قال ضابط إسرائيلي؛ إن "إسرائيل والولايات المتحدة تقومان بتحريك سفن جوية وبحرية، وإيران تعد بالانتقام، وحسن نصر الله يتفاخر، وقطاع غزة أجرى مناورة عسكرية، فيما تبحر الغواصات الإسرائيلية في قناة السويس، وترسل رسائل تهديد ضد إيران؛ وحزب الله يتكلم عن مضاعفة العدد الدقيق للصواريخ التي بحوزته؛ ورغم كل ذلك، فلا أحد من اللاعبين في الساحة لديه مصلحة حقيقية في مواجهة عسكرية في هذا الوقت".
وأضاف تال ليف-رام في مقاله بصحيفة "معاريف"، أن "كل طرف من لاعبي المنطقة يحاول من خلال نقل الرسائل، وتحريك أسلحة الحرب، كبح الجانب الآخر، لأنه في اختبار الواقع كل الأطراف لديها الكثير لتخسره، وفي الأسابيع الأخيرة ظهرت الرسائل الصادرة عن البيت الأبيض وإسرائيل تجاه إيران منسقة تماما، كجزء من حملة مشتركة تهدف لإحباط نوايا الإيرانيين بالانتقام، وتنفيذ خطط ضد قواتهما".
وأكد ليف-رام وثيق الصلة بالمؤسسة العسكرية الإسرائيلية، ان "حساب إيران المفتوح مع إسرائيل يتم في محور منفصل تماما عن تطورات المنطقة العسكرية، فقد كان اغتيال إسرائيل للعالم النووي محسن فخري زادة من أبرز أحداث السنوات الأخيرة، ويقدر كبار المسؤولين في إسرائيل أنه بالنسبة لإيران، فإن "دلو الماء ممتلئ بالكامل"، ويقتربون من وضع سيُطلب منهم، بدون خيار، الرد بإجراءات مهمة ضد إسرائيل".
ولفت إلى أنه "من الناحية العملية، ورغم عشرات الهجمات والإجراءات الأخرى المنسوبة لإسرائيل في سوريا ودول في المنطقة، بما فيها المنشآت النووية في إيران، فلم ينفذ الإيرانيون حتى أي إجراء عملياتي مهم، بخلاف الهجوم السيبراني على منشآت المياه الإسرائيلية، وربما يشير إلى الجمع بين السياسة والقدرة العملياتية والتوقيت، مما يفسر المحاولة الإسرائيلية لوقف أي عملية إيرانية قبل أن تتحقق، وقد تؤدي لتصعيد في المنطقة".
وأوضح أن "الجيش الإسرائيلي يستعد لسيناريوهات أخرى على الصعيدين العسكري والاستخباراتي، لأنه يتوقع أن الخطر على إسرائيل قد يأتي من اليمن أو العراق، ولدى إسرائيل معلومات تفيد بأن إيران تطور طائرات بدون طيار وصواريخ قد تصل إليها من اليمن من خلال الحوثيين، الذين بدؤوا مؤخرا بإطلاق تهديدات ضد إسرائيل، خاصة جنوبها في إيلات، وهي تستعد لذلك. صحيح أن المسافات كبيرة جدا، لكنها ليست مستحيلة".
وأكد أن "التقييم المعقول في إسرائيل يتراوح بين خيارين: عمل إيراني ضد الأمريكيين أو ضد إسرائيل، ويبدو الخيار الثاني أكثر منطقية، ورغم الضوضاء والتهديدات المتبادلة وتحركات السفن في المنطقة والرسائل العابرة بين الأطراف، لكن الهواء الساخن في المنطقة يهدف بشكل أساسي لإخراج الريح من الأشرعة، ووقف التصعيد المحتمل في هذه المرحلة، الذي لا يبدو قريبا للغاية".
وأكد أن "الأوساط العسكرية الإسرائيلية تراقب قيام الجيش الأمريكي بنقل سفنه إلى المنطقة، وقاذفات بي52 القادرة على حمل 32 طنا من الأسلحة في رحلات الاستعراض في الشرق الأوسط والخليج العربي، ورغم الارتباط المطلوب، فإنهما سيناريوهان مختلفان، وكلاهما يمثل معضلات كبيرة لإيران، لأن الذكرى السنوية الأولى لاغتيال قائد فيلق القدس قاسم سليماني تظهر الفجوة بين تصريحات إيران، وقدرتها على الانتقام".
وأشار إلى أن "خليفة سليماني، إسماعيل قآني، الذي وعد بجثث الشهداء الأمريكيين في جميع أنحاء الشرق الأوسط، لا يبدو حتى كظل شاحب مقارنة بالقائد السابق، وبجانب اغتيال سليماني، فإن كورونا والوضع الاقتصادي الصعب، يؤثر على قدرة إيران على تنفيذ السياسة التي انتهجها سليماني بموهبة كبيرة، أما إزالتها، فإن حساب إيران يقتصر على الولايات المتحدة فقط".