كانت مقالات .. مضى وراح ذلك الوقت الذى كنا نكتب فيه تحت ضغط الوهم بأننا، سوف نشارك فى التغيير ودفع الناس للسير فى طريق النور الصاعد إلى الحرية والاستقلال. راح ذلك الوهم الكبير وبقيت لنا الحقيقة واضحة على الأرض وهى التسلية. نحن نشهد الآن أعظم حركة تسلية إعلامية فى التاريخ، كلٌّ منا يسلى نفسه بالتسلية على الآخرين. وإنكار حقهم في الانتخابات الديمقراطية، وإخماد أصواتهم حتى لا يتمكنوا من اختيار ممثليهم.
كانت مقالات .. بعد أن أكدت الأيام كل ما جاء فيها من توقعات. فالحقيقة الآن عابرة للحدود والقارات واللغات والجنسيات ؛ وكالعادة لم يقرأ أحد..ولم يكتفوا بعدم القراءة ،بل تعمدوا اسكات كل الأصوات الوطنية التي لو استمعوا لها لما وصلنا لهذا المأزق الصعب في كل المجالات.15 سنه كانت كافية لمنع وصولنا إلى حافة الهاوية ومواجهة خطر الانقسام والتشرزم والموت الخراب. السذج وحدهم- وأنا منهم- تصوروا أن رجال السلطات سيدركون بشاعة ما حدث وخطورته على القضية والشعب، وأنهم سيسارعون إلى البحث عن حل ديمقراطي.
لكن .. بالتعاسة.. طلبنا السعادة؟!
نعم .. كانت لحظات مجيدة، بعد ان إطلاق "الصهاينة" هوهوات تحذيرية ..ما أجملها وما ألذها من شماعة لكل الفاشلين، يعلقون عليها أخطاءهم وتقصيرهم وعجزهم ! على كل حال .. بركة يا جامع ، تبرئني من وصمة التقصير وتدفع عني الملام، وقد بلغت بها ما أطلب" بركة يا جامع رغم كل المعوقات الحقيقية والمفتعلة" إنه عصر إرضاء الشعب بالكلمات فقط ، والألحان النشاز والمشاريع الكاذبة. الم تكن.. كذبة ابريل. مصدرا ممتازا وفر لنا قدرا كبيرا من الضحك و التسلية؟ تحت رايات الحكم الرشيد والزعامات الملهمة.
الحكم الرشيد عندنا يرفض بشدة أى علاقات طبيعية فى المجال الديمقراطي وتقليد- استنساخ، لأشباه - الأنظمة المستبدة البائدة، تعتبر أن الحديث عن حقوق الموطن "رجس من عمل الشيطان" ، على الجميع أن يجتنبوه ؛ وعلى الأرجح يعتقد أن الانتخابات تهدد بنقل فيروسات فكرية وثقافية إلى الشعب تشكل خطرا على شبه - نظام - وايضا تجنبهم مشقة الوقوف في طوابير طويلة ، وحضرتك عارف انتشار الفيروس القاتل ، وان كثير من الناس لم يتلقوا التطعيم المضاد لفيروس «كورونا»، وتشدد الإجراءات الوقائية.
وقد تكون درجة الحرارة مرتفعة ، وقد يكون الطقس شديد البرودة فإشفق على هؤلاء الناخبين ومنهن النساء عملاً بمبدأ رفقاً بالقوارير وبالرجال المرضى بالسكري أو الضغط أو القلب وغيرها من الأمراض التي تسببت هؤلاء في انتشارها بسبب ضغوط الحياة. والغريب انهم يريدون مصلحتك.
هكذا تتحول عملية الانتخابات وطرح الأفكار إلى شئ زائد فى المجتمع يتسلى به أصحاب المسؤولية واشباه المسؤولين . لقد تسليت من قبل طويلاً بطرح افكار مزيفة ؛ وحده وطنية.. انتخابات.. وحدة الصف والقرار.. ضرورة إشراك المواطن في توحيد ال مش عارف ايه؛ ولا بأس من أن يعود السادة للتسلية. فيما لو ألغيت أو أجلت تلك الانتخابات، فلن تكون هناك أي محاولة أخرى لإجرائها في المستقبل القريب (على الأقل طالما ظل هؤلاء الاشباه ). لن تكون هناك فرصة لإجراء جولة أخرى من الانتخابات.. و من الوارد أن تتعرض هي الأخرى إلى الإلغاء.
فكان لابد من التأجيل (ولا عمرك هتشم ريحة) انتخابات فكل شىء بأوان.. لسه ما آنش الأوان.. استنى لما يؤون الأوان؛ فنحن نتصور أننا نستطيع أن نقدم نفس الأداء الراقى الجاد البعيد عن الكذب و التسلية الذى قدمناه منذ 16 سنة. بغير إعلان أو طنطنة؟! و ربنا هيسترها معانا.. ألم يسترها معنا الله سبحانه وتعالى فى الأعوام الماضية؟ ما رأيك الآن فى اشباه الحكام عندنا ؟ اتفضل اعتذر لهم وبوس راسهم.و سلم على خالتك تفيدة..؟
