نشرت قناة 12 العبرية، مساء اليوم الخميس، تقريراً مطولاً، حول الأوضاع الأمنية في قطاع غزة، خاصةً فيما يتعلق بالنفق المكتشف الشهر الماضي، الذي قالت إنه الأكثر عمقًا من بين الأنفاق المكتشفة منذ سنوات.
ووفقًا للتقرير، فإنّ النفق التابع لـ"حماس" يُعد الأعمق الذي حُفر باتجاه مستوطنات غلاف غزة، رغم عدم إمكانية تحديد مدى عمقه حتى الآن، لكن عشرات الأمتار في باطن الأرض شاهدة على مدى الحفريات وعزم حماس ونواياها في إحداث اختراق للجدار الأمني الذكي الجديد الذي كان سببًا في منع اختراق النفق بشكل أكبر لداخل المستوطنات.
ويصل طول النفق إلى كيلومترين، من داخل خانيونس جنوب قطاع غزة، وصولاً إلى نحو 100 متر داخل السياج الأمني، قبل أن يتوقف العمل فيه بسبب الجدار التحت أرضي، حيث أُدخلت كاميرات قوات الهندسة إلى داخله وأظهرت هروب العناصر التابعين لحماس الذين كانوا يعملون على حفره، واستمروا في العملية حتى اللحظة الأخيرة، ويظهر أن معدل الحفر يومياً تصل إلى 5 أمتار.
ويرى الجيش الإسرائيلي أن النفق يكشف مدى خطورة "حماس" في حفرها الأنفاق وهذه المنظومة العسكرية، مشيرًا التقرير إلى أن الجيش الإسرائيلي دفعه هذا الأمر إلى تغيير مخطط الجدار بحيث لا يكون مجرد جدار إسمنتي، بل أيضًا يشمل أجهزة ذكية وروبوتات متحركة وغيرها.
ويجري حاليًا الانتهاء من بناء السياج الجديد الذي سيكون بمثابة عقبة ضخمة فوق وتحت الأرض ويحتوي على أجهزة استشعار يمكنها تحديد حفر أنفاق حماس، حيث سيمنع الحركة من استخدام سلاحها الاستراتيجي الأكثر أهمية بالنسبة لها، ولذلك فإن حماس تبحث عن بدائل، مثل: الحوامات وقوات الكوماندوز البحري التي يمكن أن تنفذ هجمات عن طريق البحر.
ويتم تسيير طائرات بدون طيار تحمل بنادق رشاشة وغيرها بالقرب من الجدار، ويمكنها استهداف أي هدف يحاول اختراق الجدار، كما أنه توجد طائرات انتحارية يمكن أن تهاجم أي هدف وتدمرها، حيث تدير هذه الطائرات مجندات إسرائيليات يتلقين حاليًا تدريبات خاصة على هذه الطائرات ومراقبة السياج الجديد، وذلك للتقليل من إمكانية تعريض حياة الجنود الإسرائيليين على الأرض للخطر.
وبدأ فعلياً استخدام هذه الطائرات للعمل في شمال قطاع غزة، وسيتم توزيعها على باقي المنطق لاحقًا إلى مواقع أخرى.
ويقدر الجيش الإسرائيلي أن الساحة الجنوبية مع قطاع غزة ستبقى تحت إمكانية الانفجار في أي لحظة.
ووفقًا للتقرير، فإن هناك عملية مجهزة لإمكانية تنفيذها بغزة، تعتمد على قوة نارية مكثفة ودقيقة ونظام دفاعي مكثف على السياج وحول المستوطنات لمنع حماس من فتح معركة أو اجتياز الحدود، وتشمل العملية بنك أهداف واسع النطاق، كما أن العمل يجري حالياً للتركيز على جمع المعلومات الاستخبارية ورسم خرائط تخص أماكن كبار مسؤولي حماس والجهاد الإسلامي، ومناطق إطلاق الصواريخ وتصنيعها، ويمكن أن تتم العملية بضربة مفاجئة.
ويؤكد ضابط عسكري أن المناطق المدنية التي ستُطلق منها أي صواريخ ستهاجم، مدعياً أنه سيتم التنسيق مع مؤسسات الإغاثة الدولية لإخراج المدنيين الفلسطينيين منها.
وفي المقابل، "لا يزال المستوى السياسي الإسرائيلي يحاول التقدم في جهود التهدئة، لكن ذلك لا يمنع من الشعور بأنه لا يمكن الاستمرار في حالة الاستقرار، خاصةً أن هناك الجهاد الإسلامي الذي يمثل تحديًا من حماس، ويعمل وفق مصالحه الخاصة"، وفق التقرير.
وأشار التقرير إلى أن حماس عملت فور حادثة إطلاق الصواريخ منذ أيام على إرسال رسائل عبر الوسطاء، مفادها أن ما جرى خطأ، وليست هناك أي نية للتصعيد، مشيراً إلى أن الجيش الإسرائيلي أيضاً قدّر ذلك، ولم يكن يرغب في تصعيدٍ يُرهق من خلاله سكان المستوطنات بجولات قتال، لأنه يرغب في جولاتٍ يكون فيها فعالًا أكثر ويمكن أن يُلحق الأذى بـ"حماس" والمنظمات الفلسطينية في غزة.
ووفقاً للتقرير، فإن يحيى السنوار، قائد حماس بغزة، نسق مع محمد الضيف، قائد القسام، من أجل العمل على استقرار الوضع بغزة، فيما تخطو إسرائيل كل خطوة للأمام في محاولةٍ للوصول إلى معلومات بشأن أسراها ومفقوديها، ولذلك فإن الضغط في قطاع غزة يتزايد.