هآرتس: سموتريتش وبن غبير: من يحكم الضفة يحكم إسرائيل

الجمعة 26 مارس 2021 04:47 م / بتوقيت القدس +2GMT
هآرتس: سموتريتش وبن غبير: من يحكم الضفة يحكم إسرائيل



القدس المحتلة /سما/

“سيقوم بن غبير بترتيب الأمور هنا”، هذا ما كتب في عدد من اللافتات الدعائية لقائمة الصهيونية الدينية، التي وضعت في شارع الخضر – بتّير شرقي بيت لحم. لافتات فيها نفس صورة الوجه الراضي عن نفسه، لكن بكتابات أخرى، “بن غبير الأكثر يمينية لدينا”، شوهدت في يوم الاثنين الماضي في منطقة الخليل أيضاً. لافتات قليلة جداً عليها صورة بن غبير، ولافتات كثيرة عليها صورة بتسلئيل سموتريتش، كانت تزين الجزء الشمالي من شارع 60 بين قرية حزما ورام الله. حسب وضوح اللافتات، فإن حزب نفتالي بينيت هو في المكان الثاني، وأحزاب يمينية أخرى، بما في ذلك الأحزاب الدينية، في وضع أقلية.

دون صلة بعدد مقاعده، وحتى لو أن حزب الصهيونية الدينية لسموتريتش وبن غبير لم يجتز نسبة الحسم، إلا أنه أصبح يسيطر منذ زمن، بنسخه المختلفة، على الضفة الغربية. وهو في الأساس يسيطر على السكان الفلسطينيين الأصليين، الذين ليس لهم حق في انتخاب الحكام الحقيقيين الذين يشكلون ويغيرون ويعرضون حياتهم ومستقبلهم للخطر.

على سبيل المثال، الفضاء الكبير الواقع بين رام الله وبيت لحم يتشكل منذ 25 سنة كالقدس الكبرى، ومساحة حضرية فيها الكثير من الشوارع الآخذة في الاتساع، التي تقرب المستوطنين في البؤر الاستيطانية المعزولة من العاصمة وتقصر مدة سفرهم. نفس شبكة الشوارع هذه تقطع طرقاً قائمة وتبعد القرى الفلسطينية عن بعضها وتكمل تقسيم شرقي القدس وفصلها عن الضفة الغربية. هذا حلم استيطاني تحقق، الذي حققته وتحققه مؤسسات رسمية إسرائيلية، تستخدم ضرائب جميع الجمهور الإسرائيلي.

من يحكم الضفة الغربية يحكم إسرائيل. هذا ليس قدراً من السماء، بل هذا هو ما قررته حكومة العمل – ميرتس – شاس، عندما قامت بحياكة اتفاق أوسلو على قياس المستوطنات واشترطت تطبيقه بوجودها وتوسيعها. وبتضافر جهود منظمات المستوطنين ومؤسساتهم الاستيطانية، تم تجاوز المزيد من الخطوط الحمراء، في كل ما يتعلق بخرق القانون الدولي والاستيلاء على الأراضي وطرد تجمعات فلسطينية وترسيخ نظام الأبرتهايد. جميع الجمهور الإسرائيلي اليهودي سلم واعتاد واستفاد من المكاسب النابعة من هذا الخرق المنهجي للقانون الدولي في ظل المفاوضات من أجل السلام.

الإثبات الأفضل للقوة الضخمة لحكومة يهودا والسامرة هو غياب أي نقاش في الحملات الانتخابية الأخيرة حول قوة حكومة يهودا والسامرة بأنها ذراع شبه حكومية وشبه رسمية، تملي على الشعبين اللذين يعيشان بين البحر والنهر، مستقبلاً من العنف المتصاعد.