كشف مركز دراسات إسرائيلي في تقريره المنشور حديثا عن خرائط قيل إنها تحدد بشكل تفصيلي لانتشار الصواريخ التابعة لـ"حزب الله" في مناطق لبنانية مختلفة.
وعرض موقع مركز الدراسات الإسرائيلي "ألما" في تقريره العسكري خريطة تكشف عن ستة مواقع عسكرية جديدة يستخدمها الحزب جنوبي لبنان.
وأشار المركز عن الأهمية العسكرية للمواقع ونطاق القوة النارية التي يمتلكها الحزب، مضيفا إنها "تضاهي لا بل تتجاوز معظم جيوش حلف الناتو".
وبهذا الصدد، قال مدير قسم البحوث في مركز "ألما للبحوث والتعليم"، طال بيري، إنه "يقدر حزب الله أنه في صراعه المقبل مع إسرائيل، سيواجه صعوبات كبيرة في التعامل مع الجيش الإسرائيلي في منطقة مفتوحة. لذا، قرر تركيز أنشطته في المناطق المأهولة. وقد بدأ منذ حرب تموز 2006، بتحويل معظم أنشطته إلى المناطق المبنية وحولها".
كما أظهر الخريطة خطين أساسيين للدفاع أنشأهما الحزب بهدف إعاقة أي مناورة برية مستقبلية للجيش الإسرائيلي في لبنان. ومن هذه المناطق يخطط الحزب، حسب المركز، لتوجيه صليات كثيفة من النيران في اتجاه التجمعات السكانية الإسرائيلية.
وبحسب التقرير، يبدأ الخط الأول عند الحدود الإسرائيلية ويمتد شمالاً حتى نهر الليطاني، ويحتوي على عدد كبير من صواريخ "غراد" و"فجر" بمدى 75 كيلومتراً، ما يضع مستوطنات شمال إسرائيل في دائرة الاستهداف. كما تحتوي المنطقة على نوع ثالث من الصواريخ، يُسمى "بركان"، يمتاز بمداه القصير وقوته النارية المدمرة.
كما أشار التقرير إلى أن خط الدفاع الأول في لبنان يحتوي أيضا على وجود مكثف للصواريخ المضادة للدبابات والصواريخ المضادة للطائرات المحمولة على الكتف، مثل"ستينغر".
أما خط الدفاع الثاني يبدأ عند نهر الليطاني ويمتد شمالاً حتى نهر الزهراني. وفي هذه المنطقة، وفقاً لتقييم "ألما"، تنتشر صواريخ "زلزال" متوسطة المدى، التي يبلغ مداها 200 كيلومتراً، جنباً إلى جنب مع بطاريات أقوى مضادة للطائرات.
ويتابع التقرير، فيشير إلى أن صواريخ "غراد" و"زلزال" تأتي من منشآت إيرانية وسورية. ويهربها فيلق القدس الإيراني إلى لبنان.
ولا يقتصر تقرير "ألما" على تسليط الضوء على ترسانة "حزب الله" في بيروت والجنوب، بل شمل شهل البقاع شرقي لبنان، خلفية لوجستية وعملياتية للحزب، فضلا عن استضافته مصانع الأسلحة التي يبدو أنها تصنع مكونات للصواريخ الموجهة بدقة.
ويرى مدير قسم البحوث في مركز "ألما للبحوث والتعليم"، أنه رغم امتلاك الحزب لترسانة مكوّنة بمعظمها من أسلحة قصيرة المدى، إلا أن المحاولة المستمرة لتحويل صواريخ فاتح -110 إلى صواريخ موجهة تشكل تهديدا خطيرا لأنها تمنح الحزب القدرة على استهداف المواقع الاستراتيجية الإسرائيلية بدقة. وبينما ستوقف أنظمة الدفاع الجوي الإسرائيلية متعددة الطبقات العديد من التهديدات القادمة، إلا أنها لن تكون قادرة على اعتراض كل شيء.