قال الدكتور حنا عيسى، الأمين العام للهيئة الإسلامية المسيحية لنصرة القدس والمقدسات، "أن حق اللاجئين في العودة إلى الديار يعتبر من الحقوق الأساسية للإنسان غير القابلة للتصرف، وهي حقوق غير خاضعة للمساومة ولا التنازل والتي لا تسقط، فهي تربط بينه وبين الأرض التي اضطر قسرا إلى مغادرتها ولسبب مبرر، على أن يمتلك الحق في العودة إلى أرضه فور زوال السبب ".
وأضاف، "وفقا للقرارات الدولية حق اللاجئين الفلسطينيين في العودة إلى ديارهم يعتبر حق ثابت في القانون الدولي بموجب قرارين، الأول القرار رقم 194 لسنة 1948، الذي يعتبر القرار المركزي الذي يكفل للفلسطينيين حق العودة، حيث إقرار إسرائيل بتطبيقه كان شرط لقبولها عضوا في الجمعية العامة لهيئة الأمم المتحدة ".
وتابع، "والثاني القرار رقم 237 لسنة 1967، حيث هذا القرار لم يتضمن جديدا، وإنما جاء ليؤكد على ضرورة التزام إسرائيل بقرارات الأمم المتحدة، ويؤكد على حق لاجئين العام 1967 الذين وصفوا بالنازحين، بالعودة إلى ديارهم كمجموعة بشرية تتمتع بحقوق إنسانية واضحة وليس كأفراد يطالبون الشمل كما يريدون الإسرائيليون تسويقه".
وأكد أمين عام الهيئة، "حق عودة اللاجئين الفلسطينيين إلى ديارهم وتعويضهم عن الخسائر التي لحقت بهم أصبح من وجهة نظر القانون الدولي منذ العام 1948 حق غير قابل للتصرف وقاعدة قانونية مستمدة من القانون الدولي المعترف بها عالميا على اعتبار أن حق العودة مكفول بمواد قانونية واردة في الإعلان العالمي لحقوق الإنسان لسنة 1948".
وأشار، "الحل العادل لمأساة اللاجئين الفلسطينيين تكمن بالاعتراف بحقهم وبالعودة الى ديارهم التي سلبت منهم جراء نكبة عام 48، حين أرغم ما يقارب 957 ألف فلسطيني على الهجرة القسرية خارج مدنهم وقراهم، بعد أن قامت قوات الاحتلال بتدميرها خاصة تلك الواقعة على الساحل الفلسطيني، الممتد من الناقورة إلى غزة".
ونوه، "الهولوكوست الفلسطيني حسب وصفه لنكبة عام 48، دمرت إسرائيل أكثر من 540 قرية فلسطينية، حولت الى مستوطنات ومستعمرات يهودية بنيت على أنقاضها ".
وأوضح، "محاولات إسرائيل الدائمة التي تستهدف تبرير سياستها للشرعية الدولية حول قضية اللاجئين الفلسطينيين في طائفة من الحجج أبرزها أن إسرائيل تعتبر مشكلة اللاجئين هي مشكلة داخلية بالنسبة لها، وأن اللاجئين الفلسطينيين مذنبون لأنهم تركوا بلدهم فلسطين، وأن عودة أعداد كبيرة من العرب المعادين لإسرائيل تعني في حال تحقيقها نشوء (طابور خامس) يشكل ما يزيد على نصف سكان البلد، الأمر الذي قد يعرض وجود إسرائيل كدولة للخطر".
ولفت، "كان من نتائج الحرب العربية - الإسرائيلية الأولى عام 1948م أن شرد عشرات الآلاف من الفلسطينيين إلى البلدان العربية المجاورة، وفي آخر الإحصائيات التي أجريت وفقا لمصادر اعلامية، بلغ عدد اللاجئين الفلسطينيين في الفترة الواقعة بين 1948 إلى 2000 ما يزيد عن خمسة ملايين لاجئ ".
وبين، "يبلغ تعداد اللاجئين الفلسطينيين حسب احصائية 2019 حوالي 6 مليون لاجئ مسلم ومسيحي وهم الذين رحلوا أو طردوا قبل وخلال وبعد حرب عام 1948، ويشار عادة إلى هؤلاء وذريتهم باسم لاجئي عام 1948 ".