شهدت حزب الليكود خلال الأسبوعين الأخيرين انشقاق 5 من أعضاء الكنيست فيه، بالإضافة إلى ابتعاد عضوي كنيست بحكم منصبيهما سفيرين في واشنطن ولندن، وتشير استطلاعات الرأي إلى استحالة أن يشكّل رئيس الحكومة الإسرائيليّة، بنيامين نتنياهو، الحكومة المقبلة.
وأبرز المنشقّين هو غدعون ساعر، الذي أسّس حزبًا جديدًا يخوض فيه الانتخابات المقبلة، وتعطيه استطلاعات الرأي حوالي 20 مقعدًا، بالإضافة إلى وزير المياه والتعليم العالي المستقيل، زئيف إلكين.
ويسعى نتنياهو إلى تعزيز صفوف الليكود بمرشّحين جدد، بحسب ما ذكر موقع "واللا"، اليوم، الأحد، ومن أبرز المرشّحين للانضمام السفير الإسرائيلي في واشنطن منذ عام 2013، رون ديرمر، الذي يعتبر مقرّبًا جدًا من نتنياهو، وسبق أن طرح اسمه خلفًا له في رئاسة الحكومة.
ولديرمر علاقات بارزة بإدارة الرئيس الأميركي المنتهية ولايته، دونالد ترامب، وينسب إليه دور بارز أيضًا في معارضة الاتفاق النووي الذي انسحبت منه الولايات المتحدة عام 2018، بالإضافة إلى المساهمة في المباحثات السرية التي أسفرت عن "اتفاقات أبراهام" التطبيعيّة.
كما طرح اسم الضابط السابق في الجيش الإسرائيلي، غال هيرش، الذي سبق أن رشّحه نتنياهو لمنصب قائد جهاز الشرطة العام قبل أن يسحب ترشيحه إثر اتهامات بالفساد، بالإضافة إلى إمكانيّة ترشيح غلعاد شارون، نجل رئيس الحكومة الإسرائيلية الأسبق، أرئيل شارون، الذي انشقّ عن الليكود مع والده لتشكيل حزب "كاديما" قبل أن يعود إلى الليكود لاحقًا ويواجهه نتنياهو.
ومن غير الواضح إن كان سيشهد الليكود انتخابات تمهيديّة (كما ينصّ دستوره الداخلي) أم لا، وفي حال عدم حدوثها رجّح موقع "واللا" أن يطلب نتنياهو اختيار مرشّحين للمناصب التي انشق أو خرج منها أعضاء كنيست.
كما رجّح موقع "واللا" أن يحافظ نتنياهو على عضو الكنيست أورلي ليفي أبيكاسيس، لكن في مراتب متأخرة جدًا.
ولا تقتصر محاولة الليكود على ترميم قوّته داخليًا فقط، إنما أجرى نتنياهو اليوم، الأحد، مباحثات مع حزبي "شاس" و"يهدوت هتوراه" لضمان الحفاظ على الكتلة بينهما وبين الليكود في الانتخابات المقبلة.
يُذكر أن هذه الكتلة شملت في الجولات الانتخابيّة الماضية حزب "يمينا"، الذي أعلن رئيسه، نفتالي بينيت، أنّه سيخوض الانتخابات لمواجهة نتنياهو ما يعني استبعاد انضمامه إلى هذه الكتلة، على الأقلّ على ضوء قوّته الحالية في استطلاعات الرأي.
وجاء لقاء نتنياهو وقادة الحزبين الحريديّيين بعد تصريحات خلال الأيام الأخيرة لنواب من القائمتين باحتمال التوصية بساعر رئيسًا للحكومة.
وفحص نتنياهو مع الحزبين إمكانيّة إصدار رسالة منهما بدعمه في الانتخابات المقبلة في محاولة لقطع الطريق أمام ساعر.
وادعى مصدر في "يهدوت هتوراه" لـ"واللا" أن الكتلة الداعمة لنتنياهو "غير موجودة، ولذلك فنتنياهو معني بالحفاظ على علاقة مع ما تبقّى منها".
وتشير استطلاعات الرأي إلى استحالة أن يشكّل الليكود حكومة كالتي استند إليها خلال السنوات الماضية، خصوصًا أن دعم "يمينا" غير مضمون إلى الآن، بينما أعلن ساعر أنه لن ينضمّ لحكومة يرأسها نتنياهو.