الرجوب: أَميلُ لقائمة مشتركة بين فتح وحماس ولم أجد مستقلاً في سجون الاحتلال

الإثنين 01 مارس 2021 06:05 م / بتوقيت القدس +2GMT
الرجوب: أَميلُ لقائمة مشتركة بين فتح وحماس ولم أجد مستقلاً في سجون الاحتلال



رام الله / سما /

أكد القيادي بحركة حماس والوزير السابق نايف الرجوب، تفضيله لخيار القائمة المشتركة مع حركة فتح، لخوض الانتخابات التشريعية المقبلة، داعياً في سياق آخر لضخ دماء جديدة، لا تقتصر على شريحة الشباب، بل تأخذ في الحسبان الشُياب ممن لهم خبرة وماضٍ في خدمة فلسطين والقضية.

وقال الرجوب في تصريحات صحفية: "لاشك أن القائمة المشتركة مع حركة فتح لها حسنات، ولها سيئات، وأنا أتصور أن من حسناتها أنها تُخفف من حالة الاحتقان والاحتكاك بين الحركتين في الشارع الفلسطيني".

وأضاف "ومن حسنات القائمة المشتركة أنها تفرض احترام نتائج صناديق الاحترام على الجميع، وهذا يضمن عدم رفض النتائج أو عدم العبث فيها أو الرضا والقبول بنتائج صناديق الاقتراع".

وتابع الرجوب "هناك سيئات كثيرة للقائمة المشتركة، منها أن هناك الكثير من الشرفاء الذين تم التضييق عليهم وملاحقتهم في أرزاقهم، وفي وظائفهم، وفي أعمالهم لن ينتخبوا قائمة فيها شخوصاً ممن كانوا سبباً في معاناتهم في السنوات الماضية"، مبيِّناً أن هذه ستكون عقبةً أمام إقبال الناس على صناديق الاقتراع.

ومضى يقول "السيئة الأخرى، هي أن القائمة المشتركة لا تحدد حجم كل فصيل في الشارع الفلسطيني، والأساس أن العملية الانتخابية برمتها هي تصويت على برامج سياسية، وهنا على أي برنامج سيصوتون؟!. هناك تناقض في برنامجي الحركتين".

ونوه الرجوب إلى أن هذا نوع من التعويم للبرامج الانتخابية، لأن المواطن سينتخب قائمةً ليس لها برنامج واضح، أو على برنامجين متعاكسين، وهذه هي إحدى المثالب على القائمة المشتركة.

وخلص للقول بهذا الصدد: "أنا أميل في هذه المرحلة، وفي الوضع الفلسطيني الحالي إلى القائمة المشتركة، لأنها خير ضمان لاحترام النتائج، ولمنع الاحتكاك والاصطدام".
وفي سؤاله عن الذي تغير في هذه المرحلة عن انتخابات 2006 التي ترشح فيها في قائمة حركة حماس، أجاب الرجوب قائلاً: "في تصوري أن ظروف 2006 من حيث حرية الترشيح، وحرية الانتخاب، والدعاية الانتخابية، والحريات العامة التي كانت موجودة لن تتكرر، ولن تكون في انتخابات 2021"، وفق قوله.

وعرج للحديث عن السقف السياسي للعملية الانتخابية، قائلاً: "نحن نعيش في ظل الاحتلال، والاحتلال مهيمن على كل شيء في الساحة الفلسطينية"، مستدركاً "لكن هذا لا يمنع ترتيب البيت الداخلي الفلسطيني لمواجهة المخاطر التي تهدد الحقوق الوطنية والمستقبل الفلسطيني، ولا سبيل إلى ذلك إلا من خلال صناديق الاقتراع".

ورأى الرجوب أن الأساس ضخ دماء جديدة، معتبراً أن الخير ليس مقصوراً على الشباب، فالشُياب أيضاً لهم خبرة، ولهم ماضيهم في خدمة فلسطين والقضية.

وقال بهذا الشأن: "المهم أن نختار الأكفأ، ومن هم على استعداد لحمل الهم الفلسطيني، وأن يقدموا ويخدموا في الشارع الفلسطيني، وهذا لا يمنع أن يكون هناك صغار سن، ولا يمنع أن يكون هناك كبار من أهل التجربة حتى يقودوا المرحلة".

