أكد مسؤولون كبار في البيت الأبيض ووزارة الخارجية الأميركية أن الولايات المتحدة تقوم بإجلاء نصف دبلوماسييها من العراق، حسبما نقل عنهم موقع "بوليتيكو"، الليلة الماضية. وبدأت عملية الإجلاء في الأيام الأخيرة على خلفية تحسب من رد إيراني على اغتيال العالم النووي، محسن فخري زادة، ومرور عام، مطلع الشهر المقبل، على اغتيال الولايات المتحدة لقائد "فيلق القدس"، قاسم سليماني.
ونقلت وكالة رويترز عن مسؤول إسرائيلي قوله، أمس، إن الترجيحات في إسرائيل هي أن إيران ستسعى إلى مهاجمة ما وصفه بـ"أهداف مهيبة" لإسرائيل، ردا على اغتيال فخري زادة، إلى جانب احتمال مهاجمة حقول الغاز الإسرائيلية في البحر المتوسط. وأضاف أن عدد المستهدفين سيكون قليلا إثر مهاجمة أهداف كهذه واحتمالات التصعيد في أعقابه ضئيل. واعتبر المسؤول الإسرائيلي أن "السؤال هو، إذا كان حزب الله سيضرب الآن".
وقال وزير التجارة والصناعة والسياحة البحريني، زايد بن راشد الزياني، لهيئة البث العامة الإسرائيلية "كان"، بعد وصوله إلى إسرائيل، اليوم، "نحن وإسرائيل في جبهة موحدة من أجل البشرية وضد كل من يريد استهدافها. والبحرين تتعاون مع الدول الصديقة لها وهذا يشمل المجال الأمني". وقالت الهيئة أنها ستبث المقابلة مع الوزير البحرين في نشرتها المسائية.
وفي سياق متصل، أجرى ضباط كبار في الجيش الإسرائيلي محادثات مع نظرائهم في القيادة الوسطى للجيش الأميركي، في الأيام الأخيرة، على خلفية احتمال رد إيراني على اغتيال فخري زادة. وذكرت صحيفة "هآرتس" اليوم، الخميس، أن هدف هذه المحادثات هو توثيق التعاون بين الجيشين، بعد تهديدات إيرانية بالانتقام لاغتيال فخري زادة.
وحملت إيران إسرائيل المسؤولية عن هذا الاغتيال. ورغم عدم تعقيب إسرائيل على الاتهام الإيراني، إلا أن مسؤولين في إدارة الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، أكدوا لوسائل إعلام أميركية أن الموساد نفذ الاغتيال.
وفي إطار التنسيق العسكري الإسرائيلي – الأميركي، قالت الصحيفة إنه تم تنفيذ "خطوات دفاعية مختلفة"، تحسبا من رد إيراني، وبضمنها تنسيق إجراءات مشتركة لوسائل كشف ورصد إطلاق مقذوفات وصواريخ باتجاه إسرائيل وأهداف أميركية في الشرق الأوسط، وهذا مجال يتعاون فيه الجيشان في الفترات العادية أيضا.
وأجرى الجيش الإسرائيلي تغييرات صغيرة في حالة "التأهب الدفاعي" منذ الاغتيال، إلا أن لم يستدعِ قوات احتياط أو تعزيز قوات بشكل كبير.
اقرأ/ي أيضًا | مسؤول أمني إسرائيلي: حزب الله قد يستهدف حقول غاز ردا على اغتيال فخري زادة
ووفقا للصحيفة، فإن جهاز الأمن الإسرائيلي يرى احتمالا كبيرا لرد إيراني، واحتمال تنفيذه في الشهر الحالي، مبررا ذلك بإبقاء مسافة زمنية عن بدء ولاية الرئيس الأميركي المنتخب، جو بايدن، في 20 كانون الثاني/يناير المقبل.
وتشير التقديرات في إسرائيل إلى أن "حزب الله ليس معنيا أبدا بالتدخل في تصعيد عسكري في المنطقة حاليا، وأنه سيبذل كل ما باستطاعته كي يرجئ جهودا إيرانية لزجه في خطوات انتقامية". لكن الصحيفة أشارت إلى أن لدى إيران عدة إمكانية للرد على الاغتيال من سورية أو العراق، وربما بواسطة الحوثيين في اليمن، الذين بإمكانهم تهديد التجارة البحرية مع إسرائيل في البحر الأحمر.
وتتحسب إسرائيل أيضا من محاولة استهداف إسرائيليين أو سفارات إسرائيلية في العالم، وأشارت الصحيفة في هذا السياق إلى القدرات التي أظهرتها إيران لدى مهاجمة منشآت أرامكو في السعودية وألحقت من خلالها أضرارا جسيمة بقطاع النفط.
وتأتي هذه الاستعدادات في وقت يسعى فيه الجيش الأميركي إلى خفض عديد قواته في الشرق الأوسط وجنوب آسيا، وفقا لتعليمات ترامب. ونقل الجيش الأميركي حاملة طائرات وطائرات قصف إلى منطقة الخليج.