرقي في القدس وباقي المدن الفلسطينية، الفلسطيني يحمل رسالة توارثها جيلا بعد جيل ونسجها بخيوط من الوفاء للحفاظ على هذا الوطن. إن هبة المقدسيين جسدت حالة  الوفاء للأرض والمقدسات هذه الهبة يجب إن لا تمر علينا دون تمعن، علينا الوقوف أمام هذا المشهد، منتصر شلبي أب لسبعة أطفال، يحمل الجنسية الأمريكية ولايزال جزءاً من أسرته متواجد في أمريكا، قرر منتصر ببساطة شديدة أنه لم يعد قادرا على تحمل تمادي وتغول هذا المحتل الاسرائيلي وانتهاكاته اليومية، و جبروته الذي يكبر يوميا بعد يوم، ، لم يصبر على  مشاهدة هذا اللص المخادع وهو  يسرق وينتزع اراضينا وبيوتنا دون وجه حق، لم يستوعب منتصر مشاهدة دماء الفلسطينيين وهي تراق في ساحات الاقصى والشيخ جراح وغزة وفي كل مكان على أراضي هذا الوطن الشريف.

اختار منتصر وبكامل إرادته ودون أي ضغوطات أو مشاكل نفسية ان يقوم بردة فعل  فردية اتجاه المحتل الاسرائيلي،  لم يمنعه أبناءه السبعة، ولا وضعه الاقتصادي الممتاز، ولا أعماله، حتى جنسيته الأمريكية لم تنهره، وانصب تفكيره على عدم قدرته على تحمل المزيد من معاناة القهر مما يعيشه شعبه من ويلات الاحتلال على مدار عقود من الزمن، تسائل منتصر مع نفسه الى متى هذا الهوان الذي طال ولم نعد نرى له نهاية،  وقرر ان لا يبقى متفرجا، قرر منتصر ان ينتقل من مرحلة المشاهد الى المشارك ردا على ما يحصل من إجراءات تهويد وتطهير عرقي دون ان يفكر كثيرا بالنتائج التي ستحل به والتي لا تخفى على أحد فينا.

منتصر مواطن فلسطيني موجود في فؤاد كل فلسطيني، تألم وتحرك بوطنيته، الهوية والعزة والكرامة هي من شجعته، وعلى دولة الاحتلال ان تعيد تقييم اجراءاتها المتهورة، و تراجع نفسها وتتوقف عن سلوكها العنصري، عليها أن تدرس بواقعية كم مليون منتصر على هذه الارض وكم منتصر يولد يوميا، وإذا رغبت دولة الاحتلال، أن تبقى هنا لابد لها أن تلتزم بالاتفاقيات، وتنسحب من كافة الأراضي التي احتلتها عام 1967وبمقدمتها عاصمتنا الأبدية، القدس درة التاج.

موقف منتصر هزم سياسات امريكا واسرائيل، والتي كانت تعتقد أن الانفتاح الاقتصادي سيشغل الفلسطينيين عن مقاومة الاحتلال وتناسوا انه لا شيء يوقف النار التي تتأجج يوميا في صدور الفلسطينيين للثأر لكرامتهم.

على دولة الاحتلال ان تيقن ان نجاحها ليس باعتقال منتصر بعد اعلانها لإصابة مستوطنين ومقتل مستوطن آخر، بل عليها ان تخشى من ردود افعال الاخرين على عدائها المستمر للقضية الفلسطينية، وهم كثر وسيدفعهم قلبهم الشريف النابض بأية لحظة للتحرك نصرة لهذا الوطن. طالما ان الحكومة الاسرائيلية مستمرة في افتراءاتها..

دولة الاحتلال الان أضعف من اي مرحلة مضت، ويتجلى ضعفها بتعنتها وغرورها، وزير الاستخبارات الاسرائيلي ايلي كوهين يرفض الاجابة على الاستفسارات الدولية بحق ما يجرى الان في الشيخ جراح بل ويرد قائلا ان بلاده ملك لهم وليست ملك لاحد وهي ليست بحاجة الى توجيهات من احد. ولا تستمع لتحذيرات الامم المتحدة حين صرحت "ان الوضع اليوم يمكن ان يخرج عن السيطرة، في اي لحظة وله عواقب وخيمة، والوضع متوتر في غزة والقدس".

صحيح أن منتصر حالة فردية، إلا أنه يشكل نموذجا للشباب الفلسطيني، ويدفعهم للاقتداء به نتيجة إجرام دولة الاحتلال، وقطعان المستوطنين، اليوم تجلت المقاومة الشعبية في عاصمتنا، وغدا في كافة المحافظات والمدن التي بدأت في دعم وإسناد إخوتهم المقدسيين، هبة القدس انطلقت، وهي نقطة تحول في الصراع مع المحتل، ولن تعود عقارب الساعة للوراء، وهنا على الكل الفلسطيني أن يبقي وحدتنا الداخلية ويطور هذه الوحدة الميدانية التي جسدها شبابنا وشاباتنا في شوارع القدس والشيخ جراح والمسجد الأقصى وهذه الوحدة مسؤولية الجميع.

مستشارة في بناء المؤسسات ورسم السياسات