القدس تنتفض .. بقلم جلال نشوان

السبت 24 أبريل 2021 12:34 ص / بتوقيت القدس +2GMT
القدس تنتفض .. بقلم جلال نشوان



غزة / سما /

القدس بشوارعها العتيقة وأبوابها الشامخة شموخ جبالها الأبية ، تحكي حكاية صمود وعز وفخر ونصر ، فالقدس  تنتفض فى وجه الطغاة المحتلين الذين جاؤوا  من وراء البحار ، حيث

اندلعت شرارة الانتفاضة المقدسية ليلاً  لتفك قيد الأقصى الأسير ، ومن يراقب ممارسات المحتل ومحاولات التضييق والخنق لكافة مناحي الحياة فى القدس يؤكد بما لا يدع مجالاً  للشك ان الكيان الغاصب اتخذ قراراً  بايقاف مسيرة الانتخابات فى القدس ،فلقد  حول  باب العمود الى ثكنة عسكرية وأغلق مداخل ومخارج الساحة المحيطة بالحواجز الحديدية ، فانفجر المقدسيون غضباً وثارت ثائرتهم وسط هتافات الفداء للأقصى ، انتقلت الانتفاضة الى معظم أحياء القدس ، فزأر المقدسيون من عرينهم ، وانهالوا بالحجارة على جيش الاحتلال المدجج بالسلاح وعلى  قطعان مستوطنيه ،ليدشنوا فصلاً  مشرقاً وشامخاً من فصول النضال  الفلسطينى الذى لن يهدأ  الا برحيل المحتل وتحرير أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين

هى انتفاضة الحرية والاستقلال لمدينة تفوح برائحة  الأنبياء العطرة  وهى أقصر الطرق بين الأرض والسماء ،انتفاضة شامخة لواحة مر بها الحبيب المصطفى عليه افضل الصلاة والسلام ،انتفاضة تمتلك بقوتها وعظمتها لتحرير  مدينة تعج بقدسية المكان والأركان ....

حقاً  زأر  المقدسي من عرينه ليقذف بحجارته كافة خطط عزل المدينة عن محيطها  ، ليصب جام غضبه على المشروع الصهيوأمريكى الذى سعى الى سرقة القدس وتهويدها لتكون عاصمة للكيان وما وعد ترامب ونقل سفارته الا دليلاً  قويا  على مشروع سياسي يستهدف الشعب الفلسطيني وتصفية قضيته ...

اندلاع شرارة انتفاضة القدس هى بمثابة لطمة للسياسة الأمريكية التى تدعم الكيان الغاصب ، وتؤيد عدوانه وتسوق مشاريعه ،حيث كانت السياسة الأمريكية تعتبر القدس أرض محتلة ،ثم تغيرت ،واصبحت أراض متنازع عليها ،ثم اعتراف كامل وصريح بانها عاصمة للكيان ،ويبدو  أن  الطغاة لا يعرفون الشعب الفلسطيني ، ظناً  منهم  أن فرض الوقائع على الأرض هى أفضل الطرق لديهم ، وعندما  شرعوا  بتطبيق صفقة القرن وهيأوا  المناخ السياسي لذلك وسط صمت و اذعان عربي وصل الى حد الموافقة ، الا ان الشعب الفلسطيني  وقف شامخاً رافضا  لكل مشاريعهم السياسية ، الأمر  الذى افشل كل مخططاتهم  ، واليوم يحاول الطغاة  كسر  شوكة المقدسيين ، ومنع الصلاة وتحديد المكان والزمان   ،فكان الرد سريعاً وعاجلاً  بالتضحية والفداء لتظل القدس فلسطينية الأرض والهوية ...

انتفاضة القدس المشرقة تدعو الجميع الى اليقظة ووضع استراتيجية وطنية لانتشال المشروع الوطني من محاولات التذويب وانه اذا  سارت الأمور وامعن المحتل فى غطرسته  ومنع  المقدسيين  من الانتخابات ، فان ذلك تجاوز لكل الخطوط الحمراء ،لان القدس هى رمانة الميزان ، حيث انه لا معنى لأي انتخابات بدون السماح للمقدسيين بممارسة حقهم الانتخابى واختيار  ممثليهم  والتصويت فى مراكز الاقتراع بحرية تامة ...

ان التدخل الامريكي الاسرائيلي فى مسار  الانتخابات هو تدخل سافر  وعلى المجتمع الدولي التدخل للضغط على المحتل للسماح لاهلنا  المقدسيين بانتخاب ممثليهم ، لأن القدس أرض محتلة وفق قرارات الشرعية الدولية ذات الصلة ،

إن التغول الاسرائيلى ،الأمريكي  على مسار  الانتخابات مرفوض ، والصمت الأمريكي على اعتقال مرشحي  القوائم الانتخابية المقدسية  يهدف الى خروج القدس وهذا  لن يقبل به الشعب الفلسطيني ،حتى لو تم الغاء الانتخابات برمتها

انتفاضة القدس الرمضانية الجليلة هى رسالة للمطبعين الذين باعوا  شرف الأمة واستمرأوا  الخيانة  ، فوصل التطبيع الى مرحلة أذهلت الصهاينة انفسهم ، فالدول العربية تستعجل فتح السفارات العربية فى القدس فى مشهد يجعل  المرء يفقد صوابه من هول تسارع التطبيع الذي تحول من الخفاء الى العلن

متغيرات سياسية  مرعبة  تضرب المنطقة برمتها  ، وهرولة سياسية عربية  لا تصدق  من النظام السياسي العربي الذى غادر  مربع الدعم والمساندة لقضيتنا  ،الأمر  الذى يحتم  علينا  ان نفكك الانقسام واعادة  اللحمة  الوطنية قبل فوات الأوان