وعادوا إلى ما كانوا قد اعتادوا، واعتدوا فجرًا بفجور ؛ واذا سألتني: هل يولد انسان مجرم او شريرا بالفطرة .. حاقد بالسليقة دنيئا بالجلبة .. لقلت لك علم هذا عند ربي .. أما اذا سألتني : لماذا يحمل الوحش الصهيوني في قلبه اطنانا من الحقد على شعبنا؛ وهذه حقيقة لا تخفى على أحد .. يعلمها القاصي والداني.. لقلت لك ان النفس السوء ، بجانب الطمع في حقوق الغير ، تدفع القاتل والسارق اللئيم ، الى مناجزة الكرام ، والتحامل على اصحاب الارض العظماء ، فاذا عجز عن الارتقاء الى مستواهم ، فانه يلجا الى الوسائل الخسيسة كالقتل والتشريد وجرائم الحرب.
وقلت لك: ان هذا العصر يسمح لهذه الافاعي ذات السموم ان تسرى وتنمو ، حتى تستفحل فتتساقط رؤوس وتهوي نجوم وتشتعل حروب ويتراجع النبل والشرف امام جحافل الخسة والوضاعة ؛ وعصابات اجرامية من شتى اصقاع الارض .. جماعات تميل الى الشر المطلق. وها هي تسعي الى تكريس الاحتلال واقرار الامر الواقع ، حتى تتهيأ لها الظروف لإبادة او طرد الشعب الفلسطيني وليذهب المجتمع الدولي ومن ورائه الامم المتحدة الى الجحيم بكل قرارتها.
إنّ مشاهد الاعتداءات الصهيونية ، وارهاب قطعان مستوطنيه، بحق المتظاهرين الرافضين لسياسة الاحتلال تفضح جرائم ووحشية هذا الكيان الارهابي، في التعامل مع أهالي المدينة المقدسة، والتي تتنافى مع كل القوانين الدولية والقانون الدولي الإنساني ، وتُشكل انتهاكاً لحقوق الإنسان ، يُعاقب عليها القانون الدولي.. الذي لم يردع المجرمين.
بعد ان اصبح للإرهاب دولة ، وللقتلة كيان ، فهناك الصحف والمواقع التى تدافع عنه، وهناك من يبررون، وهناك القوى منها للأسف عربية التى تدعمه ،وهناك بعض الذين يطبعون مع دولة الارهاب ويقطعون نصف الطريق اليها ، وهناك التردد الذي يواجه البعض، برغم من جرائم القتل والنهب والاستيطان والفصل العنصري المتواصلة؛ وتشريد وقتل الآمنين، على يد هؤلاء المتطرفين الارهابين .
ولو انصفنا لقلنا ان القتل والرصاص اصاب صدورنا جميعا، لقد دخل الحزن بهذا الشهر الفضيل لكل بيت. الكل .. بالفعل غاضب، وحزين ، وثائر ، وأظن أن الغضب والحزن والثورة لا تحتاج الى شرح او توضيح . تود ان تتصدى للمجرمين ؛ وافعال عابد العجل الذهبي. اقرب الى البدائية منها الى التحضر وقد ساق الينا كذبا تعودناه منه ، وتلفيقا عرفناه عنه ، وتزييفا للحقائق لم نعرف غيره منه ، ولم نعرف سندا له غيرهم.. لعنة الله عليه وعلى أبيه.
انه مسلسل صهيوني لا ينتهي من الانتهاكات يمتد ليهدد من جديد، عائلات فلسطينية، في حي الشيخ جراح في القدس، يواجهون خطر التهجير القسري من بيوتهم. وتخشى عشرات العائلات الفلسطينية من طرد وشيك من منازلها ، لمصلحة مستوطنين، فيما تقول مؤسّسات حقوقية ، إنّ قرارات الإخلاء تأتي ضمن مخطّط لتهويد مدينة القدس، بالإضافة إلى هدم البيوت ومصادرة الأراضي وغيرها.
تلك السلوكيات المشينة يصنعها القتلة و سفاكي الدماء والبلطجية المشوهون، بين الحين والآخر ليست الا تعرية لهم ، وفضح السلوك ، الدموي وقد تباينت الأدوار السياسية والمسؤوليات الدعائية للحركة الصهيونية، ولكنها اتفقت جميعها على خدمة الأهداف الاستراتيجية للمشروع الصهيوني الاستيطاني. وهي لم تتوانى عن استخدام كافة الأساليب العدوانية واللاأخلاقية لمحاربة خصومها.
فعندما تواصل تسليم حاضر ومستقبل شعب إلى المجهول- تحت ارهاب الاحتلال الصهيوني الفاشي فمعنى ذلك أنك تدفع المنطقة كلها إلى الجحيم. وللأسف، يُصِر الصهاينة ؛ على العبث في أقسى ساعات الجد مأساوية، وعلى اللعب بالنار في أوقات لا مفر أمام الجميع إلا التزام الحذر والصمت والأخذ بأسباب، وجود وصمود الشعب الفلسطيني. ورويداً رويداً، سيجبروننا على الإقدام ؛ أن نشتري بقاءنا بمحو ما يتهدد هذا البقاء من فوق ظهر الأرض، مهما بلغت التكلفة، ومهما كانت العواقب. وإن غداً لناظره قريب، وعلى الباغي تدور الدوائر.