معاريف - بقلم: إسحق ليفانون "أعلنت إدارة الرئيس الأمريكي حديث العهد، جو بايدن، بأن الولايات المتحدة ستعود لتكون عضواً في مجلس حقوق الإنسان في جنيف. إن عودة الولايات المتحدة الآن إلى المجلس هي خطوة صحيحة ومشبعة بالأمل. من الأفضل القتال في المجلس الإشكالي من الداخل عوض الإقصاء عنه والسماح لأعدائنا بالعمل فيه كما يشاءون. تدعي إسرائيل بأن المجلس متحيز ضدها، وأنه عفن من الداخل لدرجة أنه لا يوجد ما يمكن البحث عنه فيه. هذا صحيح، ولكن مثلما لا يترك استحكام عسكري حتى لو لم يكن متقدماً، لا تترك أيضاً مؤسسة دولية تأتي إلينا بالمشاكل.
لقد نشأ المجلس الحالي قبل عقد بقليل على خرائب لجنة حقوق الإنسان سيئة الصيت والسمعة. أمل الكثيرون، بما في ذلك إسرائيل، في أن يكون المجلس الجديد مختلفاً عن سابقه. وبالفعل، هناك اليوم أمور مشجعة في مجلس، مثل مراجعة وضع حقوق الإنسان في كل الدول في العالم، الكبيرة والصغيرة على حد سواء. وهي توضع تحت اختبار المجلس على مدى يومين، وتلزم بإصلاح ما ينبغي إصلاحه. كل الدول ملزمة بأن تجتاز اختبار المجلس، وهذا إيجابي. ولكن ثمة أمور سلبية أيضاً.
لقد ورث المجلس مثلاً عن اللجنة موقفاً استثنائياً تجاه إسرائيل من خلال إبقاء البند المخصص لإسرائيل فقط، ما يشكل تمييزاً ضدنا مقارنة بباقي أمم العالم.
أعلنت الولايات المتحدة، إلى جانب بيان عودتها إلى المنظمة، بأنها ستعمل على إصلاح التشويهات فيه. وهذه مهمة فيها تحدٍ سيتطلب الكثير من الجهود والمثابرة ضد الساعين إلى الإضرار بنا ممن يفضلون إبقاء إسرائيل في قفص الاتهام بشكل دائم. إن مصلحة إسرائيل هي مساعدة الولايات المتحدة في هذا الكفاح. فقوة عظمى مثل الولايات المتحدة يمكنها أن تتصدر خطوة كبيرة لإصلاح حقيقي.
أمران في المجلس، إذا ما أصلحا سيسمحان لإسرائيل بالتعايش معه بسلام. الأول إلغاء المادة التي تميز ضد إسرائيل، إذ لا يوجد مثيل لها تجاه أي دولة أخرى، وليس لها مبرر أخلاقي.
الثاني، هو إلغاء الطريقة المتبعة اليوم، وبموجبها يتم اختيار الدول الأعضاء في المجلس وفقاً لمفتاح إقليمي، وتفضل عليها الدول التي ليس لها سجل مثبت في مجال حقوق الإنسان، واجتازت بنجاح الفحص الذي ذكرنا أن المجلس ينفذه على كل دولة. وهكذا لا تدخل إلى المجلس دول يكون فيها الحفاظ على حقوق الإنسان صفرياً مثل سوريا وإيران وغيرهما.
في الوقت الذي نشهد فيه القرار غير المعقول ظاهراً لمحكمة الجنايات في لاهاي، والذي يميز ضد إسرائيل مقارنة بباقي أمم العالم، وفي الوقت الذي تزور فيه وكالة غوث اللاجئين الفلسطينيين “الأونروا” الحقائق وتعطي مأوى للإرهاب ضد إسرائيل، فإن مهمة الولايات المتحدة للعمل على إصلاح الآلية العليلة في مجلس حقوق الإنسان في جنيف، تصبح ذات أولوية عليا.