تداعيات انتهاء الأزمة الخليجية على المنطقة العربية

الأربعاء 09 ديسمبر 2020 04:38 م / بتوقيت القدس +2GMT
تداعيات انتهاء الأزمة الخليجية على المنطقة العربية



حلمي شراب/ سيف الدين الوشاحي

تعمل الجهود الكويتية الامريكية على حل الخلافات الأزمة بين قطر والسعودية، من أجل تحقيق الاستقرار والمصلحة الخليجية للشعوب في المنطقة وتقريب وجهات النظر بينهم، التي انقطعت في منتصف عام 2017.

وزير الخارجية القطري، محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، قال: "بيان دولة الكويت خطوة مهمة نحو حل الأزمة الخليجية. نشكر للكويت الشقيقة وساطتها منذ بداية الأزمة، كما نقدر الجهود الأمريكية المبذولة في هذا الصدد ونؤكد أن أولويتنا كانت وستظل مصلحة وأمن شعوب الخليج والمنطقة".

ثم جاء الرد السعودي، من خلال وزير خارجيتها، فيصل بن فرحان، في تغريدة: "ننظر ببالغ التقدير لجهود دولة الكويت الشقيقة لتقريب وجهات النظر حيال الأزمة الخليجية، ونشكر المساعي الأمريكية في هذا الخصوص، ونتطلع لأن تتكلل بالنجاح لما فيه مصلحة وخير المنطقة".

في سياق متصل، قال الكاتب والمحلل السياسي الدكتور مأمون أبو عامر:" أن الوساطة الامريكية لم تقدم ضمانات حقيقية لحل الازمة الخليجية، كون الأمر مُرتبط بإرادة الإدارة الامريكية والخليجية ومصالح صانعين القرار كالسعودية والولايات المتحددة، وبالتالي دخول كوشنر سيقلل من تخفيف النزاع وعدم تمدده."

أوضح أبو عامر: أن ترامب هو المستفيد من هذه الازمة؛ لأجل زيادة الاستثمارات وبيع الأسلحة الامريكية والتي زادت المشاريع الموجودة في الولايات المتحدة الى تريليون دولار، الذي عملت انخفاض في معدل البطالة وزيادة نسبه الوظائف من الصراع الخليجية.

وأضاف أبو عامر: أن السعودية استفادت كثيرا من الازمة الخليجية واليمينة؛ سيطرت وزير الدفاع محمد بن سلمان على الأجهزة الأمنية للدولة، والذي ساعده على أطاحت العديد من الامراء الكبار واجبارهم على دفع جزء من أموالهم، كمثل الأمير محمد بن نايف والأمير متعب بن عبد الله بن عبد العزيز الذي يملك منصب رئيس الحرس الوطني وزير الداخلية السابق بعد فترة قصيرة من الازمة.

واشارة أبو عامر: أن عودة العلاقات بين قطر والسعودية سوف يساعد حد تخفيف التوتر مع تركيا، بعدما شهدنا اتصالات ما بين الطرفين وحضور اردوغان الى مؤتمر القمة العشرين واللقاءات الثنائية بين وزيرين الخارجية شاويش اوغلو وفرحان بن مسعود التي كلها.

وبيّن أبو عامر: أن إيران سيكون الامر مختلفا الذي سينتج انعكاسات محدودة، وبالتالي لن نشهد على حد التوتر بين السعودية وإيران من وراء الازمة الخليجية، اما على حركة حماس ربما سنشهد أثر إيجابي حول تخفيف الضغوطات الإعلامية والإفراج عن المعتقلين في سجون.

نوّه أبو عامر: أن توقيت ظهور الإدارة الامريكية في حل الازمة الخليجية لعدة أسباب هو من أجل اغلاق بوابة المكاسب اتجاه بايدن وعودة ترامب الى الحلبة السياسية في الانتخابات الامريكية الجديدة وبالتالي يحاول ترامب على ترك بصمات بالسياسة الخارجية خصوصا يملك ضمانات إسرائيلية وخليجية في الجولة الانتخابية لعام 2024.

توقع أبو عامر أن العلاقات الامارات ومصر مع قطر ستبقى كما هي وبالتالي لن سكون هناك تطورات إيجابية بخصوص عودة العلاقات بين الطرفين.

بدوره، قال الباحث في الشؤون السياسية والعلاقات الدولية الدكتور منصور أبو كريم:" أن قطر لا يمكن في الوقت الحالي قطع علاقاتها مع جماعة الإخوان المسلمين أو أي من الجماعات والحركات الإسلامية التي تعتبرها حليف استراتيجي، كون الدوحة ترى أن ورقة الحركات الإسلامية ورقة رابحة في معادلة التأثير الإقليمي."

  وأكد أبو كريم: أن قطر تستخدم هذه الورقة كجزء من استراتيجية لتعظيم نفوذها في المنطقة، حيث فوز المرشح الديمقراطي جو بايدن بمنصب الرئيس في الولايات المتحدة سوف يعزز من الدور القطري في المنطقة، ما يجعل من فرص تخلي قطر عن الحركات والجماعات الإسلامية شبه معدومة.

أوضح أبو كريم أن السعودية قد تكون مقبلة على انعطافه كبيرة في العلاقة مع إسرائيل، حسب التسريبات الاعلامية التي تؤكد زيارة نتنياهو للسعودية خلال الأيام الماضية، لكن عودة العلاقات السعودية القطرية لسابق عهدها غير مرتبطة فقط بقضية التطبيع مع إسرائيل، فالسياسة الخارجية السعودية في الوقت تشهد إعادة تقييم لسياسات مواقف سابقة في ظل بروز عدة خلافات في وجهات النظر مع الإمارات العربية حول عدد من القضايا أهمها الأزمة اليمينة.

وكشف أبو كريم: أن بوادر الانفراج في الأزمة الخليجية وخاصة في العلاقات السعودية القطرية مرتبطة بعدة عوامل أهمها نتائج الانتخابات الأمريكية وفوز بايدن على ترامب والخلافات في وجهات النظر بين أبو ظبي والرياض حول العديد من المسائل اهما الأزمة اليمنية.

وتابع أبو كريم: أن قطر تريد فتح ممر جوي لطائراتها والبرية مع السعودية قبل كأس العالم في 2022، وبينما الرياض تريد من قطر وقف حملات الهجوم المنظمة على النظام والأمير محمد بن سلمان التي تقودها قناة الجزيرة.

 اما على صعيد المصالحة الخليجية والعربية فلن تحدث في المنظور القريب وهذا مرتبط برفض الإمارات ومصر التصالح مع قطر إلا في حالة التزامها بالشروط 13 التي وضعتها الدول الأربع عند إعلان المقاطعة.

ويذكر أن كل من السعودية والإمارات والبحرين ومصر قطعت العلاقات الدبلوماسية والتجارية وخطوط الطيران مع قطر منذ ثلاثة سنوات إثر اتهام الدوحة بدعم الإرهاب، التي ترفض قطر كل تلك الاتهامات.