كما رأى الرجوب أنه إذا وافقت جميع القوى على الدخول في قائمة موحدة لخوض الانتخابات التشريعية المقبلة، ستكون الانتخابات شكلية.

واستدرك "لكن المعادلة بالنسبة للوضع الفلسطيني لا يحسمها فصيل لا يعادل "كسور عشرية" في الساحة الفلسطينية"، على حد وصفه.

ولفت إلى أن "كل الفصائل التي أعلنت موافقتها على مشاركة حركة فتح في قائمة مشتركة عام 2006، كلها لم تصل إلى الحسم في الانتخابات التشريعية، ما يعني أنها لا تشكل ثقلاً في الشارع الفلسطيني، ولا تكاد توجد، وبعضها لا يوجد منها سوى الأسماء فقط، واللافتات وليس خلفها جماهير"، وفق تعبيره.

وزاد الرجوب "المهم في الموضوع، ليس هذه الفصائل التي تكاد تنقرض، وإنما الفصائل الكبرى، وكل الشارع الفلسطيني يعرف أين الثقل، وأين الفصائل التي لها حجم كبير. هذه هي التي تقرر، وليس الكسور العشرية"، كما قال.

ورد الرجوب على سؤال بأن الشارع الفلسطيني قد يُعاقب حركتي فتح وحماس، ويذهب باتجاه المستقلين في الانتخابات المقبلة، قائلاً: "لاشك أن الشارع يملك كامل الحرية أن ينتخب وأن يرشح من يريد، لكن في نهاية المطاف أنت تتحدث عن حركتين عملاقتين لهما وجودهما".

وواصل حديثه "ما تطرحه بشأن دعم المستقلين في الانتخابات هذا يحدث في سويسرا أو هولندا، وليس في قضية صراع مرير، صراع وجود مع الاحتلال لم نجد للمستقلين فيه أي حضور أو وجود"، وفق رأيه.

واستطرد الرجوب "أنا اعتقلت في كل سجون الاحتلال تقريباً، وقضيت أكثر من 130 شهر فيها، لم أر هناك مستقلاً واحداً، فهذا المستقل لولا أنه كان سلبياً في التعامل مع قضية فلسطين لما بقي خارج المعادلة، وبالتالي المواطن الفلسطيني سيدرك هذا الأمر بشكل واضح وبيِّن، وسيدرك من هو الذي حمل الهم الفلسطيني، وقدَّم وضحى من أجل القضية الفلسطينية، وهم المؤطرين، وليسوا من هم خارج التأطير ولم يكن لهم ولا أي موقف سوى تكثير سواد الفلسطينيين في دوائر الأحوال الشخصية"، على حد طرحه.
وشدد على أن "الجماهير تدرك من الذي أصلح، ومن الذي أفسد، ومن قدَّم، ومن الذي تأخر، وهكذا، وحتى لو عاقب الشعب الفلسطيني الفصائل الكبرى، لكنه أبداً لن يصطف مع الناس الذين كانوا سلبيين في الصراع مع الاحتلال"، كما تحدث.

وبالحديث عن منظمة التحرير، دعا الرجوب إلى ضرورة أن تضم الكل الفلسطيني، متابعاً "أما أن نقول بأن منظمة التحرير هي الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني، وهي لا تمثل سوى أقلية، وأن من فاز في انتخابات 2006 بنسبة 65% خارج إطارها، فهذا لا يصح".

وزاد "ليس من الإنصاف، ولا من العدل، ولا من المنطق أن يقال بأن منظمة التحرير تمثل الجميع، وهي لا تمثل سوى أقلية في الشارع الفلسطيني".

وشدد على أنه "يجب أن تمثل منظمة التحرير الجميع وهي معافاة، ولها ميثاق"، مشيراً إلى أن ميثاقها تم شطبه وتجاوزه.

وطالب الرجوب بإعادة ترميم وهيكلة منظمة التحرير بشكل سليم وصحيح حتى تستوعب الكل الفلسطيني خاصةً الفصائل الكبرى.

وعن الانتخابات الداخلية لحركة حماس، قال الرجوب: "لا علم عندي بهذا الموضوع لا من قريب ولا من بعيد، ومن غير المسموح الحديث في هكذا مواضيع في ظل الاحتلال".