تتزايد الأصوات داخل حزب الليكود التي تدعو لانعقاد مؤسسات الحزب من أجل "بحث الوضع والمستقبل"، وذلك على خلفية فشل رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، بتشكيل الحكومة ونقل التفويض لتشكيلها إلى رئيس حزب "ييش عتيد"، يائير لبيد، و"كتلة التغيير" المناوئة لنتنياهو.
وأفادت صحيفة "معاريف" اليوم، الجمعة، بأن مجموعة من قدامى الأعضاء في الهيئة المركزية لليكود، وتطلق على نفسها تسمية "مؤسسي الليكود"، ويشكل أعضاؤها 20% من مجمل أعضاء الهيئة المركزية البالغ عددهم 7003 أعضاء، بعثت رسالة إلى رئيس سكرتارية الليكود ووزير المالية، يسرائيل كاتس، طالبت فيها بعقد اجتماع السكرتارية على الفور "من أجل البحث في التطجورات السياسية الحالية".
وأضاف أعضاء المجموعة أنه "يهمنا كأعضاء السكرتارية أن نعرف وجهة الحركة، وما هي تبعات الأحداث السياسية، البديل والمقترحات. ولم تجتمع سكرتارية الحركة منذ سنتين وحتى اليوم، باستثناء الاستفتاء الهاتفية للمصادقة على قائمة المرشحين للكنيست، وذلك خلافا لدستور الحركة".
ولم يرد كاتس على الرسالة حتى الآن، وفقا للصحيفة، فيما يهدد أعضاء المجموعة بأنهم يعتزمون التوجه إلى محكمة الليكود في حال لم يصل رد كاتس، كي تصدر المحكمة قرارا تلزم فيه سكرتارية الليكود بعقد اجتماع ومناقشة الوضع الحاصل.
وأضافت الصحيفة أن أعضاء الهيئة المركزية في الليكود تلقوا، أمس، رسالة نصية على هواتفهم النقالة من مجموعة تطلق على نفسها تسمية "منتدى المخلثين لليكود". وجاء في الرسالة أن "التفويض انتهى وانتقل إلى المعسكر المضاد. وبسبب الوضع، يجب السماح للهيئة المركزية في الليكود أن تنتخب بسرعة مرشحا مؤقتا لتشكيل حكومة، كي يحاول إنقاذ حكم الليكود واليمين ومستقبل أرض إسرائيل".
وأشارت الصحيفة إلى أن أعضاء كثيرين في الهيئة المركزية في الليكود تلقوا في الأيام الأخيرة توجهات من أشخاص وصفوا أنفسهم أنهم "أعضاء مقر نير بركات"، عضو الكنيست عن الليكود. وسُئل أعضاء الهيئة المركزية عن رأيهم نظرتهم إلى بركات في حال رشّح نفسه لرئاسة الليكود، مقابل نتنياهو. كذلك اقتُرِح على أعضاء مركز الليكود لقاء بركات "من التعرف عليه بشكل أفضل".
ووفقا للصحيفة، فإن "حالة الغليان في حزب نتنياهو وصلت إلى جهات في الأحزاب الحريدية"، التي نقلت الصحيفة عنهم قولهم إن وزراء وأعضاء كنيست من الليكون يقولون في محادثات مغلقة معهم إنه "كما يبدو، لا يوجد احتمال لدى نتنياهو أن يشكل حكومة وعليه أن يتنحى جانبا من أجل أن يبقى الحكم بأيدي الليكود".
وقال قيادي في الليكود للصحيفة إنه "مثلما عرف نتنياهو، في العام 1999، استخلاص الدروس من نتائج الانتخابات، بعدما فاز إيهود باراك، سيعرف اليوم أيضا القيام بالخطوة الصحيحة بمبادرته، ومن دون إرغامه. وينبغي أن يبقى رئيس الليكود، لكن إلى جانب ذلك عليه عقد مركز الليكود من أجل انتخاب مرشح آخر لرئاسة الحكومة لمدة سنة أو سنتين. وإذا كان هذا ما سينقذ حكم الليكود، فإن هذه هي الخطوة التي ينبغي البحث فيها بجدية".
وقال نتنياهو خلال اجتماع كتلة حزب الليكود في الكنيست، عُقد في فندق "كارلتون" في تل أبيب، أمس، إنه "أريد تهدئتكم، فأنا لن أذهب إلى أي مكان. وأنا باق هنا، أحارب سوية معكم من أجل أن ننتصر. وأقول لكم إن هذا لا يتدهور إلى انتخابات، لأن لا أحد يريد انتخابات". ويشار إلى أن الليكود طالب الرئيس الإسرائيلي، رؤوفين ريفلين، بعدم نقل التفويض بتشكيل حكومة إلى لبيد وإنما إلى الكنيست، آملا أنه سيتمكن من تشكيل الحكومة.