سيناريو إسرائيلي افتراضي لحرب شاملة.. هجمات صاروخية وأخرى مسلحة من العراق ودول الخليج

الثلاثاء 26 يناير 2021 07:37 م / بتوقيت القدس +2GMT
سيناريو إسرائيلي افتراضي لحرب شاملة.. هجمات صاروخية وأخرى مسلحة من العراق ودول الخليج



القدس المحتلة / سما /

قدم معهد دراسات الأمن القومي الإسرائيلي اليوم الثلاثاء، سيناريوهات محتملة لهجوم محتمل ضد إسرائيل، أو خوض حرب شاملة على عدة جبهات، وذلك رغم أن جميع الأطراف ليست مهتمة بالحرب لكنها قد تكون خيارًا ملموسًا.

وتم تقديم هذا السيناريو خلال مؤتمر للمعهد بمشاركة شخصيات سياسية وعسكرية إسرائيلية وأجنبية، مشيرًا إلى إمكانية تعرض إسرائيل لهجوم على خلفية اغتيال العالم الإيراني فخري زاده، وقاسم سليماني قائد فيلق القدس، والانفجار الذي وقع في منشأة نطنز النووية. كما ذكرت قناة 12 العبرية.

ورأى المعهد أن مثل هذا السيناريو قد يخلق رد فعل محتمل لصراع من شأن أن يؤدي إلى حرب شاملة في الشرق الأوسط، ويشمل سوريا وحزب الله، ودعم أميركي لإسرائيلي.

والسيناريو المفترض يمثل مصطلح اللعبة الحربية، والذي قد يكون شرارة انطلاق الحرب، من خلال سيناريو لم يحدث بالواقع ويبدأ عند الساعة الرابعة والنصف فجرًا بإطلاق 6 صواريخ من غرب العراق باتجاه إسرائيل، وينجح أحد الصواريخ في اختراق نظام الدفاع ويصيب مباشرةً مبنى شاهق الارتفاع في تل أبيب ويتسبب بقتل 6 إسرائيليين وجرح 30 آخرين.

وفي المحاكاة المفترضة، أن هذا الهجوم هو مجرد عملية واحدة من سلسلة عمليات ستنفذ ضد أهداف إسرائيلية وأميركية وأخرى في الشرق الأوسط، بالتزامن مع وابل صواريخ أخرى من العراق تستهدف إسرائيل، وإطلاق أخرى باتجاه السفارة الأميركية في بغداد ما يؤدي لمقتل جندي مشاة بحرية أميركية.

ووفقًا للسيناريو الافتراضي، فإن ذلك سيسبقه بليلة هجمات تشنها إيران في دبي والبحرين ضد مراكز تجارية عبر مسلحين يقتلون أميركيين وإسرائيليين.

ويشير السيناريو إلى أن القوات الحوثية ستطلق صواريخ دقيقة تجاه أهداف في السعودية وخاصةً ضد منشآت التكرير في جدة، مع التقديرات الواضحة أن إيران هي من تخوض هذه الحرب الافتراضية حاليًا على الأقل.

المتوقع في أعقاب مثل ذلك الهجوم الافتراضي، أن تشن إسرائيل هجومًا واسعًا على أهداف إيرانية في سوريا والعراق ما يؤدي لمقتل إيرانيين ونشطاء من حزب الله، ما يدفع الأخير لإطلاق صواريخ على شمال إسرائيل في المرحلة الأولى في محاولة للحد من الصراع، ولن يطلق صواريخ على جنوب حيفا، فيما ترد إسرائيل بمهاجمة أهداف حزب الله في لبنان بما في ذلك المشاريع الخاصة بالصواريخ الدقيقة في بيروت، ما يؤدي لمقتل 30 مدنيًا لبنانيًا، ويرد حزب الله بتوسيع الهجوم الصاروخي ليصل إلى تل أبيب فيقتل 12 إسرائيليًا، وترد الأخيرة بهجوم واسع النطاق دون محاولة تدهور الوضع إلى صراع واسع النطاق.

وفي إطار السيناريو الافتراضي، ترسل الولايات المتحدة رسائل لإيران تدين الهجمات، وتزيد من جهوزيتها قواتها في الخليج، وتجري محادثات تشوارية مع روسيا والصين بشأن طبيعة ردها، وتقصف ضربة جوية ضخمة ضد المجموعات المسلحة التابعة لإيران في العراق.

وسيمثل هذا السيناريو بالنسبة للرئيس الروسي فلاديمير بوتين فرصة لوضع نفسه كلاعب إقليمي ودولي رئيسي، ويمكنه التحدث مع جميع الجهات واستخدام الدبلوماسية المتسارعة، وهو فرصة للتحدث إلى إدارة جو بايدن.

ووفقًا للتقرير، فإن روسيا ترى أنها تستطيع التنسيق بسهولة مع إسرائيل أكثر من إيران، كما أنها لا تستطيع منع إيران وحزب الله من استخدام الأراضي السورية لمهاجمة إسرائيل، وهذا يعكس التوترات الحقيقية بين روسيا وإيران في سوريا.

