مع إحياء «يوم الأسير الفلسطيني»، تتكشّف أرقام صادمة حول الانتهاكات التي يمارسها العدو الإسرائيلي ضدّ الأسرى، وخاصة أن قُرابة نصف الفلسطينيين دخلوا سجون الاحتلال، الذي لا يزال يعتقل نحو خمسة آلاف منهم، بينهم كبار في السنّ وأطفال ونساء ومرضى. وبحسب معلومات مراكز الأسرى الفلسطينية، فقد تعرَّض أكثر من مليونَي فلسطيني لتجربة السجن طوال السنوات التي تلت 1967، فيما يقبع حالياً 4500 في السجون في أوضاع مأسوية، بينهم 140 طفلاً موزّعون في «عوفر» (غرب رام الله) و«مجدو» و«الدامون» (شمال فلسطين المحتلة). أمّا عدد الأسرى المرضى، فقد بلغ حتى مطلع الشهر الجاري قرابة 700، بينهم 550 حالة مزمنة بحاجة إلى علاج مستمرّ، وعشرة على الأقلّ مصابون بالسرطان، وبأورام بدرجات متفاوتة، على رأسهم فؤاد الشوبكي (82 عاماً)، وهو أكبر الأسرى سنّاً.
أيضاً، من بين الأسرى 41 امرأة منهنّ 15 أمّاً، بعدما بلغ عدد مَن تعرَّضن للأسر منذ 1967 أكثر من 16 ألف امرأة، بينما الآن ثمّة 7 من أصل 41 جريحة يقبعْن في «الدامون». كذلك، ارتفع عدد الأسرى الإداريين إلى نحو 550 جرّاء الحملة التي يشنّها الاحتلال في الضفة الغربية ضدّ «حماس»، في حين ثمّة 25 فلسطينياً مسجونون قبل اتفاق أوسلو (1993) المُوقَّع بين «منظّمة التحرير الفلسطينية» والعدو، ويُطلَق عليهم «قدامى الأسرى»، ومنهم كريم وماهر يونس اللذان أمضيا نحو 38 عاماً في السجون، إضافة إلى نائل البرغوثي الذي أمضى أطول اعتقال بما مجموعه 40 سنة. أمّا عدد الذين تجاوَز اعتقالهم 20 سنة متواصلة ويُلقَّبون بـ«عمداء الأسرى»، فهو 62، علماً بأن هناك 543 أسيراً محكومون بالسجن المؤبّد لمرّة واحدة أو لمرّات، وأعلى حكم بين أحكامهم هو بحق عبد الله البرغوثي: 67 مؤبداً.
وتفيد معطيات مراكز الأسرى، أيضاً، باستشهاد 226 فلسطينياً في السجون الإسرائيلية منذ 1967، بينهم 73 بسبب التعذيب، و69 جرّاء الإهمال الطبي، و75 بالقتل العمد، و7 بسبب القمع وإطلاق النار المباشر عليهم على أيدي الجنود والحراس. كذلك، تُواصل سلطات الاحتلال احتجاز جثث سبعة أسرى قضوا في سجونها، هم: أنيس دولة الذي استشهد في «عسقلان» عام 1980، وعزيز عويسات منذ 2018، وفارس بارود ونصار طقاطقة وبسام السايح وثلاثتهم استشهدوا خلال 2019، وسعدي الغرابلي وكمال أبو وعر خلال العام الماضي.