يجري رئيس الحكومة الإسرائيليّة، بنيامين نتنياهو، ووزير الجيش، بيني غانتس، مشاورات أمنيّة في مقرّ وزارة الجيش الإسرائيليّة ("الكرياه") في تل أبيب، لبحث التصعيد في قطاع غزّة والقدس.
ويشارك في المشاورات رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، أفيف كوخافي، ورئيس الشاباك، نداف أرغمان، ومستشار الأمن القومي، مئير بن شابات.
وهذه ثالث مشاورات أمنية تجرى اليوم، فسبقتها مشاورات على مستوى هيئة الأركان، ثم على مستوى وزير الأمن، ولاحقًا انضمّ إليها نتنياهو. وبعد المشاورات الأولى، قرّر كوخافي إلغاء رحلته المقرّرة غدًا، الأحد، إلى واشنطن، لبحث الاتفاق النووي.
وأوعز كوخافي إلى قواته بالاستعداد لإمكانية التصعيد في غزة، بحسب ما جاء في بيان صدر عن الجيش الإسرائيلي، كما أوعز بـ"اتخاذ سلسة خطوات وردود فعل محتملة بالاضافة الى الاستعداد لحالة تصعيد".
والليلة الماضية، أطلقت فصائل المقاومة الفلسطينيّة 36 قذيفة صاروخيّة باتجاه البلدات الإسرائيليّة المحاذية للقطاع، ردًا على تصعيد الاحتلال والمستوطنين في القدس المحتلة.
تقديرات إسرائيلية: حماس غير معنية بالتصعيد وإطلاق القذائف رد على اعتداءات القدس
وتشير تقديرات الجيش الإسرائيلي إلى أن حركة "حماس" غير معنية بالتصعيد، وأن إطلاق القذائف الصاروخية من قطاع غزة المحاصر باتجاه المستوطنات الإسرائيلية المحيطة، الليلة الماضية، بعد تسعة أشهر من الهدوء النسبي، جاء ردا على "الاشتباكات العنيفة التي وقعت في القدس في الأيام الأخيرة"، و"نصرة" للمقدسيين.
وذكرت القناة العامة الإسرائيلية ("كان 11")، أن جهات دولية (لم تحددها) تجرى اتصالات منذ ساعات الصباح مع حركة حماس لاحتواء الموقف والعودة إلى الوضع السابق.
ونقلت القناة عن مصدر عسكري رفيع، أن التقدير السائد لدى الجيش الإسرائيلي يفيد بأن "حماس" لا تريد توسيع دائرة التصعيد، وأن الدافع وراء إطلاق الصواريخ هو إظهار دعمها وتضامنها مع أهل القدس.
وأشارت التقديرات التي أوردتها صحيفة "هآرتس" عبر موقعها الإلكتروني، إلى أن "إطلاق القذائف الصاروخية من غزة سيتوقف"، وذلك بعد "إجراء اتصالات صباح اليوم، السبت، عبر وسطاء دوليين لوقف التصعيد". وقالت القناة 13 الإسرائيلية إن "حماس أبلغت مصر أنها لا ترغب بالتصعيد".
ولفتت صحيفة "يديعوت أحرونوت" إلى أن الجيش الإسرائيلي يقدر أن "حركة ’حماس’ سمحت بإطلاق القذائف الصارةخية إذا لم يتم إطلاقها من خلال عناصرها". كما يرى الجيش الإسرائيلي أن حصر مدى القذائف الصارخية في المناطق التي تعرف إسرائيليا بـ"غلاف غزة"، جاء لـ"تقييد التصعيد وعدم إخراجه عن السيطرة".
وأشارت الصحيفة إلى أن رفع الجيش الإسرائيلي لجزء كبير من القيود التي كان قد فرضها على سكان البلدات الإسرائيليّة المحاذية للقطاع، إثر جلسة "تقييم في القيادة الجنوبية"، تشير إلى أن فصائل المقاومة في غزة "لا تهدف إلى مزيد من التصعيد"، خلال هذه الفترة.