وبحسب السيناريو، فإن إيران ستتصرف بطريقة محكمة لمنع نتيجتين سلبيتين لها، الأول منع هجوم على أراضيها، والثاني تآكل القوة الصاروخية لحزب الله والتي تهدف من خلالها ردع إسرائيل عن مهاجمة البنية التحتية النووية في إيران.

وستسعى طهران لإغلاق الحدث والرد بسرعة لمنع هجمات على أراضيها، لكنها قد تفشل في منع حزب الله من العمل أكثر ضد إسرائيل.

ويقول معهد دراسات الأمن القومي الإسرائيلي، إن التوتر يعكس المصالح المستقلة لحزب الله، على الرغم من اعتماده على إيران وتبعيته الواضحة لها.

فيما يشير السيناريو إلى أن الإمارات ستحاول منع هجمات أخرى في أراضيها وستطالب مجلس الأمن الدولي بإدانة الاعتداءات وفتح تحقيق دولي ضد الجناة، وتنسق مع السعودية والبحرين مواقفها للرد ضد أهداف للحوثيين.

في هذا السياق قال أودي ديكل مدير المعهد وعميد الاحتياط في الجيش الإسرائيلي، إنه خلال زيارة قام بها مؤخرًا كبار المسؤولين الإسرائيليين إلى الإمارات، قيل لهم إنه لن يسمح لإسرائيل بأن تقلع طائراتها من الإمارات لمهاجمة إيران، ما يطرح سؤالًا حول ما تساهم به اتفاقيات إبراهام لإسرائيل في مجال التعاون الأمني بحسب ديكل.

ويرجح السيناريو أن سوريا لن تتورط في المعركة رغم أنها لا تملك القوة لمنع حزب الله وإيران من العمل عبر أراضيها.

يقول عميد الاحتياط إيتاي بارون إن ملخص اللعبة الحربية بأن جميع الجهات أرادت تجنب تصعيد واسع.

فيما قدر رئيس أركان الجيش الإسرائيلي السابق والذي يعمل في الاحتياط حاليًا غادي آيزنكوت، إنه في حال حدث مثل هذا السيناريو، فإن إسرائيل سيكون ردها أشد مما عرض.

وقال "من الصعب للغاية رؤية موقف لا يكون فيه الرد الإسرائيلي حاسمًا بما فيه الكفاية، عندما يتم إطلاق صواريخ على تل أبيب مع 16 قتيلًا، وهذا سيناريو خطير للغاية لم نشهده في عام 2006".

وأضاف "الطريقة التي ينتشر بها حزب الله تجعل نظامه الصاروخي، بما في ذلك قدراته الدقيقة، في قلب البيئة المدنية .. أي هجوم على منظومة الصواريخ الدقيقة سيؤدي إلى أضرار عرضية واسعة النطاق، وبالتالي من المحتمل أن يتصاعد إلى حرب".

فيما قالت وزيرة الخارجية السابقة تسيبي ليفني، إن لبنان في وضع صعب للغاية، اقتصاديًا أيضًا، والميل العالمي هو محاولة تقوية لبنان قبل أن ينهار، لذلك من المتوقع أن يوقف الضغط الدولي، خاصة ضد إسرائيل، مثل هذا الحدث".

وتساءلت بالقول "هل يمكننا خلق مثل هذا الوضع عندما يكون الوتر الأخير معنا وليس مع حزب الله".

وأضافت "لا يزال الجمهور الإسرائيلي يريد أن يرى مواجهة عسكرية تنتهي بانتصار واضح، مثل انتصار حرب الأيام الستة، لكن لا توجد حكومة اليوم تستطيع توفير ذلك، ليس لأنها لا تملك القدرة، ولكن لأنها حدث من نوع مختلف تمامًا، لكن الرد يجب أن يكون كبيرًا".

ولخص رئيس المعهد اللواء احتياط عاموس يادلين الوضع بثلاثة نقاط مهمة، تتمثل أولها في ضرورة التفكير العقلاني، وأن لا يهتم أي من الطرفين بالحرب، خاصةً وأن الجميع يرى تكلفتها باهظة وفرصها قليلة لتعزيز المصالح الحيوية.

وثانيًا، فإنه كما جرى عدة مرات في تاريخ الصراعات بين الدول، فإن سوء التقدير والانحراف عن التوقعات والتعامل غير الدقيق مع الأزمة يمكن أن يؤدي إلى الحرب، وثالثًا تغمر اللعبة مرة أخرى الحاجة إلى معالجة مسألة صواريخ حزب الله الدقيقة، ويمكن أن يؤدي تبادل الضربات الخاضع للسيطرة بين الأطراف إلى فرصة لتوجيه ضربة وقائية لهذه المجموعة الخطيرة.