أعلنت وزارة الخارجية التركية، اليوم الإثنين، أن اليونان وتركيا ستستأنفان في 25 كانون الثاني/يناير الجاري المباحثات الاستطلاعية بهدف تسوية النزاع بينهما حول التنقيب عن النفط والغاز في شرق البحر الأبيض المتوسط.
وقالت الوزارة في بيان إن "الجولة الحادية والستين من المباحثات الاستطلاعية ستعقد في إسطنبول في 25 كانون الثاني/ يناير 2021"، علما بأن المحادثات متوقفة منذ 2016.
وجاء إعلان وزارة الخارجية التركية بعد مرور ساعات قليلة على دعوة أنقرة أثينا إلى محادثات حول نزاعهما البحري الطويل الأمد حول موارد الطاقة في شرق المتوسط.
وفي وقت سابق اليوم، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية اليونانية، أليكساندروس بابايوانو، إنهم لم يتلقوا حتى الآن دعوة من الجانب التركي بخصوص المحادثات الاستكشافية حول شرقي البحر المتوسط، لكنه أكد أن بلاده على استعداد للانخراط في محادثات حول الجرف القاري والمناطق الاقتصادية الخالصة.
وقال بابايوانو في بيان ردًا على سؤال حول تصريح وزير الخارجية التركي، مولود تشاووش أوغلو، الذي دعا فيه اليونان إلى إجراء محادثات استكشافية لعقد أول اجتماع في كانون الثاني/ يناير الجاري، "لم نتلق حتى اليوم دعوة من جانب وزارة الخارجية التركية لتحديد تاريخ الجولة الـ 61 من المحادثات الاستكشافية".
وأشار إلى أن أثينا أوضحت سابقًا أنها ترغب في الاستجابة في حال توجيه الجانب التركي دعوة وفق أسس القانون الدولي بخصوص مناطق الصلاحية البحرية وتحديد الجرف القاري.
وفي وقت سابق الإثنين، دعا أوغلو، في مؤتمر صحافي عقده مع وزير خارجية جمهورية شمال قبرص، اليونان، إلى محادثات استكشافية اعتبارا من كانون الثاني/ يناير الجاري. وكان قد أُعلن سابقًا عن عقد الجولة الـ 61 للمباحثات الاستكشافية بين تركيا واليونان في مدينة إسطنبول.
وجاء عرض أنقرة بعد شهر من قرار قادة الاتحاد الأوروبي فرض عقوبات على شخصيات تركية ردا على "أنشطة واستفزازات أحادية" في مياه متنازع عليها قرب قبرص واليونان.
وانطلقت الجولة الأولى من المحادثات الاستكشافية بين البلدين عام 2002، وانعقدت آخر جولة منها (رقم 60)، في 1 آذار/ مارس 2016 بالعاصمة أثينا. وبعد ذلك التاريخ، استمرت المفاوضات بين البلدين على شكل مشاورات سياسية، دون أن ترجع إلى إطار استكشافي مجددا.
وتشهد منطقة شرقي البحر المتوسط توترا إثر اتهام تركيا لليونان بمواصلة اتخاذ خطوات أحادية مع الجانب الرومي من جزيرة قبرص، وبعض بلدان المنطقة بخصوص مناطق الصلاحية البحرية.
وتعتبر تركيا أن أثينا تتجاهل التعامل بإيجابية مع عرض أنقرة للتفاوض حول المسائل المتعلقة بشرق المتوسط، وبحر إيجة، وإيجاد حلول عادلة للمشاكل. فيما يجدد الجانب التركي موقفه حيال اتخاذ التدابير اللازمة ضد الخطوات التي يصفها بأنها "أحادية الجانب".
وتصاعد الخلاف بشدة عندما أرسلت تركيا سفينة المسح الزلزالي "عروج ريس" ترافقها سفن للبحرية لإجراء عمليات استكشاف استمرت أشهرا العام الماضي، في مناطق بحرية متنازع عليها.
وأجرت تركيا واليونان تمارين عسكرية خاصة بكل منها مع شركاء إقليميين، وتصادم زورقان حربيان لهما في آب/ أغسطس الماضي. فيما عبر الطرفان عن الاستعداد لاستئناف المحادثات من دون الاتفاق أبدا على جدول زمني، في وقت تعرضا لضغوط متزايدة من حلف شمال الأطلسي والاتحاد الأوروبي العام الماضي.
ومن المتوقع أن يناقش تشاوش أوغلو، الخلاف وجهود الوساطة الجديدة عندما يلتقي سفراء الاتحاد الأوروبي في أنقرة، الثلاثاء. ومن المتوقع أن يزور بروكسل في 21 كانون الثاني/ يناير الجاري.
وخفف الرئيس التركي رجب طيب إردوغان نبرته، وعبر عن الرغبة في تحسين العلاقات مع الاتحاد الأوروبي الشهر الماضي. وقال مكتبه إن إردوغان أبلغ رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لايين، في نهاية الأسبوع الماضي، بأنه يريد أن "يفتح صفحة جديدة" في علاقات تركيا مع الكتلة التي تضم 27 دولة.