اسرائيل هيوم- في توجه عنصري محض تجاه الشعب الفلسطيني، كتبت صحيفة "اسرائيل هيوم" المقربة من رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو مقالا تحرض فيه تجاه الولايات المتحدة لاستئنافها تقديم المساعدات للشعب الفلسطيني ووكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا".
واتهم بين كوهين في مقالة له الولايات المتحدة بأنها ارتكبت "خطأ فادحا" لتجاهلها ما وصفه بـ"الفساد المؤسسي" و"البروباغندا المعادية للسامية" لـ"الأورنوا" بقرارها استئناف المساعدات للوكالة الدولية، زاعما ان هذا القرار يقلل فرص التوصل إلى حل للصراع مع اسرائيل كون أن قضية اللاجئين (من وجهة نظره) تعني دعوة ضمنية لتدمير "الدولة اليهودية".
ويضرب الكاتب الإسرائيلي قرارات الشرعية الدولية عرض الحائط متجاهلا تماما القرار الأممي رقم (194) الذي ينص على عودة اللاجئين الفلسطينيين إلى ديارهم التي هجروا منها عنوة بقوة السلاح إبان النكبة عام 1948.
وقال كوهين في مقاله" تجاهلت إدارة بايدن اتهامات موثقة بغزارة ضد وكالة الغوث وتشغيل اللاجئين (الأونروا) تتراوح من الفساد المؤسساتي إلى بروباغندا معادية للسامية، وتصب محوراهتمامها عوضا عن ذلك على الأحكام التعليمية وغيرها من الخدمات لحوالي ٥٠٠ ألف طفل فلسطيني".
وأضاف" يرمز قرار إدارة بايدن الرجعي، والذي يقضي بتضمين ١٥٠ مليون دولار لوكالة الغوث وتشغيل اللاجئين (الأونروا) كجزء من عملية إرجاع أكثر من ٢٠٠ مليون دولار من المساعدات المالية للفلسطينيين، إلى الرفض العميق لإدراك حجم العائق الضخم الذي وضعته هذه الوكالة في طريق الفلسطينيين لحل صراعهم القائم مع إسرائيل".
ويزعم كوهون أن بيان وزير الخارجية الأمريكية، أنطوني بلينكن، الأسبوع المنصرم أظهر بشكل واضح اقتناع الإدارة بأن قضية الفلسطينيين يجب أن تؤخذ على أنها مسألة إنسانية قبل أي شيء آخر.
ويتابع المقال" كان تنازل بلينكن الوحيد للخوض في المخاوف بخصوص الأونروا، التي عبر عنها سياسيون أمريكيون من كلا الجانبين الديمقراطي والجمهوري كثيرا منذ تسلم بايدن، لأجل التأكيد على أن الولايات المتحدة ملتزمة بشدة في شراكتها مع "الأونروا" على سياسة الحياد، والمحاسبية، والشفافية".
وأشار بعدها" كما هو الحال مع كل ارتباطاتنا مع مؤسسات الأمم المتحدة، فإن الولايات المتحدة تحتاج أن تتواجد على الطاولة للتأكيد على أن الإصلاحات لتعزيز الكفاءات تتماشى مع قيمنا ومصالحنا" - وعلى غرار ذلك فسر بلينكن سبب عودة الولايات المتحدة إلى مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة الذي تشوب بنيته الأخطاء في شباط".
ويعتقد كوهين أن سياسة إدارة ترمب السابقة التي علقت مساعدات الفلسطينيين في آب ٢٠١٨ كان واضحا أنها لن تدوم على المدى الطويل دون وجود بديل قابل للتطبيق لوكالات كالأونروا". مضيف" ما قامت به الإدارة الجديدة هو إعادة استثمار أموال الضرائب الأمريكية في مؤسسة فقدت مصداقيتها تماما والتي كان هدفها التاريخي هو ارتكاب الأخطاء بدلا من الحل في مسألة ما يقارب ٧٠٠ ألف لاجئ عربي في حرب استقلال إسرائيل ١٩٤٧-٤٨ وأحفادهم في الضفة الغربية، وغزة، وسوريا، والأردن، ولبنان الذين يقدرون بحوالي ٥ ملايين شخص ليس لهم دولة".
ويزعم كوهين أن "المشكلة الأساسية مع الأونروا معروفة جيدا، فهي الوكالة الإنسانية الوحيدة التابعة للأمم المتحدة التي تكرس عملها حصرا على مسألة لاجئ واحد، كما أن لها تعريفا خاصة عن من يعتبر لاجئا. بينما وكالة اللاجئين الأساسية للأمم المتحدة، المفوضية العليا للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، لا تنقل صفة اللاجئ من الأهل إلى الأطفال التي تفعلها الأونروا أي من الناحية النظرية إلى الأبد".
ويخلص كوهين إلى نتيجة مفادها" أن هؤلاء الفلسطينيين هم مدانون بصفة اللجوء في انتظار قيادتهم لإزالة الوحدة الصهيونية وإعادتهم إلى ديارهم الحق. ووظيفة الأونروا الرئيسة هي تعزيز هذه الصفة بتصنيف الطفل الفلسطيني الذي سيولد غدا في الأردن أو لبنان على أنه "لاجئ". وعلى اعتبار الفلسطينيين غير مواطنين في الأماكن التي يقطنونها فهم محرومون من فرصهم التعليمية والتوظيفية ومعرضون للتمييز البيروقراطي المهين كل ذلك لأجل تحريرهم الوطني في نهاية المطاف".
