شكك دبلوماسيون غربيون وعرب في الرواية الأردنية الرسمية حول اتهام الأمير حمزة بن الحسين، الأخ غير الشقيق لملك الأردن عبد الله بن الحسين، بممارسة نشاطات تستهدف أمن الأردن واستقراره، بحسب ما أفادت صحيفة "وول ستريت جورنال".
ووفقا للصحيفة، فإن عددا من الدبلوماسيين الغربيين والعرب شككوا في اتهامات الحكومة الأردنية بحق الأمير حمزة بن الحسين، وقللوا من شأن ما وصفوه بـ"شائعات" عن محاولة الإطاحة بالملك عبد الله الثاني، دون وجود أدلة كافية تؤكد تلك الفرضية.
ونقلت الصحيفة عن أحد الدبلوماسيين الغربيين قوله إن التوترات كانت تتفاقم في الديوان الملكي منذ فترة، مستبعدا أن يكون اعتقال الأمير حمزة رداً على أي تهديد وشيك.
واعتبر الدبلوماسيون، حسب الصحيفة الأميركية، أن تحركات وعلاقات الأمير حمزة بن الحسين مع عدد من القبائل، هي التي أقلقت الملك عبد الله بن الحسين.
وأكد دبلوماسي غربي أن تحركات الأمير حمزة الأخيرة "ربما تكون أقلقت الملك عبد الله، بعد أن تواصل في الفترة الأخيرة مع قبائل أردنية تُشكل قاعدة أساسية لدعم النظام الملكي الأردني".
ولفت إلى أن الأمر يتعلق بقبائل العجلان، في شمال الأردن، التي زارها الأمير حمزة، واستقبلته بهتافات مؤيدة أثارت مخاوف وقلق العاهل الأردني.
كما أوضح دبلوماسي غربي للصحيفة أن الحكومة الأردنية تعتمد على صورتها كـ"درع متين" ضد الاضطراب في المنطقة بهدف كسب دعم بعض الحلفاء مثل الولايات المتحدة والسعودية.
وقال الدبلوماسي إن الاعتقالات قد تكون جزء من محاولة لتصوير أن هناك تهديد من أجل إبقاء البلد في دائرة الضوء.
ولفتت الصحيفة إلى إن التطبيع الذي جرى مؤخرا بين إسرائيل والإمارات وبعض الدول العربية الأخرى أضعف من أهمية الأردن، التي ظلت لفترة طويلة تلعب دوراً أساسيا كحلقة وصل بين إسرائيل وبقية دول الشرق الأوسط، حسب الصحيفة.
ومقابل هذه الادعاءات، قال نائب رئيس الوزراء الأردني وزير الخارجية، أيمن الصفدي، إن التحقيقات أثبتت أن نشاطات وتحركات الأمير حمزة وأشخاص آخرين "تستهدف أمن الأردن واستقراره".
وذكر الصفدي أن الأجهزة الأمنية تابعت عبر تحقيقات حثيثة، قامت بها القوات المسلحة ودائرة المخابرات والأمن العام على مدى فترة طويلة، نشاطات وتحركات للأمير حمزة بن الحسين، وأشخاص آخرين، ورصدت تدخلات واتصالات مع جهات خارجية حول التوقيت الأنسب لبدء خطوات لزعزعة الأمن، وطالت الاتهامات نفسها “بسمة حمزة” زوجة الأمير الأردني.
وكان الأمير حمزة بن الحسين، أكد في فيديو نشره على وسائل التواصل الاجتماعي، أنه بات وأسرته قيد الإقامة الجبرية، معتبرا أن اتهامه بالتخطيط للانقلاب على أخيه والمس بالأمن القومي لبلاده، "أكاذيب الهدف منها التغطية على التراجع" في الأردن.