لماذا تذهب اسرائيل الى الانتخابات في ظل كورونا المستجد؟

الأربعاء 23 ديسمبر 2020 06:38 م / بتوقيت القدس +2GMT
لماذا تذهب اسرائيل الى الانتخابات في ظل كورونا المستجد؟



القدس المحتلة / سما / أ ف ب

تواجه إسرائيل انتخابات أخرى مع تفشي وباء كوفيد-19 وفي الوقت الذي سيتولى رئيس أميركي جديد الادارة الاميركية، وسيخضع رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو لمحاكمة بتهمة الفساد.

لماذا حدث ذلك وماذا بعد ذلك؟

في الربيع الماضي، بعد ثلاثة انتخابات لم تعط الغلبة لأي من نتانياهو ومنافسه بيني غانتس قائد الجيش السابق حديث العهد بالسياسة، اتفق الخصمان على تقاسم الحكم.

وبرر غانتس قراره الذي سبب صدمة قائلاً إنه فعل ذلك لإنهاء أكثر من 18 شهرًا من عدم الاستقرار السياسي في إسرائيل ومنح البلاد حكومة قابلة للحياة لمواجهة جائحة فيروس كورونا المستجد.

أعطى اتفاق الائتلاف الحكومة الجديدة عمرًا مدته ثلاث سنوات مع بقاء نتانياهو كرئيس للوزراء لمدة 18 شهرًا، على أن يتولى الحكم بعده غانتس لفترة مماثلة اعتبارًا من تشرين الثاني/نوفمبر 2021.

في الأشهر الأخيرة، تصاعدت التوترات بين الرجلين، إذ انتقد غانتس نتانياهو لتأجيله اعتماد ميزانية وطنية مشتركة لعامي 2020 و2021.

واتهم نتانياهو بدوره غانتس بالرغبة في السيطرة على التعيينات القضائية من خلال وزير العدل الذي هو عضو في حزب غانتس "كحول لفان" (أزرق أبيض).

كان أمام البرلمانيين أخيرًا حتى ليل 22 كانون الأول/ديسمبر للتصويت على الميزانية. لكنهم رفضوا في اللحظة الأخيرة الحل الوسط الذي اقترحه غانتس بشأن الميزانية وحُل الكنيست في منتصف الليل، ودعا إلى انتخابات في 23 آذار/مارس.

- هل تسبب نتانياهو بإسقاط الحكومة؟

منذ بداية الاتفاق على تشكيل الائتلاف، شكك بعض المعلقين السياسيين في استعداد نتانياهو للتنازل عن السلطة لغانتس.

ومن المقرر أن يمثل نتانياهو أمام المحكمة مطلع العام المقبل بتهم الفساد والاختلاس وخيانة الأمانة وسيتزامن ذلك مع الحملة الانتخابية.

ويمكنه محاولة استغلال جلسات المحكمة لتقديم نفسه على أنه ضحية "انقلاب قضائي". وإذا فاز، يمكنه السعي للحصول على تشريع لمنحه حصانة من الملاحقة القضائية طالما بقي رئيسًا للوزراء، وهي مناورة يعارضها غانتس بشدة.

- ما هي الاوراق الجديدة التي يمكن أن يلعبها نتانياهو؟

في الأشهر الأربعة الماضية، أعلنت إسرائيل عن اتفاقيات تطبيع مع أربع دول عربية هي الإمارات العربية المتحدة والبحرين والسودان والمغرب، بدعم من الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الحليف الوطيد لنتانياهو.

من المقرر أن يخلف الرئيس المنتخب جو بايدن ترامب في كانون الثاني/يناير ويبقى أن ننتظر لنرى ما هي الجهود التي ستبذلها واشنطن لإبرام اتفاقيات تطبيع جديدة.

تحظى الاتفاقيات الأربع التي تم التوصل إليها حتى الآن بشعبية في إسرائيل التي يعيش فيها مئات الآلاف من أصل مغربي يشكلون أحد أعمدة الليكود، حزب نتانياهو منذ 40 عامًا.

بالإضافة إلى هذه الاتفاقات، قد يحاول نتانياهو لعب ورقة ادخال لقاح ضد فيروس كورونا المستجد بسرعة وبدء حملة التلقيح السبت باعتباره إنجازًا شخصيًا.

- من يمثل تحدياً لنتانياهو؟

منذ تموز/يوليو، يحتشد آلاف الإسرائيليين كل أسبوع للاحتجاج على رئيس الوزراء وإدارته لأزمة كوفيد-19 وتداعياته الاقتصادية.

كما تظاهر الكثيرون ضد غانتس لموافقته على تقاسم السلطة مع نتانياهو.

لكن هذه الاحتجاجات لم تترجم إلى زيادة في دعم زعيم المعارضة يائير لبيد الذي انشق عن غانتس بعد اتفاق الائتلاف مع نتانياهو.

في الوقت الذي شهد غانتس تضاؤل شعبيته، مع تراجع حزبه إلى المركز الثامن في استطلاعات الرأي التي نُشرت الأربعاء فيما يحتل حزب الليكود المرتبة الأولى.

ومع ذلك، فإن الليكود يعاني من الضعف. وقد انشق عنه مؤخرا جدعون ساعر ليشكل حزب تيكفا حداشاه (أمل جديد).

ويظهر حزب "تكفا حداشاه" الجديد الآن في المركز الثاني في استطلاعات الرأي، يليه حزب "يمينا" اليميني المتشدد، برئاسة مساعد نتانياهو السابق نفتالي بينيت.

وحل يش عتيد حزب لبيد في المرتبة الرابعة.

وللمرة الأولى، يواجه نتانياهو الآن عدة خصوم بدلاً من منافس واحد.

وبالتالي، فإن التحدي الذي يواجهه في النظام النسبي في إسرائيل هو أن يحاول منع كل واحد منهم من الفوز بمقاعد تكفي لكي يتحدوا معًا ويعقدوا تشكيل الحكومة أو يشكلوا أغلبية معطلة في البرلمان.