وقالت مصادر في الجيش الإسرائيلي إن رفع القيود عن سكان قطاع غزة لا يعني أن الجيش الإسرائيلي لن يرد ، لكن القيادة الجنوبية تدرك أن صباح يوم السبت هو وقت حساس في ظل وجود العديد من المسافرين في المنطقة وفي الجنوب.
في حين، نقلت صحيفة "هآرتس" عن مصادر عسكرية قولها إن رفع القيود عن "غلاف غزة" لا يعني أن الجيش الإسرائيلي لن يرد بشن جولة جديدة من الغارات على قطاع غزة، مشيرة إلى "حساسية التوقيت" بالنسبة إلى "القيادة الجنوبية في الجيش الإسرائيلية"، نظرا لخروج "العديد من المواطنين الإسرائيلين في رحلات بالمناطق الجنوبية، صباح اليوم، السبت".
وعلى الرغم من تقديرات الجيش الإسرائيلي، أعلنت كتائب "أبو علي مصطفى"، الجناح المسلح للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، مسؤوليتها عن إطلاق الصواريخ.
وقالت في بيان وزعته على وسائل الإعلام "نعلن مسؤوليتنا عن إطلاق رشقات صاروخية باتجاه مستوطنات غلاف غزة ردا على جرائم الاحتلال المستمرة وقصفه لغزة هذه الليلة".
وأضاف البيان "كنا قد حذرنا الاحتلال الصهيوني من التمادي في غيه وعدوانه بحق شعبنا الفلسطيني الأعزل وأكدنا أننا لن نسمح بالاستفراد بأهلنا هناك وأن العدو سيدفع ثمناً غالياً أمام تصاعد جرائمه".
من جانبها، حذّرت حركة "حماس"، اليوم السبت، سلطات الاحتلال الإسرائيلي من استمرار التصعيد في قطاع غزة، ومن "أية حماقات" من شأنها المساس بالقدس والمسجد الأقصى.
وقال المتحدث باسم الحركة فوزي برهوم، في بيان صحافي، إن "تصعيد إسرائيل على غزة وقصف مواقع المقاومة، وجرائمها وانتهاكاتها بحق القدس والمسجد الأقصى، يأتي ضمن سياستها العدوانية الشاملة على شعبنا".
وليلة السبت، شهد قطاع غزة تصعيدًا عسكريًا وميدانيًا، استمر حتى الفجر، في أعقاب إطلاق 36 قذيفة صاروخية من غزة باتجاه المستوطنات الإسرائيلية المحيطة، وقصف جيش الاحتلال عددا من المواقع التابعة لحماس ردًا على ذلك.
واعتبر برهوم أن رد المقاومة الفلسطينية على "العدوان"، هو في إطار القيام بواجبها الوطني والقيمي في حماية مصالح الشعب الفلسطيني، والدفاع عنه، وكسر معادلات الاحتلال.
وحمّل المتحدث باسم حماس، الاحتلال الإسرائيلي مسؤولية وتداعيات الأعمال "الاستفزازية العنصرية" التي يقوم بها جنوده ومستوطنوه بحق المقدسيّين والمصلين في المسجد الأقصى.
وأضاف: "كل هذه الجرائم والانتهاكات لن تُثني شعبنا عن مواصلة النضال والمقاومة بكافة أشكالها، دفاعاً عن القدس والمسجد الأقصى، وعن حقوقه وحريته مهما كلف ذلك من ثمن".
ودعا برهوم، جامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي وشعوب الأمة، إلى "تحمل دورهم ومسؤولياتهم في حماية أهلنا في القدس والمسجد الأقصى، والإسراع في اتخاذ الإجراءات الكفيلة بوقف ولجم العدوان".
وتشهد مدينة القدس منذ مساء الخميس، مواجهات عنيفة بين فلسطينيين من جهة، والشرطة ومستوطنين إسرائيليين من جهة أخرى، أسفرت عن إصابة أكثر من مائة فلسطيني.
وقد وقعت المواجهات في القدس تزامنًا مع شنّ المئات من عناصر اليمين الإسرائيلي المتطرف، اعتداءات في عدة مناطق من القدس على منازل فلسطينيين، الذين بدورهم تصدوا لهم.