سموتريتش يعارض دعم عباس لحكومة يمين: "صفر شرعية لنتنياهو"

الجمعة 02 أبريل 2021 03:51 م / بتوقيت القدس +2GMT
سموتريتش يعارض دعم عباس لحكومة يمين: "صفر شرعية لنتنياهو"



القدس المحتلة /سما/

كرر رئيس قائمة الصهيونية الدينية والفاشية، بتسلئيل سموتريتش، اليوم الجمعة، معارضته الشديدة لتشكيل حكومة إسرائيلية يرأسها بنيامين نتنياهو بالاستناد إلى دعم القائمة الموحدة برئاسة منصور عباس. وقال سموتريتش في منشور مطول نشره في صفحته في "فيسبوك"، إنه "سيكون صفر شرعية لنتنياهو بتشكيل حكومة مع عباس، وصفر شرعية لـ(رئيس حزب ’يمينا’، نفتالي)، بينيت، و"رئيس حزب ’تيكفا حداشا’، غدعون) ساعر، بوضعهما مصالحهما الشخصية قبل مصلحة الدولة وإهدار فرصة تاريخية لتشكيل حكومة يمين صرف".

ودعا سموتريتش إلى "بذل أقصى الجهود من أجل إحضار بينيت وساعر إلى حكومة المعسكر القومي، كشركاء مركزيين يقودان سياسة يمينية حقيقية تحت نتنياهو. وبدلا من التوجه إلى ’حلول’ سهلة وخطيرة، على جميعنا بذل جهدنا ووقتنا من أجل ذلك في الفترة القريبة. ويتعين على نتنياهو أيضا أن يدفع أثمانا على ذلك، لكن هذه ستكون حكومة يمينية حقيقية تنفذ تعهدات كافة أحزاب اليمين تجاه جمهور ناخبيها".

وأوضح سموتريتش قصده بتشكيل حكومة يمين بأنها "حكومة تعزز الهوية اليهودية، تطور الاستيطان، وتعيد القدرة على الحكم والسيادة في النقب والجليل، وتصحح جهاز القضاء، وتخرج المتسللين (طالبي اللجوء) وترمم الأحياء في جنوب تل أبيب، وتنفذ الإصلاحات المطلوبة في الاقتصاد، وأمور كثيرة أخرى". وبدا منشور سموتريتش أنه موجه إلى بينيت وساعر أكثر مما هو موجه لنتنياهو.

وتابع أن "تشكيل حكومة تستند إلى القائمة الموحدة ومنصور عباس ستكون كارثة وبكاء لأجيال قادمة ولن نسمح بتشكيلها. ومن أجل فهم من هذا منصور عباس وما هي القائمة الموحدة، شاهدوا خطاب عباس قبل أربعة أيام بالعربية أمام أعضاء حزبه. وهو يذكّر بعرفات (...) الذي كان يخطب بالإنجليزية خطابات سلام وبالعربية خطابات حرب".

واعتبر سموتريتش أن "عباس كان وما زال داعما للإرهاب ويحج من أجل معانقة مخربين قتلوا يهودا، ولا يوافق على حق اليهود بالوجود كشعب في بلاده في دولة اليهود، ويواصل التمسك بالرواية الفلسطينية، التي ببساطة تتناقض مع تلك اليهودية. وهو يرى بنفسه جزءا من الشعب الفلسطيني، وإقامة دولة إسرائيل بالنسبة له هي ’نكبة’، وهو لا يعتزم التنازل عن هذه الرواية للحظة واحدة".

وأضاف أنه "لست مقتنعا بالصورة الجديدة التي يحاول أن يبنيها لنفسه في دقيقة واحدة فقط من أجل مصلحة سياسية آنية إثر الخصومة الشديدة بينه وبين القائمة المشتركة. وتوجد كراهية شديدة لليهود وليس محبة لهم".

وتابع سموتريتش أن عباس في خطابه أمس، "لم يعترف بإسرائيل كدولة يهودية، ويطالب بالاعتراف ’بكلتا الروايتين’، ويحاول عمليا من خلال أسلوب المراحل العربي المعروف تحويل إسرائيل إلى دولة ثنائية القومية. دولة جميع قومياتها. عكس الدولة اليهودية. و’تنازله’ عن العنف، كمفهوم كوني وتناسبي ’من كلا الجانبين’، تكتيكي وذلك لأنه لم يرصد الآن فرصة للوصول إلى ذلك الهدف بالقضاء على المشروع الصهيوني بأساليب ناعمة".

واعتبر سموتريتش أن "محاولات تبييض الحركة الإسلامية من جانب جهات معينة في اليمين تعكس عمى وقصر نظر خطير وعديم المسؤولية سيجلب فقدان حكم اليمين لعشرات السنين المقبلة ونهاية الدولة اليهودية. وليس أقل من ذلك".

