ذكرت صحيفة “معاريف” العبرية نقلاً عن مصادر أمنيّةٍ وصفتها بالرفيعة جدًا أنّ رئيس أركان هيئة الأركان العامّة في جيش الاحتلال، الجنرال أفيف كوخافي، يُخطط لقتل 300 من عناصر حركة حماس في يوم واحد في الحرب القادمة في قطاع غزة، وهذا هو الهدف الذي وضعه كوخافي، موضحةً في الوقت ذاته أنّ هذا هو الهدف من الجولة القادمة ضدّ قطاع غزّة المحاصر منذ 14 عامًا.
وتابعت المصادر الأمنيّة الرفيعة في تل أبيب قائلةً إنّ الفترة الأخيرة في الجبهة حيّال القطاع هادئة نسبيًا، وأنّه في المؤسسة الأمنيّة الإسرائيليّة يعتقدون أنّ احتمال التصعيد الواسع ليس عاليًا، بينما خلف الكواليس تبذل الجهود لتحقيق تسوية مع حماس، وبالتوازي يواصل الجيش الإسرائيليّ الاستعداد بالخطط والتدريب لإمكانيات الحرب، وفق أقوالها.
وشدّدّت المصادر ذاتها على أنّ أوساطًا في الجيش تعتقد بأنّ الحرب التالية مع القطاع يجب أنْ تنتهي بنتائج مختلفة عن الحملات السابقة، التي لم يتحقق فيها حسم واضح، لافتةً إلى أنّ الفرضية الأساس الإسرائيلية، أنه سيكون ممكنًا الوصول لحسم واضح وانتصار على حماس في المواجهة التالية، حتى لو لم يكن احتلال القطاع وإسقاط حكم حماس في المرحلة الأولى على جدول الأعمال، ومع ذلك يعتقدون في الجيش أنّه يمكن الوصول إلى الحسم إذا كانت الضربة لقدرات حماس قاسية جدًا، وتضطر في نهاية المطاف إلى الوصول لتسوية سياسية من نقطة ضعف واضحة، كما قالت المصادر.
وأردفت المصادر الإسرائيليّة قائلةً، بحسب الصحيفة العبريّة، إنّه مقارنةً بالحملات في القطاع والتي كانت موجهة لتحقيق الردع، وبشكل عام أدت لفترة معينة من الهدوء النسبي، فإنّ الخطط العسكرية الحالية تتجه لضربة ذات مغزى كبير جدًا لقدرات حماس، وغيرها من التنظيمات الناشطة في قطاع غزّة، وفق أقوالها.
ونوهت المصادر أيضًا إلى أنّه من أجل الوصول لحسم واضح، فإنّ خطط الجيش الإسرائيلي الحالية تتجه إلى استخدام نار مكثفة بكثرة، في ظل جباية أثمان باهظة من المنظمات الفلسطينية، مضيفةً أنّ أحد الأهداف المحددة بشكل ملموس لفحص الإنجاز العملياتي يجد تعبيره في القدرة على ضرب نشطاء حماس ومنظمات أخرى في الميدان، مُشدّدّةً على أنّ الجنرال كوخافي وضع للجيش هدف قتل 300 عنصر من الذراع العسكرية لحماس والمنظمات الأخرى بالقطاع، في كلّ يومٍ قتاليٍّ في بداية الحملة.
وقدّرت المصادر عينها أنّه من خلال الهدف سالف الذكر يمكن تشويش خطط الفصائل الفلسطينية وتقصير مدة القتال، لافتةً إلى أنّ هذه الخطط فُحِصت في المناورات الأخيرة التي نفذها الجيش، الذي يعتقد أنّه سيكون ممكنًا تحقيق هذه الأهداف في حالة حرب بالقطاع، على حدّ تعبيرها.
بالإضافة إلى ما ذُكر أعلاه، أوضحت المصادر الرفيعة بأنّ جيش الاحتلال يدرِك أنّه ستكون هناك حاجة لضرب البنية التحتية لحماس، مخازن الصواريخ والوسائل القتالية، معامل إنتاج السلاح، القيادات والقوة البحرية للمنظمة، بشكل أكبر ممّا كان في الحملات الأخيرة، من أجل ضرب عنصر تعاظم القوى المستقبلي لحماس بعد الحملة.
وخلُصت المصادر إلى القول، كما أكّدت الصحيفة العبريّة، إنّ التقدير في جهاز الأمن، أنّ إنجازًا عملياتيًا واضحًا في الحملة التالية منذ مراحلها الأولى، كفيل بأنْ يقصر مدة الحرب بشكلٍ كبيرٍ، ويغير على مدى الزمن الواقع الأمني في المنطقة، كما أكّدت.
وتأتي هذه التسريبات الصحافيّة في الوقت الذي انشغل فيه الإعلام العبريّ بإمكانية إبرام صفقة تبادل بين إسرائيل وحماس بموجبها تُطلِق حماس سراح الجنود المأسورين لديها، ومن ناحيتها تقوم إسرائيل بتزويد سُكّان القطاع باللقاحات ضدّ فيروس (كورونا)، وهو الأمر الذي نفته حركة حماس، ولم تؤكّده حكومة بنيامين نتنياهو.