قالت هيئة شؤون الأسرى والمحررين إن إدارة سجون الاحتلال بما فيها إدارة معتقل "النقب" تواصل سياستها بانتهاك الأسرى والمعتقلين طبياً، خاصة ممن يعانون من أمراض مزمنة، فهي تتعمد استهدافهم بتجاهل أمراضهم وعدم التعامل معها بشكل جدي، كما أنها تتقاعس عن تقديم العلاج اللازم لهم، وتستبدل ذلك بإعطائهم حبوب مسكنة ومهدئة للألم فقط.
ورصدت الهيئة في تقرير أعدته بهذا الخصوص، عدداً من الحالات المرضية القابعة حالياً داخل معتقل "النقب" الصحراوي، ومن بين الحالات: حالة الأسير شرحبيل أبو ذريع (49 عاماً) من بلدة العيزرية شرق القدس، والذي يشتكي من عدة أمراض مزمنة ووضعه الصحي سيئ للغاية، حيث يعاني من ضعف في عضلة القلب بعد تعرضه لعدة جلطات وانسداد بالشرايين، ومن آلام حادة في الرأس ولا يستطيع المشي والتنقل كثيراً، كما ويشتكي من ارتفاع نسبة الكولسترول في الدم ومن كسل كلوي ومن مشاكل بالرئتين، عدا عن معاناته من غضاريف في ظهره ورقبته، وهو بحاجة ماسة لعناية حثيثة لحالته، غير أن الأوضاع الاعتقالية داخل معتقل "النقب" لا تتناسب مع وضعه الصحي الصعب وإدارة المعتقل لا تكترث لحاله.
بينما يشتكي الأسير إسلام صلاح (32 عاماً) من بلدة الخضر في بيت لحم، من تلف في شبكية العين والقرنية، وبالكاد يستطيع أن يرى، وقبل اعتقاله لم يكن يعاني من أي مشكلة صحية، لكن بعد التحقيق معه وزجه في الزنازين لمدة 36 يوماً تدهورت حالته الصحية، وهو بحاجة ماسة لتحويله لإجراء فحوصات طبية مستعجلة لعينيه وعمل نظارة بمقاسات كبيرة كل ستة أشهر، غير أن إدارة "النقب" تماطل بتحويله.
بالإضافة إلى ذلك، قبل حوالي ثلاثة أسابيع تراجع الوضع الصحي للأسير صلاح، وأصيب بآلام حادة في بطنه وظهره وخاصرتيه، وجرى نقله لعيادة المعتقل وهناك اكتفوا بإعطائه مسكنات دون علاجه بالشكل الصحيح، وبعد ثلاثة أيام ازداد وضعه سوءا، وازدادت أوجاعه، وأصبح يتقيأ أي شي يأكله، فقامت الإدارة بتحويله بعد طول انتظار لإجراء الفحوصات وصور الأشعة وتبين إصابته بفيروس، وقامت عيادة المعتقل بتزويده بالدواء لكن الأسير لا يزال يواجه أوضاعاً صحية صعبة وبحاجة لعناية طبية.
في حين يمر الأسير أحمد حمامرة (23 عاماً) من مدينة بيت لحم، بوضع صحي سيئ، فهو يعاني من ارتفاع في ضغط الدم ومن مشاكل في الأعصاب، وأثناء اعتقاله اعتدى عليه جنود الاحتلال وقاموا بضربه على أسفل بطنه مسببين له مشاكل والتهابات، ولغاية اللحظة لم تقدم له إدارة المعتقل أي علاج لحالته.
أما عن الأسير طارق دويك (27 عاما) من بلدة الرام شمال القدس، فهو يشتكي من مشاكل حادة في الأسنان بسبب ما تعرض له من ضرب مبرح على فكه أثناء عملية اعتقاله، وهو بحاجة لمتابعة طبية لوضعه، كما يعاني من "الباسور"، وبحاجة ماسة لإجراء عملية جراحية، لكن عيادة المعتقل تماطل بتحويله لإجراء العملية.