قالت مستشرقة إسرائيلية إن "دعوة كلوديا، ابنة الرئيس اللبناني ميشال عون، لإقامة علاقات مع إسرائيل، تكشف عن سجل طويل من العلاقات السرية التي ربطت الجنرالات الإسرائيليين مع الجنرال اللبناني عون حين كان قائدا كبيرا في جيش بلاده".
وأضافت سمدار بيري، في مقالها بصحيفة "يديعوت أحرونوت"، ترجمته "عربي21"، أن "إعلان ابنة عون، رئيسة اللجنة الوطنية لشؤون المرأة، يأتي بعد تطبيع العلاقات الإسرائيلية مع المغرب والإمارات والبحرين والسودان، ما زاد من سخونة الحديث عن تطبيع مرتقب بين إسرائيل ولبنان، فيما لا توجد فيه سلطة مركزية، بل حكومة انتقالية، استقال أربعة وزراء منها، ما يجعل إدارة كل شؤون الدولة في القصر الرئاسي".
وأكدت أن "عون ابن 87 عاما يسعى للتعامل مع مشاكل لا حصر لها، سواء تبعات حريق مرفأ بيروت، وعودة التظاهرات للشوارع، والحسابات المصرفية الفارغة، وهروب آلاف اللبنانيين للدول الخليجية، فضلا عن تفشي وباء كورونا".
وأشارت إلى أنه "وسط كل هذه الملفات المزدحمة، اتخذ عون قرارا مفاجئا بالمفاوضات مع إسرائيل حول ترسيم الحدود البحرية في رأس الناقورة، وقد اعترف أن العالم يضغط عليه لتحقيق السلام مع إسرائيل، لكنه يريد التفاوض على ترسيم الحدود معها، حتى أن واشنطن تسعى لضمنا إلى الإمارات الخليجية والسودان للتطبيع مع إسرائيل".
وأوضحت أنه "في الوقت الذي يتحدث فيه عون لوسائل الإعلام اللبنانية والعربية على أن السلام مع إسرائيل غير وارد، لكنه حين يتحدث مع الصحافة الأجنبية يلمح إلى أنه بمجرد توقف إسرائيل عن استخدام لبنان باعتباره ملعبها الخاص، حينها سنفكر بالأمر، أما ابنته كلوديا، فقد أعلنت في تصريح آخر أنني أريد زيارة القدس للصلاة في الأماكن المقدسة للمسيحيين".
ونقلت عن الجنرال ماتان فيلنائي، قائد الجيش الإسرائيلي الأسبق في لبنان خلال الثمانينات، أنه "يتذكر اجتماعه مع عون في 1983، حين قاد عون اللواء الثامن في الجيش اللبناني، وحاول مع ضباطه الاستيلاء على جبال الشوف الذي يسيطر عليه الدروز، لكنه حوصر معهم، ولم يتمكنوا من الانسحاب إلى مقرهم، ما دفع الضباط الإسرائيليين للتوسط بينهما".
ووصفت الكاتبة ما اعتبرتها "القصة المذهلة المتمثلة في أن فيلنائي، نائب رئيس أركان الجيش السابق، السفير السابق في الصين، ورئيس منظمة "أمنيون من أجل أمن إسرائيل"، فتح الجيب لعون نفسه، وتولى شخصيا مسؤولية إنقاذه، وقد اضطر للانحناء والاستلقاء على أرضية الجيب تحت ركبتي، وقد قدت سيارتي العسكرية، ومررت بين الضباط الدروز الذين كانوا يبحثون عنه، ولم يتخيلوا أنه في سيارته".
أما الجنرال مناحيم عينان، الرئيس الأسبق لقسم التخطيط في الجيش، ورئيس قسم التكنولوجيا واللوجستيات، فقال إنني "التقيت مع عون قرب متحف بيروت، وفي لقاء آخر اجتمعنا مع أنطوان لحد قائد جيش لبنان الجنوبي، في بيروت، جرت بيننا محادثات مطولة، وأبلغني عون أنه يريد أن يظل قائدا كبيرا في الجيش اللبناني".
وأشار إلى أن "عون لم يكن معاديا لإسرائيل، ولا مؤيدا لها، لكنه عارض السوريين بشدة، استعد لفعل الكثير لطردهم من لبنان، لكنهم في النهاية طردوه من الجيش، وأخرجوه من لبنان".
ضابط الاستخبارات الكبير يتسحاق تيدهار، خبير الحرب ضد المنظمات المسلحة، قال للكاتبة إن "عون بدا لي مثل بائع في بقالة، وليس قائد جيش مخضرما، لأن الدروز أطلقوا النار على الجيش الذي قاده عون، وأتينا نحن وأنقذناه، لو أمسك به الدروز فربما قطعوا جسده".
وأضاف أن "الفرنسيين يضغطون على عون للذهاب لتسوية مع إسرائيل، ومفاوضوه يجلسون أمام نظرائهم الإسرائيليين في الناقورة رغم حزب الله، صحيح أنه لم يزر إسرائيل، لكن رجاله كانوا هنا، أقدر أنه صُدم باتفاقنا مع دول الخليج، ويعلم المساهمة السعودية وراء الكواليس".