ستايسي أبرامز، الناشطة الحقوقية وزعيمة الأقلية الديمقراطية في مجلس الولاية، التي خسرت المنافسة على لقب حاكمة الولاية، في عام 2018، بعد أن صنعت التاريخ كأول امرأة أمريكية من أصول إفريقية تتقدم للترشح لمنصب حاكم في الولايات المتحدة، عادت إلى الأضواء بعد أن بذلت مع طواقم من المتطوعين جهوداً جبارة في الانتخابات الرئاسية الأخيرة.
شبكة BBC وفي تقرير لها الخميس 12 نوفمبر/تشرين الثاني 2020، نقلت عن المتطوعة في مراقبة الانتخابات تعليقها على جهود أبرامز بالقول "كان بإمكانها أن تتراجع وتقول أنا خسرت، لكنها حولت الهزيمة إلى نصر، ودفعت الأمور للأمام وحاولت أن تقوم بما هو أفضل لنفسها ولمجتمعنا".
هذا الرأي لم يكن وحيداً، فقد أيدته كذلك المتطوعة تيريزا ويلسون، والتي أكدت أن "جهود أبرامز غيرت للأبد الصورة التي يرى بها الناخبون السود في الولاية مدى قوتهم".
حيث ترى ويلسون أنه لأول مرة في تاريخ أمريكا تم التعامل مع أصوات الأقلية من أصول إفريقية في جورجيا كأصوات مهمة ولها تأثيرها، وليست "أمراً مُسلّماً به كما في كل انتخابات".
معركة تسجيل الأسماء: مع إعلان فوز المرشح الديمقراطي بأصوات الولاية التي لم يسبق أن صوتت للديمقراطيين منذ عام 1993، أعادت وسائل إعلام أمريكية الفضل إلى ستايسي أبرامز، والعديد من النساء السوداوات اللواتي عملن على الأرض بشكل مباشر من خلال تسجيل أسماء الناس للتصويت وتشجيعهم على فعل ذلك.
فمنذ عامين خاضت أبرامز حرباً طويلة ضد إجراءات حاكم الولاية الجمهوري برايان كيمب، الذي عمل منذ توليه المنصب على إلغاء تسجيل أكثر من مليون ناخب من سكان جورجيا بسبب "الجمود" أو بسبب وجود أخطاء في التسجيل، في تصرف لم يعتبره الديمقراطيون إلا حرماناً من التصويت لطبقات واسعة من الأمريكيين.
وفقاً للشبكة، استطاعت أبرامز وشبكة من المنظمات تسجيل أكثر من 800 ألف ناخب في جورجيا وحدها، خلال العامين الماضيين، واستطاعت حشد هذه الأصوات لخلق فرق في الانتخابات الرئاسية الأخيرة، والتي قلبت فيها نتيجة الولاية لصالح بايدن لأول مرة منذ 1992، بفارق بسيط عن منافسه الجمهوري دونالد ترامب، فيما لم تعلن عن النتائج بشكل رسمي بعد.
وفي يناير/كانون الثاني 2021، ستكون أمام هؤلاء الناخبين مهمة محورية مرة أخرى، إذ ستشهد الولاية منافسة على مقعديها في مجلس الشيوخ، وهو ما يمكن أن يحدد أي الحزبين ستكون له السيطرة على المجلس.
من هي ستايسي أبرامز؟ منذ أيام وعيها الأولى، خطت أبرامز لنفسها طريقاً مرتبطة بالسياسة، فوفقاً لموقع Business Insider الثلاثاء، فإن أبرامز التي ولدت في 9 ديسمبر/كانون الأول 1973، تم اختيارها خلال المرحلة التعليمية لتعمل على الآلة الكاتبة خلال إحدى حملات الكونغرس، كما تم اختيارها كاتبة خطابات لإحدى حملات الكونغرس وهي في سن 17 فقط.
حصلت أبرامز عام 1995 على درجة البكالوريوس في الدراسات متعددة التخصصات في مواد العلوم السياسية والاقتصاد والدراسات الاجتماعية من كلية سبيلمان، وشغلت بعدها عدة مناصب في مجلس النواب بولاية جورجيا من عام 2007 إلى عام 2017.
شغلت منصب زعيم الأقلية الديمقراطية في الولاية المعروفة بجمهوريتها من عام 2011 إلى عام 2017. وهي عضو في الحزب الديمقراطي، ومرشحة سابقة للحزب في انتخابات حكام جورجيا لعام 2018.
استطاعت إصلاح أنظمة احتجاز القاصرين وتحسين نظام الإفراج المشروط. بالإضافة إلى ذلك، منعت بمفردها الزيادات الضريبية على الفقراء العاملين والطبقة الوسطى، في حين قامت أيضاً بتشكيل تحالفات استراتيجية لمنع التشريعات المناهضة للبيئة بشكل متكرر التي دفعها كبار الجمهوريين.
وكانت أبرامز قد نشرت مقال رأي في "واشنطن بوست" العام الماضي قالت فيه إن "جورجيا دولة يستطيع الديمقراطيون الفوز بها ويجب عليهم الفوز بها".
ولاية مهمة: وكانت قنوات الإعلام الأمريكية قد أكدت منذ الجمعة 6 نوفمبر/تشرين الثاني، أن المرشح الديمقراطي جو بايدن قد قلب نتيجة التصويت في ولاية جورجيا، وأصبح يتقدم على منافسه دونالد ترامب، في إحدى الولايات الخمس الحاسمة والتي إن حسمها ستمنحه 16 مقعداً في المجلس الانتخابي.
تكمن أهمية جورجيا، بالإضافة إلى كونها إحدى الولايات الخمس التي فرز الأصوات فيها ما يزال قائماً ولم تحسم، أنها تعد معقلاً للجمهوريين بـ16 مقعداً في المجلس الانتخابي، وقد تصدر دونالد ترامب النتائج فيها منذ مساء الثلاثاء، لكن الفرق بدأ يتراجع تدريجياً بشكل سريع، مع فرز أصوات البريد، قبل أن يقلب بايدن النتيجة لصالحه.
وإذا فاز بايدن بولاية جورجيا بشكل رسمي فسيكون أول مرشح ديمقراطي للرئاسة يحقق ذلك منذ أن فعلها الرئيس السابق بيل كلينتون في انتخابات عام 1992.