ومن وجه نظر الكاتب الإسرائيلي فإنه بالإضافة إلى تعزيز هذا "الوضع البائس"، فإنه يدعي أن "الأونروا" تزود الفلسطينيين بالأدوات الأيدولوجية الضرورية للمحافظة على (الكراهية المتولدة) تجاه إسرائيل.
ويقول"في المدارس التي صورها بلينكن كمزود لخدمة ضرورية هي أيضا السبب وراء الكراهية والاحتقار تجاه اليهود وإسرائيل المزروعة كعادة تفكير تمارس بضغط على الأطفال سريعي التأثر في الملعب، وفي حصة الرياضيات، وحتما في دراستهم للتاريخ واللغة".
ويقول كوهين" أظهر تقرير في مناهج مدارس الأونروا في شهر كانون الثاني لعام ٢٠٢١ نتائج تنذر بالخطر هذا إذا لم تعد غير متوقعة، أنشأت الأونروا مواد تشير باستمرار وفي بعض الأحيان تعيد بشكل مباشر إنتاج نصوص وجمل من مناهج السلطة الفلسطينية تمجد العنف وتضحية الإنسان بحياته وإراقة الدماء في سبيل الدفاع عن أرضه،وبعض الأمثلة تتضمن تمارين قواعد اللغة العربية التي تستخدم لغة الجهاد والتضحية….لم نتمكن من إيجاد أي إدانة واضحة للعنف أو أي نهج لحل الصراع في المواد التي تنتجها الأونروا".
ويستمر الكاتب الاسرائيلي في تحريضه العنصري تجاه الشعب الفلسطيني قائلا"لأولئك الذين يغريهم الاعتقاد بأن تلاميذ المدارس الفلسطينيين سيكونون مزودين بوجهة نظر أكثر اعتدالا تجاه إسرائيل في ضوء إطار إقامة الدولة الفلسطينية عليهم أخذ تقييمات التقرير السابق بعين الاعتبار التي توضح كيف يعلم الفلسطينيون على إدراك ورؤية اليهود".
وأضاف"كما وجد أن المواد التي تنتجها الأونروا تتجاهل باستمرار التاريخ اليهودي على الرغم من كونهم إحدى الجماعات الإثنية الأساسية في المنطقة. كما إن وجود اليهود التاريخي في المنطقة لم يناقش ولا توجد معلومات حقيقية عن الثقافة والدين اليهودي التي كان من الجيد أن تقوم إدارة الأونروا بإغناء المقرر بها".
ويقول كوهين" إن غالبية الدلالات بما يتعلق بهذه المسألة تتضمن مزاعم بأن إسرائيل تكافح لأجل تهويد القدس بشكل ممنهج...ونادرا ما يتم ذكر اليهود في السياقات المحايدة أو غير السلبية".
ويدعو الكاتب الاسرائيلي بنفس عنصري واضح إلى أن تلعب "الأونروا " دورا في توطين اللاجئين قائلا" صحيح كما يبدو أن الفلسطينيين الذين يريدون حياة مستقرة ومزدهرة يتلقون خدمات فقيرة من الأونروا والحرب الايديولوجية التي تشعلها، ولكن الحل لا يكمن في إلغاء مثل هذه المؤسسات بومضة عين إذ إن المشكلة الأساسية ستبقى في موضعها. ولكن حتى مع إدراك ذلك، إذا لم تكن إدارة بايدن راغبة أو قادرة على اقتراح بديل قابل للتطبيق - على شكل وكالة تركز على تكامل وانخراط أحفاد اللاجئين الفلسطينيين كمواطنين بشكل كامل في الأمم التي يعيشون فيها، فعلى الأقل تستطيع أن تطلب إجراء إصلاحات مقابل ما نستطيع تسميته، إذا كنا شديدي الكرم فهذا دليل على حسن النوايا".
ويخلص الكاتب العنصري إلى نتيجة مفادها" أستطيع التفكير بثلاثة مطالب كلها تبدو مقنعة، أولا، إزالة كل الدلالات السلبية تجاه اليهود وإسرائيل في مناهج الأونروا التعليمية والعمومية خلال العام القادم واستبدالها بأمثلة محايدة بعد التحقق منها تعترف بشرعية إسرائيل كغيرها من الدول في المنطقة. وثانيا، يجب استئصال الفساد الموثق جيدا في الأونروا والذي تسبب في توقف هولندا، وبلجيكا، وسويسرا من تقديم الدعم المالي للوكالة مؤقتا في ٢٠١٩. وثالثا، على الأونروا أن تغير مسار أولوياتها الأساسية تجاه انخراط اللاجئين الفلسطينيين في البلدان التي يعيشون بها بدلا من تركيزها على إزالة إسرائيل إلى حد ما. وإذا كانت مسألة الفلسطينيين مسألة إنسانية أولا وأخيرا، فلا حاجة للأونروا من أن تحتفظ بهذا الدور الأيديولوجي وأي طريق لحفره".