ضغوط على نتنياهو: بينيت أولا بالتناوب على رئاسة الحكومة مقابل انضمام ساعر

الإثنين 26 أبريل 2021 06:09 م / بتوقيت القدس +2GMT
ضغوط على نتنياهو: بينيت أولا بالتناوب على رئاسة الحكومة مقابل انضمام ساعر



القدس المحتلة / سما /

مارس مقرّبون من رئيس الحكومة الإسرائيليّة، بنيامين نتنياهو، ضغوطات على الأخير في محاولة لإقناعه بالموافقة على اتفاق ائتلافي يتناوب من خلاله مع رئيس حزب "يمينا"، نفتالي بينيت، على منصب رئاسة الحكومة، على أن يتولى بينيت المنصب أولا، وذلك في محاولة لتشكيل حكومة يمينية واسعة بمشاركة حزب "تكفا حدشا"، برئاسة غدعون ساعر.

في المقابل، تشير التقارير إلى عقبات تحول دون التوصل إلى اختراق في المفاوضات الجارية بين مركبات ما بات يعرف بـ"معسكر التغيير" لتشكيل حكومة "وحدة وطنية" بمشاركة "يمينا" و"تكفا حدشا" إلى جانب كل من "يش عتيد" و"العمل" و"كاحول لافان" و"ميرتس".

ولم يوافق زعيم الليكود، نتنياهو، إلى الآن، على تشكيل حكومة يمينية واسعة بموجب اتفاق تناوب يمنح من خلاله بينيت الأفضلية لتولي منصب رئيس الحكومة أولا، بحسب ما جاء في تقرير أورده موقع "واللا"، اليوم، الإثنين، غير أن الضغوطات حوله تتزايد خصوصا مع اقتراب موعد انقضاء المهلة التي مُنحت له لتشكيل حكومة.

وبموجب المخطط التي يطرحه مقربو نتنياهو، يتولى بينيت منصب رئاسة الحكومة لمدة تتراوح بين عام ونصف العام وعامين، على أن يتولى نتنياهو المنصب بعدها، وذلك في ظل رفض ساعر الانضمام إلى حكومة يترأسها نتنياهو أو تتشكل بموجب اتفاق تناوب مع نتنياهو على رئاسة الحكومة، يتولى فيها نتنياهو الحكومة أولا أو خلال مدة قد تقل عام ونصف العام من تشكلها.

في غضون ذلك، يجتمع مركز الليكود، يوم غد، الثلاثاء، للمصادقة على منح نتنياهو حرية التصرف خلال المفاوضات الائتلافية، بما في ذلك التعهد بدمج قوائم أو منح مرشحين مواقع مضمونة على قائمة الليكود أو اتفاقات على خوض الانتخابات بقائمة مشتركة مع كتل أو أحزاب أو أعضاء كنيست الذين ما زالوا موالين لليكود ولا يدعمون تشكيل حكومة أخرى في الكنيست الـ24.

"فجوات واسعة تمنع تشكيل حكومة وحدة"

وخلال جلسات الكتل البرلمانية التي انعقدت اليوم، تحدث كل من ساعر وبينيت عن تباين في المواقف برزت في المحادثات الجارية لتشكيل حكومة "وحدة وطنية"، تحول دون تشكيل المعسكر المناوئ لنتنياهو لـ"حكومة بديلة".

من جانبه، قال رئيس حزب "يش عتيد"، يائير لبيد، إنه في حال أظهر شركاؤه في "معسكر التغيير" المسؤولية والقيادة، فمن الممكن تشكيل حكومة وحدة في غضون أسبوع، وأوضح لبيد أن "هذه ليست حكومة يحصل خلالها الجميع على ما يريدون. في الأيام المقبلة سنضطر إلى اتخاذ قرارات صعبة".

وفي هذه الأثناء، كرر بينيت أنه سيبذل "قصارى جهده لمنع إجراء انتخابات خامسة"، لكنه شدد على أن هناك "فجوات كبيرة" بين الأطراف الساعية لتشكيل "حكومة وحدة". وأكد ساعر أقوال بينيت وقال إن "هناك صعوبات في تشكيل حكومة الوحدة".

