هآرتس - بقلم: جدعون ليفي "كان الجنرال المكسيكي كاستنياتس شخصاً مهماً جداً وكبيراً جداً. ومثله الجنرال الإسرائيلي يوآف غالنت؛ فهو شخص مهم جداً وكبير جداً، يحمل مسدساً عند ذهابه إلى العمل في المكتب، ويعلق أوسمة كثيرة على صدره. خلافاً لبطل قصيدة حاييم حيفر، شارك الجنرال غالنت في حروب ومعارك؛ يمكن القول عن معظمها بأنه من الأفضل ألا تكون قد حدثت، فقد كانت حروباً زائدة وظالمة. كاستنياتس المسكين انفجر بسبب أكل 20 فطيرة؛ أما غالنت فقد ينفجر بسبب كثرة التضخيم والأهمية الشخصية. ضرب مرة أخرى في الأسبوع الماضي.
المعارضة ووسائل الإعلام تعطي المجال لغالنت، لا تسخر منه مثلما تسخر من ميري ريغف أو اوسنات مارك، ولا تشهر به مثل أمير أوحانا وميكي زوهر ودودي امسالم، رغم أن أضراره يمكن أن تكون أكبر من أضرارهم. غالنت جنرال أشكنازي وواحد منا. لذلك، لا يمكن المس به. ولكن أضراره تتراكم ومعها أيضاً مستوى الاستهزاء الذي يثيره بمحاولاته التي تثير الشفقة في أن يصبح ضابط التعليم الرئيسي في الدولة. هو الآن يحتفل بانتصار بائس: قرار المحكمة العليا غير المعقول سمح له بحجب جائزة إسرائيل عن البروفيسور عوديد غولدرايخ بسبب مواقفه السياسية. يقوم غالنت الآن بفحص صدق تحفظ غولدرايخ من حركة مقاطعة إسرائيل. كيف سيفحص ذلك؟ هل طور مقياساً للصدق؟ هل سيستدعي غولدرايخ للتحقيق في قسم الأفكار التابع للشرطة؟ كل شيء ممكن الآن.
انتهت المراسيم. وغالنت خرب بيده إحدى المحميات الطبيعية في واقع إسرائيل المتفكك، جائزة إسرائيل. الحاصلون على الجائزة لا يستحقونها إذا لم يتنازلوا عنها على الفور تضامناً مع زميلهم الذي تم حرمانه. وحكام الجائزة لم يعودوا كذلك إذا لم يحذروا من اختيار مرشح لا يروق للنظام. لم يعد بالإمكان أن تكون عالماً محترماً في إسرائيل دون دعم النظام. لمن يعود الفضل؟ لوزير التعليم الذي وقع على فشل إسرائيل المدوي في مكافحة وباء كورونا.
كان تعيينه فضيحةً، وهو أسوأ ما عيّن نتنياهو. فقائد عملية دموية جداً مثل عملية “الرصاص المصبوب” لا يمكن أن يكون وزيراً للتعليم. ومكان قادة هذه العملية، بما شملته من قتل وتدمير تسببوا به عبثاً، هو في لاهاي وليس في وزارة التعليم. يحب غالنت الحروب في غزة، ودائما ما يدفع نحوها ويحرض عليها. في شتاء 2017 قام بتحديد الربيع القادم كموعد لهجوم آخر على غزة المضروبة. ولحسن الحظ لم يستجب له أحد. يحب مصطلح “رأس الأفعى”. لغته لغة من الأفضل ألا يكون الطلاب في إسرائيل قد انكشفوا عليها. عندما تم انتخاب يحيى السنوار لرئاسة حماس في غزة، كتب غالنت على صفحته في “فيسبوك” إلى جانب صورة هذا الشخص: “هكذا يبدو رأس الأفعى. وواضح ما ستكون عليه نهاية الأفعى التي ترفع رأسها”، صرح رئيس منظمة الجريمة، وهو الآن وزير التعليم. بعد بضعة أشهر على ذلك، وجد “رأس أفعى” جديداً من أجل تصفيته: “لقد حان الوقت لتصفية أسد”، كتب مقاول التصفيات، “عندما سنقضي عليه، سنصل إلى رأس الأفعى الجالس في طهران”. في البداية سنأخذ برلين، وبعد ذلك نيويورك؛ ما هذا التبجح والعنف الإسرائيلي.
“من لا تهمه دولة إسرائيل وقوانينها لا يستحق جائزة إسرائيل”، هكذا حكم الوزير الذي تخصص في الحفاظ على قوانين الدولة في بيته الذي تم تخطيطه بعناية. وله معايير في فحص من تهمه الدولة أكثر: من يدعو للقتل والتصفية أم من يعارض كل ذلك؟ لو كنت في مكان غولدرايخ لشكرت غالنت على الاحترام الذي أغدقه علي، ولقلت له: بفضل أشخاص مثلك، اقتنعت أخيراً بأن الـ بي.دي.اس على حق. التغيير لن يأتي من داخل المجتمع الإسرائيلي، بل بعد أن يعاقبك المجتمع الدولي وتدفع الثمن. وقاحة وزير التعليم هي الدليل على ذلك.