وأشار إلى أن "اليمين يشكل أغلبية في الجمهور اليهودي في دولة إسرائيل، لكن ليس في المجتمع الإسرائيلي كله. ويستند حكم اليمين إلى إجماع أساسي منذ قيام الدولة بأن الأحزاب العربية، طالما أنها تكفر بكون إسرائيل دولة يهودية وتدعم إرهاب أعدائها، ليست شريكا شرعيا لإسناد حكومة واتخاذ قرارات قومية. ليس بشكل نشط ولا بالامتناع (عن التصويت لدى المصادقة على الحكومة في الكنيست). واستثناء لذلك كان في فترة أوسلو، ونحن نلمس النتائج الكارثية لحكومة الأقلية التي شكلها رابين حتى اليوم للأسف الشديد".

وأضاف سمورتريتش أن "لا أحد سيفرق في المستقبل بين عباس ’اللطيف’ وبين أي حزب عربي آخر وبين الخروج من الهيئة العامة للكنيست أو الامتناع عن التصويت أو التأييد وشراكة فعلية. ومن أجل أن تكون الحكومة فاعلة، ثمة حاجة إلى أغلبية في الكنيست، من أجل المصادقة على ميزانية وما إلى ذلك، والحصول على تعاون نشط من جانب الموحدة. ويعني ذلك تحويلهم إلى شركاء شرعيين رغم أنهم لا يتخلون عن طموحاتهم القومية. وكما ذكرت، تحدث عباس في خطابه عن شعبين وروايتين. وهو لم يتنازل عن طموحه القومي ولا عن تماثله مع الفلسطينيين أعداء إسرائيل".

وبحسب سموتريتش، فإن "رغبة عباس بالانضمام إلى نتنياهو مؤقتة وتنبع من خصومته الشديدة مع القائمة المشتركة. وفي المستقبل، سينضم العرب، الذين سيتحولون تحت رعاية اليمين إلى شركاء شرعيين، إلى اليسار على الأرجح. والسبب بسيط: اليمين يمنحهم المستوى المدني بينما اليسار منحهم المستوى القومي. وانضمام العرب إلى اليسار اليهودي سيجلب اليسار إلى الحكم لعشرات السنين. وحكم يسار – عرب كهذا سيلحق أضرارا غير قابلة للإصلاح بالدولة اليهودية وقد يحولها (...) إلى دولة جميع مواطنيها وحتى جميع قومياتها".

وأضاف أن "اعتماد اليمين على عباس ستكون جريمة، ورغم أنها قد تجلب عدة سنوات أخرى لحكم نتنياهو، لكن بعد ذلك مباشرة سينقل الحكم على شركاء يساريين وعرب ولسنوات طويلة ولكارثة لدولة إسرائيل. وحكم اليسار هذا سيلغي في لحظة واحدة إنجازات حكومة اليمين التي ستتشكل هنا ربما في الأسابيع القريبة، وسيدمر مبادئ الدولة اليهودية ويحول (...) دولة إسرائيل إلى دولة جميع مواطنيها وجميع منصهريها في حدود أسماها آبا إيبان ’حدود أوشفيتز’".

وتابع أنه "ينبغي أن يكون المرء ساذجا، إن لم يكن غبيا، كي يعتقد أن عباس سيسمح بإصلاحاتنا في جهاز القضاء، وتسوية الاستيطان في يهودا والسامرة (الضفة الغربية المحتلة)، وإخراج المتسللين... إلخ. وهذه ستكون في الحد الأقصى حكومةَ جمودٍ يؤدي فيها عباس دور باراك/ليفني/كاحلون الذين شكلوا ذريعة لنتنياهو من أجل لجم خطوة يمينية حقيقية".

وختم سموتريتش منشوره بأنه "أنتظر اليوم الذي ينشئ فيه عرب إسرائيل من داخلهم حركة تتخلى عن الأمل بتحقيق طموحات قومية في أرض إسرائيل وتطلب العيش بشراكة مدنية شخصية في دولة يهودية. وحركة كهذه لن تحتاج إلى حزب عربي وإنما تندمج بصورة طبيعية في الأحزاب الإسرائيلية العامة، تماما مثلما تندمج الطائفة الدرزية في جميع أحزاب الطيف السياسي الإسرائيلي. والقائمة الموحدة بعيدة عن ذلك بأفكارها بسنوات ضوئية. وتوجد في المجتمع العربي اليوم أكثر من براعم في هذا الاتجاه، ومعانقة منصور عباس ستقطعها وتشكل صفعة على وجنة العرب الشجعان الذين يقودونها".