ردا على سؤال حول تلقى عرضًا للتولي رئاسة الحكومة أولاً بموجب اتفاق تناوب مع نتنياهو، وعن إمكانية مشاركته في حكومة تناوب بين رئيس حزب "كاحول لافان"، بيني غانتس، ونتنياهو، على أن يتولى غانتس المنصب أولا، نفى بينيت تلقيه عرضا من هذا القبيل.

وقال بيتيت: "نحن بحاجة إلى حكومة مختلفة. من الواضح أنه من غير المرجح أن يشارك غانتس، الذي تم حرقه للتو، إلى الحكومة مع نتنياهو. أنا لا أفهم كثيرا ما إذا كان ذلك سيحدث"؛ فيما حذّر من نفاد الوقت وقال: "لقد بدأنا التفاوض بمشاركة الجميع، لم نستثن أي طرف، ولكن الفوارق شاسعة".

وتابع: "الفجوات ليست صغيرة، سواء من حيث الجوهر أو في مستوى تحول المسؤولية. الوحدة ليست سهلة، إنها تتعلق بآراء مختلفة ومبادئ متباينة، إنها تتطلب الكثير من ضبط النفس من جميع الجوانب. نحن نصر على أن تعكس الحكومة إرادة الشعب". وأضاف "لا يمكن لي ضمان أن تأتي جهود تشكيل حكومة وحدة ثمارها، هناك حسن نية، ولكن الفوارق شاسعة".

بدوره، قال ساعر في افتتاح جلسة كتلته البرلمانية إن "هناك صعوبات في تشكيل حكومة الوحدة والوقت المتاح أمامنا قصير للغاية"، وعبّر ساعر عن انفتاحه على الخيارين "تشكيل حكومة وطنية (يمينية) برئاسة بديلة، أو تشكيل حكومة وحدة تمكننا من حماية مبدائنا وقيمنا (حكومة وحدة بأجندة يمينية)".

وفي وقت سابق اليوم، ذكرت صحيفة "يسرائيل هيوم" أن نتنياهو اقترح بواسطة مقربين منه، على رئيس حزب شاس ووزير الداخلية، أرييه درعي، تولي منصب رئيس الحكومة بالتناوب خلال السنة الأولى بعد تشكيلها، وذلك بهدف تمكين ساعر، من الانضمام إلى حكومة كهذه إثر رفضه الانضمام لحكومة برئاسة نتنياهو.

ورغم رفض درعي لهذا الاقتراح، إلا أن نتنياهو أوفد قياديين في حزب الليكود إلى درعي من أجل إقناعه بقبول الاقتراح، بادعاء أن هذا الاقتراح سيؤدي إلى الخروج من المأزق السياسي المتمثل بفشل نتنياهو بتشكيل حكومة. ونقلت الصحيفة عن مصادر في حزب شاس تأكيدها على تقديم الاقتراح لدرعي.

وأضافت الصحيفة أن التقديرات في الليكود تشير إلى أن من بين جميع الإمكانيات الماثلة أمام نتنياهو لتشكيل حكومة تناوب، بهدف منع المعسكر المناوئ له من تشكيل حكومة، التناوب مع درعي هو الخيار المفضل على نتنياهو. وقالت مصادر في مكتب درعي للصحيفة إن "الوزير درعي ليس معنيا بمنصب رئيس الحكومة".

وكانت القناة 12 التلفزيونية قد ذكرت، مساء أمس، أن نتنياهو اقترح على رئيس حزب "كاحول لافان" ووزير الأمن، بيني غانتس، أن ينضم إلى حكومته وأن يتولى رئاسة الحكومة في السنة الأولى، ثم يتولى نتنياهو المنصب لسنتين ويعود غانتس إلى المنصب في السنة الرابعة.

ووفقا للقناة 12 فإن نتنياهو قدم هذا الاقتراح لغانتس خلال اتصال هاتفي، يوم الجمعة الماضي. وقضى اقتراح نتنياهو بأن يستمر غانتس في منصبه كوزير للأمن لدى توليه رئاسة الحكومة. ويشار إلى أن غانتس تعهد خلال الحملة الانتخابية بعد الانضمام إلى حكومة يرأسها نتنياهو. وحسب "يسرائيل هيوم"، فإن غانتس هو الذي قدم هذا الاقتراح لنتنياهو.