اليمين الإسرائيلي مصدوم من الانتخابات الامريكية : الضم يستوجب انتخاب ترامب

الخميس 05 نوفمبر 2020 01:32 م / بتوقيت القدس +2GMT
اليمين الإسرائيلي مصدوم من الانتخابات الامريكية : الضم يستوجب انتخاب ترامب



القدس المحتلة / سما /

عبر اليمين الإسرائيلي عن خيبة أمله من نتائج انتخابات الرئاسة الأميركية غير النهائية حتى الآن، والتي يظهر منها أن المرشح الديمقراطي، جو بايدن، هزم الرئيس دونالد ترامب، وفاز بالرئاسة. وفي المقابل، أشار تقرير إلى أن ترامب خاب أمله من رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، لأن الأخير لم يدعمه علنا. ورغم ذلك، فإن الاعتقاد السائد في إسرائيل هو أن بايدن داعم كبير لإسرائيل وسيعمل من أجل مصالحها، لكن لو فاز ترامب لكان الوضع أفضل.

وأشار رئيس تحرير صحيفة "يسرائيل هيوم"، بوعاز بيسموت، اليوم الخميس، إلى أن ترامب تباهى خلال الحملة الانتخابية بنقل السفارة الأميركية إلى القدس، والاعتراف بسيادة إسرائيل هضبة الجولان، وباتفاقيات التحالف وتطبيع العلاقات بين إسرائيل وبين الإمارات والبحرين والسودان، وبسعيه لمزيد من اتفاقيات كهذه.

وأضاف بيموت أن "ترامب يخطط لسيادة من أجلنا أيضا"، في إشارة إلى مخطط ضم مناطق في الضفة الغربية المحتلة لإسرائيل، "ولكن من أجل تحقيق ذلك كان ينبغي أن ينتخب لأربع سنوات أخرى. ولهذا السبب، كإسرائيلي، يمكن أن نكون قلقين من النتائج في هذه الأثناء".

واستدرك بيسموت أن "هذا، لا سمح الله، لا يعني أن جو بايدن معادٍ لإسرائيل، لكن رئيسا مؤيدا لإسرائيل، مثل ترامب، الذي جعل دعمه لإسرائيل عنصرا جوهريا جدا في تراثه، لم يكن في البيت الأبيض أبدا".

واعتبر أنه حتى لو خسر ترامب الرئاسة، فإن "التراث الذي بناه خلال ولايته الأولى مضمون. وسيهتم الجمهوريون بالحفاظ على إنجازاته؛ وأميركا سترغب بالحفاظ على الكنوز التي حققها من أجلها. وجزء من هذه الكنوز عزيزة وهامة لدول إسرائيل أيضا".

وتابع بيسموت أنه في حال فوز بايدن "سيعترف مؤيدوه أيضا أن هذا لم يكن بفضله. وإنما بسبب تجند نصف سكان أميركا بقوة غير مسبوقة ضد ترامب، وإثر الصورة السلبية التي ألصِقت بترامب من جانب المؤسسة السياسية ووسائل الإعلام. وذلك رغم أن الناخبين عبروا عن تأييد لأدائه الاقتصادي إلى جانب التخوف الكبير من إيداع الأمة، وحتى مسألة الوباء، بأيدي بايدن".

وكان ترامب عبر عن خيبة أمله من نتنياهو لأنه لم يدعمه بشكل علني خلال الحملة الانتخابية. ووفقا للمحلل السياسي في موقع "واللا" الإلكتروني، باراك رافيد، فإنه خلال المحادثة الهاتفية الثلاثية التي جمعتهما مع رئيس المجلس السيادي في السودان، عبد الفتاح البرهان، يوم الجمعة قبل أسبوعين، سأل ترامب نتنياهو فيما إذا كان يعتقد أن بايدن كان سينجح في تحقيق "إنجاز" كهذا.

وتهرب نتنياهو من هذا السؤال وأجاب عليه بدبلوماسية أنه سيسعده العمل مع أي أحد في أميركا يرغب بدفع السلام. وبعد ذلك بساعات، جرت محادثة غير رسمية بين مستشار لترامب ومستشار لنتنياهو. ونقل رافيد عن مصدر مقرب من نتنياهو قوله إن "مستشار ترامب أبلغ نظيره الإسرائيلي بأن الرئيس خاب أمله من إجابة نتنياهو، لأنه توقع أن يحصل منه على دعم أكبر". ولاحقا، أوضح مستشارو ترامب للرئيس أن تصريحا لصالحه من جانب نتنياهو يتعارض مع قواعد البروتوكول الدبلوماسية.

وأضاف رافيد أنه من أجل التأكد من عدم حدوث أزمة في العلاقات، تم إرسال أحد مستشاري نتنياهو المقربين كي يستوضح بشكل رسمي لدى مستشارين في البيت الأبيض حول ما إذا هذه الواقعة أحدثت توترا بين ترامب ونتنياهو، وأجابه المستشارون في البيت الأبيض بأنه لا توجد أي مشكلة.

وأفاد رافيد بأنه على الرغم من أن نتنياهو سعى إلى عدم إظهار تدخل في السياسة الداخلية الأميركية، "لكنه عبر في محادثات خاصة عن أمله بأن يفوز الرئيس الحالي". ونقل عن مقربين من نتنياهو قولهم إن "تخوف نتنياهو الأكبر في الأيام الأخير كان من ’موجة زرقاء’ تمنح بايدن فوزا كبيرا على ترامب".

وأضاف المقربون من نتنياهو أنه تفاءل بفوز ترامب في ولايتي فلوريدا وأوهايو، لكن عندما ألقى بايدن وترامب خطابهما الأولي بعد إغلاق صناديق الاقتراع، أمس، أوعز نتنياهو لجميع الوزراء من حزب الليكود بعدم التصريح في الموضوع إلى حين تتضح النتائج النهائية.

كذلك أفاد رافيد بأنه رغم أن نتائج الانتخابات الأميركية ليست نهائية، وبايدن ليس رئيسا حتى الآن، إلا أن مستشاري نتنياهو بدأوا بالتحدث مع المراسلين السياسيين حول "الصداقة بينه وبين نتنياهو منذ سنوات طويلة. وأضاف مستشارو نتنياهو أن بايدن ليس (الرئيس السابق باراك) أوباما وأنه لا شك لديهم بأن نتنياهو سيعرف كيف يعمل معه".

ولفت رافيد إلى أنه بعد أن عيّن جون كيري وزيرا للخارجية خلال ولاية أوباما الثانية، تحدث مستشارو نتنياهو حينها أيضا عن "الصداقة بين نتنياهو وكيري منذ سنوات طويلة. لكن عندما غاص كيري بشكل أعمق في الموضوع الفلسطيني، تدهورت هذه الصداقة بسرعة إلى إحاطات صحافية مقيتة متبادلة وعندما قاد كيري المفاوضات مع إيران، تصاعد الوضع إلى تبادل ضربات لفظية مقابل الكاميرات".