وجهت زينب قاسم سليماني رسالة إلى الشعب الفلسطيني، وذلك في كلمة لها خلال المهرجان الثقافي الوطني "شهيد القدس" المقام في غزة، اليوم الاثنين.
وقالت سليماني، إنه "لشرف كبير لي أن أتوجَّه إليكم اليوم بهذه الرسالة، وأن أقف أمامكم كواحدة منكم، كفتاة مؤمنة ومحبةٍ لفلسطين، وابنةِ شهيدٍ قضى حياته والقدسُ سرٌّه وحبُّه، والعمل من أجلها رسالتُه، ثم ختم مسيرتها شهيداً على درب تحريرها بإذن الله".
وأكملت ابنة قائد فيلق القدس الشهيد قاسم سليماني، بالقول :ابتدئ رسالتي إليكم بآيةٍ لطالما واكبت أبي في حياته، وكانت ولا زالت تواكبنا كأسرة له في حياتنا معه وبعد شهادته، وهي قولهُ تعالى: مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ ۚ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ ۖ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا ۖ سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِم مِّنْ أَثَرِ السُّجُودِ.(سورة الفتح الآية ٢٩)".
وأضافت سليماني " لقد كان رسولُ الله وأصحابُه "أشدّاءُ على الكفّار رُحماءُ بينهم"، وهي الصفة التي شهدتُ بنفسي وعائلتي كيف أنها طبعت شخصيةَ والدي الحبيب، الذي جمع ما بين الشدّةَ مع العدو والرّحمةَ مع المجتمع الإسلامي.
وأشارت سليماني إلى، أن والدها الشهيد كان صِدّيقًا في شخصيته، مضيفًة "الصّدّيق كما كان يعلمنا والدي هو الإنسان الذي يتطابقُ سلوكُه مع عقيدته، وقد شاهدنا ذلك عيانًا في قلب عائلتنا التي وضع فيها أبي الحاجّ قاسم سرّه وروحه، وهكذا كانت القدس وفلسطين حاضرةً في كل تفاصيل حياتنا، ولم تكن فقط شعارًا له على مِنبر الخطابةِ ورصاصةً في بندقيةِ جهادِه بل كانت تربيةً ومنهجاً وعشقاً لنا داخل الأسرة".
وتابعت بالقول: لقد ربّانا الشهيد على معرفة العدو، وأدَّبنا على حبِّ فلسطين وعشق القبلة الأولى في بيت المقدس، وعبَّر عن ذلك من خلال مسيرته الجهاديّة التي تجاوزت وحطّمت الحدود المصطنعة ولحمَت الأعراقَ ووحّدت القوميّات، فكانت في بيتِنا صور الشهداء من إيران وفلسطين ولبنان والعراق واليمن وسورية وغيرها".
وأضافت "كانت أسماء الشهداء العظماء، كالشيخ أحمد ياسين وفتحي الشقاقي والدكتور عبد العزيز الرنتيسي وأبو علي مصطفى وأبو جهاد الوزير وجهاد جبريل وعمر أبو شريعة وغيرهم من شهداء فلسطين مما لا يسع المقام لذكرهم جميعًا، هؤلاء الشهداء الذين كانت أسمائهم تدورُ كالنجوم حول صورةِ واسم شمسِ المستضعفين وحامل قضية فلسطين الإمام روح الله الخميني (قُدِّسَ سرُّه) الذي يفتخر أبي في وصيته أنَّه عاش في بصيرته، وتولّى خليفةَ مدرسته القائد الحكيم الإمام الخامنئي (دام ظله)، وهما اللذان راهَنا - مِن مُنطلقِ العقيدة - على الشعوب الإسلامية والمستضعفة، لاسيّما على المجاهدين، بأملٍ يقينيّ أنّ تحرير فلسطين وانتصار المستضعفين هو حقّ ويقين، مهما تكالب الأعداء، ورغم الصفقات الخاسرة والتطبيع الذليل".
ورددت سليماني في ختام رسالتها "ألا لعنة الله على كل من أغلَقَ في وجهِكم طُرُق الإمداد وشاركَ الصهاينة جِناياتهم، وألا لعنة الله على أميركا رأس الظلم العالمي، وعلى كلّ ظالمٍ دافعَ ولا يزال، وحمى ولا يزال هذا الكيان المُجرِم".
وتابعات "رحِم الله شهداءَ فلسطين وشهيدِ قُدسِها الحاج قاسم والشهيد المُهندس ومن عرَجَ معهما وسائر شهداء محور المقاومة، وتحيّة لمجاهدي الفصائل الفلسطينية والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته".