قال وزير جيش الاحتلال الإسرائيلي وزعيم حزب "أزرق أبيض" بيني غانتس، إن دخوله الائتلاف الحكومي مع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو قبل 11 شهرا، أوقف سلسلة من الهزائم الجيوسياسية الخطيرة، المتمثلة في ضم الضفة الغربية وفرض السيادة عليها.
وأضاف غانتس في مقال نشره بصحيفة "هآرتس" العبرية الأربعاء، أنه "منع إسرائيل من أن تصبح منبوذة في واشنطن، من خلال وقف خطط نتنياهو لضم الضفة، وإغفاله إمكانية التفوق العسكري النوعي لصالح الإمارات".
وتابع: "لو لم أكن قد انضممت لحكومة وحدة قبل أحد عشر شهرا، لكانت إسرائيل في الخريف الماضي، قد ضمت جزءا كبيرا من الضفة الغربية، ما أدى إلى نتائج كارثية"، مشيرا إلى أن "نتنياهو كان يسعى لاغتنام الفرصة النادرة لدعم الرئاسي الأمريكي، لعمل صفقة سريعة تهدد المسار الدبلوماسي والعسكري".
وذكر غانتس أنه كان من الواضح أن "اتخاذ مثل هذه الخطوة الأحادية"، سيقود إسرائيل إلى مسار خطير، لا سيما وسط جائحة صحية توسعت ومزقت المجتمع الإسرائيلي، معتقدا أنه "لو نفذ نتنياهو خطة الضم، لأصبحنا منبوذين الآن في واشنطن".
وأردف قائلا: "كان من المحتمل أن يندلع العنف في الضفة الغربية، والدول العربية التي قامت بتطبيع علاقاتها معنا مؤخرا، كانت ستقطعها (..)، بل إن العلاقات الاستراتيجية مع الأردن ومصر كانت ستتضرر".
وأشار إلى أن خيار الضم بالضفة الغربية كان سيؤدي إلى تدمير أي أمل في التوصل إلى حل تفاوضي مستقبلي للصراع مع الفلسطينيين، لافتا إلى أنه حينما شارك نتنياهو في الحكومة، فإنه تعهد بمتابعة أي احتمال، لإجراء مفاوضات فعالة مع القوى المعتدلة بالعالم العربي.
واستكمل قائلا: "لا تزال لدي قناعة بأن إسرائيل بحاجة إلى قيادة، يمكنها اغتنام الفرص لتغيير الواقع وكسر المأزق الذي يقضي على الأجيال القادمة من أي أمل في السلام"، مشددا على أن "أزرق أبيض" ساعد في تجنب ما كان يمكن أن يكون "كارثة جيوسياسية"، وفق وصفه.
ونوه غانتس إلى أن حزبه شرح للمسؤولين بالحكومة الأمريكية أن "ضم الضفة مرفوض داخليا"، مضيفا أن هذا الشرح ساهم في تقديم "مقايضة" إلى نتنياهو، ما أدى إلى إسقاط الضم، مقابل اتفاقيات التطبيع مع الدول العربية، وتحديدا الإمارات.
ورأى أن إسقاط الضم وبدأ التطبيع مع دول عربية، منح إسرائيل فرصة لاتخاذ المسار الحكيم للسلام مع العالم العربي، بدلا من مسار التدمير الذاتي، مؤكدا أنه توصل لتفاهمات مع وزارة الدفاع الأمريكية، تتضمن اتفاقيات تحفظ لإسرائيل تفوقها العسكري الحاسم في المنطقة.
واستعرض غانتس الإنجازات التي حققها خلال تسلمه لحقيبة وزارة الجيش على مدار الشهور الماضية، وذلك ضمن دعايته الانتخابية، قبل فتح صناديق الاقتراع الثلاثاء المقبل.