يديعوت - بقلم: سيما كدمون "إذا كان ممكناً منح جائزة على انغلاق الحس والانقطاع عن الناس، فستذهب لرئيس الوزراء الذي قال في مقابلة مع “فوكس نيوز” امس، إن كورونا باتت خلفنا. يبدو أن نتنياهو لا يتعلم من الماضي. حتى الآن احتفل عدة مرات، ثم دخلنا فورها إلى اغلاق آخر. لحظة، ألم يكن من قال هذا الأسبوع لوسائل الإعلام وفي تغريداته عبر الشبكات إن اللقاح يوفر حماية مؤقتة فقط، وإننا بحاجة لعشرات ملايين اللقاحات، وللدقة 36 مليوناً، وأنه وحده من يحرص على أن نتلقاها؟ فكيف يتدبر هذا مع قوله إن كورونا باتت خلفنا؟
هذا الرقم، 36 مليوناً، لا بد سنسمعه كثيراً حتى الانتخابات. وعرضها كمشكلة أمام الجمهور الإسرائيلي. هناك مشكلة، قال، وشرح بأن لا أحد يعرف ما هي مدة اللقاح أو أنها جيدة لفترة محدودة فقط. وحذر بأننا سنضطر إلى تجديد اللقاح كل نصف سنة وإلا فستعود كورونا ثم نجد أنفسنا في دائرة لا تنتهي من “المزيد من الإغلاقات، والإصابات، والموت والاغتصاب المغلق”.
قيل هذا مشدداً بأنها ستكون مهمة رئيس الوزراء التالي. ومن غيري يمكنه أن يفعل هذا، سأل باحتقار، يئير لبيد؟ وثمة أقوال في نهاية عصر كورونا قالها للجمهور الأمريكي ذاك الذي لا يحتاج لصوته بعد أقل من ثلاثة أسابيع. هناك، أمام المذيعين المنفعلين، حين يعرض نتنياهو العظيم، رئيس وزراء الدولة التي كانت الأولى في إبادة المرض.
فلماذا إذن ينبغي للجمهور أن يصدق تخويفات رئيس الوزراء الذي لا يمكن لغيره أن يجلب ملايين الحقن الضرورية، أو رئيس الوزراء الذي يقول إن المرض بات خلفنا – بخلاف تام مع أقوال مسؤول كورونا الذي لا يستبعد إغلاقاً رابعاً.
كل هذا يذكرنا بأنه زمن الانتخابات وأن لا شيء يقال أو يفعل دون صلة بالمصلحة السياسية. كل الأحزاب تؤكد وتدفع بالرسائل، وعلى رأسهم رئيس الليكود الذي أطلق أول أمس حملة الليكود في مناسبة جرت في مباني الأمة في القدس. لم يفاجئ عنوان الحملة أحداً: “هذا إما نتنياهو أو لبيد”، حين ذكر في خطابه لبيد بكل جملة تقريباً. مما جعل لبيد يقول: حتى زوجتي لا تتحدث عني كثيراً على هذا النحو.
برأي لبيد الذي واصل الصمت هذا الأسبوع وترك نتنياهو يقوم بالعمل، يحاول رئيس الوزراء صرف الانتباه عن نقطة ضعفه الرئيسة، وهي أن الحكومة التي يقترحها هي حكومة ليتسمان، ودرعي وبن غفير، وحكومة لا يحبها حتى جمهوه: حكومة يمين تقوم على أساس أحزاب غير صهيونية.
هناك أمران زادا النفور من الحزب الأصولي الأشكنازي هذا الأسبوع. أقوال النائب اسحق بندروس أن مجندة تهودت بتهويد عسكري إسرائيلي هي “شيكسع”، وشريط انتخابات “يهدوت هتوراة” الذي يشبّه تهويدات الإصلاحيين والمحافظين بالكلاب.
“يهدوت هتورات” في حالة ضغط. هبوطها بمقعد في الاستطلاعات كفيل بأن يشهد على الميل. وجمهور مصوتيها غير راضين عن سلوك مندوبيها في الكنيست وعن فشلهم في تحقيق الإنجازات، والذي وجد تعبيره في قرار العليا إقرار التهويد غير الأرثوذكسي في إسرائيل وفي الوهن الذي يبدونه أمام قرارات الحكومة وكابينت كورونا.
في “يمينا”، الذي فشل بما يكفي في الاستطلاعات كي يطالب بمنصب رئيس الوزراء لبينيت، يواصل الهجوم على لبيد، وثمة محاولات لتهدئة الجمهور اليميني بأن الحكومة الأكثر معقولية هي حكومة بينيت، وساعر، والأحزاب الأصولية، وسموتريتش (بدون بن غفير) و”يوجد مستقبل”. وهذا يتم بعد أن يكون بينيت قد اُكل من الطرفين: نتنياهو يلصقه بلبيد واليسار، واليسار يدفعه إلى سموتريتش وبن غبير. يبدو أن ما كان يريده “يمينا” دون اضطرار قوله علناً، هو أن الجمهور اليميني يدرك بأن حكومة يمين – أصوليين بدون نتنياهو سوف تقام. غير أن لبيد يلغي احتمال حكومة كهذه: فهو لا يعتزم الجلوس في حكومة مع حزب سموتريتش، حيث بن غبير لا يشكل الرمز الأكثر تطرفاً فيها. الزعيم الروحي لحزب “نوعم” الذي له مندوب في المكان السادس في قائمة الصهيونية الدينية هو الحاخام تسفي تاو، رئيس مدرسة “هار همور”، الذي دعا هذا الأسبوع لإغاء التوراة ليدخل “نوعم” في الكنيست. تاو هو الذي كان قد ادعى بأن هدف العلمانيين إدخال حب الأطفال وممارسة الجنس مع الحيوانات إلى رياض الأطفال.
ليبرمان هو الآخر أوضح للائتلاف المناهض لبيبي بأن من يبني على ائتلاف مع “شاس” و”يهدوت هتوراة – فلينساه”. أنا على اتصال مع الجميع، يقول ليبرمان. وأدعوهم لترك الجدالات إلى ما بعد الانتخابات.إاذا كان كل واحد يقول إنه المتصدر، فهذه هي لعبة الأطفال أمام نتنياهو.
لا مشكلة هي مع جدعون ويئير أو بينيت. لا يهمني أيهم سيكون رئيس الوزراء. التزامي، يقول، هو لتغيير الحكم وهذا في رأس سلم الأولويات.