"تسييس الوباء": قرارات الحكومة الإسرائيلية تخضع لاعتبارات انتخابية

الإثنين 04 يناير 2021 03:32 م / بتوقيت القدس +2GMT
"تسييس الوباء": قرارات الحكومة الإسرائيلية تخضع لاعتبارات انتخابية



القدس المحتلة /سما/

يخضع قرار الحكومة الإسرائيلية بشأن مكافحة انتشار فيروس كورونا لاعتبارات سياسية، وحتى لاعتبارات سياسية شخصية في حالة رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو. فيما رجحت تقارير إرجاء اتخاذ قرار حول جهاز التعليم. وفي هذه الأثناء يزداد انتشار الفيروس.

وتكمن المشكلة الكبرى في مواجهة كورونا في المجتمع الحريدي. ونقلت صحيفة "هآرتس" اليوم، الإثنين، عن المسؤول عن مكافحة كورونا في المجتمع الحريدي في وزارة الصحة، روني نوما، قوله إنه لا يوجد إنفاذ للتعليمات في جهاز التعليم الحريدي بسبب اعتبارات سياسية، وأن امتناع هذا الجهاز عن الانصياع للتعليمات هو أحد أسباب ازدياد انتشار الفيروس. وأشار إلى أن جميع المدن الحريدية حمراء، لكن لا يتم تعطيل الدوام المدرسي بدءا من صفوف الخامس في هذه المدن، خلافا للتعليمات.

وأضاف نوما أن "وزارة التربية والتعليم وكذلك الشرطة على علم بهذا الوضع. ونحن نطرح هذا الوضع خلال اجتماعات تقييم الوضع". وشدد نوما على أن هذا الأمر نابع من قوة الحريديين السياسية. "قوة الحريديين السياسية تؤثر. وينبغي أن نتذكر أننا في معركة انتخابية الآن. ومن يقول أمرا آخر يجافي الحقيقة".

وحسب نوما، فإنه "بالإمكان الاستمرار مع جهاز تعليم نشط، لكن سيكون لذلك أثمانا بعدد الوفيات. ومن يقول إنه لا يوجد تناقل عدوى في جهاز التعليم، عليه أن يواجه المعطيات. وأنا أحلل الأرقام، وأرى ما يحدث أثناء الإجازات. عندها يتراجع انتشار الفيروس. وعندما يجلس عشرات الطلاب في غرفة الصف يحدث تناقل عدوى، لكن يصعب رؤية ذلك لأنه لا تظهر أعراض المرض عليهم".

وتشير المعطيات إلى وجود قرابة 2400 طالب مريض بكورونا في القدس، بينهم 1700 طالب (70%) في مؤسسات التعليم الحريدية، و540 طالبا في جهاز التعليم الحكومي (22%)، و180 طالبا في جهاز التعليم العربي في القدس الشرقية (8%).

وستجتمع اللجنة الوزارية لمكافحة كورونا (كابينيت كورونا)، غدا، من أجل البحث في تشديد قيود الإغلاق الذي تم فرضه مطلع الأسبوع الماضي. ويؤيد نتنياهو تشديد الإغلاق لفترة تتراوح بين أسبوع وعشرة أيام، فيما يعارض رئيس حزب "كاحول لافان" ووزير الأمن، بيني غانتس، إغلاق المدارس، حسبما ذكرت صحيفة "يديعوت أحرونوت"، اليوم.

وأيد مجلس الأمن القومي تشديد الإغلاق. وقرر عدد من رؤساء السلطات المحلية إغلاق جزء من جهاز التعليم، وانتقال صفوف الخامس حتى العاشر إلى التعليم عن بعد. وأعلن وزير الصحة، يولي إدلشتاين، أمس، أن "لا مكان لمدارس مفتوحة في الوضع الحالي لانتشار الفيروس".

لكن المواقف حول جهاز التعليم متناقضة بشكل كبير وتسبب بلبلة لدى الجمهور. وحسب معطيات استعرضها الخبراء في كابينيت كورونا، فإنه لا يوجد سبب لإغلاق جهاز التعليم، وأن إغلاقه من شأنه أن يزيد انتشار الفيروس. وأضافت "يديعوت أحرونوت" أن نسبة انتشار الفيروس في جهاز التعليم مشابهة للنسبة العامة، وهي 0.5%، لكن 15% منهم انتقلت العدوى إليهم داخل المدرسة.

وقالت لجنة أولياء أمور الطلاب القطرية إن "جهاز التعليم يجب أن يبقى مفتوحا، ووزارة الصحة تُحدث حالة هستيريا ليست واقعية، وبدلا من ضبط الإغلاق هم يعاقبون الطلاب ويطلبون إغلاق التعليم". ووصف رئيس اتحاد مدراء المدارس فوق الابتدائية، منشيه ليفي، إبقاء طلاب صفوف الخامس حتى العاشر في البيت ليتعلموا عن بعد بـ"الفكرة السيئة". وأضاف أن "مستوى انتشار الفيروس المرتفع ليس موجودا في المدارس وإنما في مناطق أخرى معروفة جيدا. وعلى الحكومة الإسرائيلية أن تعنى بإنفاذ تعليمات كورونا في المناطق المعروفة بأنها موبوءة بكورونا. وإغلاق المدارس هو أسهل شيء، لكن إنفاذ تعليمات مكافحة كورونا بين الحريديين والبلدات العربية والمدن الحمراء أصعب".

من جانبه، رأى المحلل السياسي في "يديعوت أحرونوت"، ناحوم برنياع، أن نتنياهو لا يستطيع فرض إغلاق كامل. "الوسط الحريدي يرفض إغلاق مؤسساته التعليمية. ولا توجد طريقة لفرض ذلك عليه، وحتى إن وُجدت، فإن نتنياهو لا يمكنه أن يسمح لنفسه بالدخول في خصام مع الجمهور الحريدي. وفيما وصل انتشار الفيروس في (المستوطنة الحريدية) بيتار عيليت إلى السماء، وفي تل أبيب هذا الانتشار هامشي، فإنه لا توجد طريقة لإغلاق تل أبيب وإبقاء بيتار عيليت مفتوحة. ففي تل أبيب يوجد ناخبون أيضا".

وأضاف برنياع أنه "لا توجد طريقة لإقناع الجمهور بأن القرارات نقية، فيما رئيس الحكومة يرهنه لحملة علاقات عامة. وتسييس الوباء كان إشكاليا منذ اليوم الأول، ولكن في فترة انتخابات يتضاعف أضرارها".