صرح المرشحون الثلاثة المتنافسون على رئاسة "لجنة الشؤون الخارجية بمجلس النواب" الذي يسيطر عليه الديمقراطيون أنها تعارض ما فعلته الأربعاء إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، "لقيود عمرها عقود منعت اتفاقيات التعاون البحثي بين الولايات المتحدة وإسرائيل في مناطق تشمل المؤسسات الإسرائيلية الموجودة في الأراضي المحتلة ووراء الخط الأخضر".
وكان قد وقع على اتفاق رفع القيود المذكور الأربعاء، 28 تشرين الثاني 2020 كل من السفير الأميركي لدى إسرائيل، ديفيد فريدمان؛ ورئيس وزراء إسرائيل، بنيامين نتانياهو، في حفل أُقيم في جامعة أرييل الواقعة داخل مستوطنة إسرائيلية بالضفة الغربية. وقال فريدمان خلال الحفل، في إشارة إلى الاتفاقية الموقعة الشهر الماضي بين إسرائيل ودولتي الإمارات العربية المتحدة والبحرين والتي توسطت فيها الولايات المتحدة: "مثلما شهدنا تقدماً إقليمياً هائلاً بشأن اتفاقيات أبراهام، نرى أيضاً الفوائد الملموسة لسياسات الرئيس ترامب للتعاون الثنائي مع إسرائيل".
وأعضاء مجلس النواب الثلاث المرشحون لقيادة اللجنة القوية في مجلس النواب، هم عضو الكونجرس خواكين كاسترو (ولاية تكساس – الدائرة النيابية 20)، وعضو الكونجرس براد شيرمان (ولاية كاليفورنيا-الدائرة النيابية 30) ، وعضو الكونجرس جريجوري ميكس ولاية نيويورك، الدائرة النيابية 5) ، اللذين يتنافسون على موقع النائب الديمقراطي من ولاية نيويورك إليوت إنجلز الذي خسر الانتخابات التمهيدية أمام الديمقراطي التقدمي جمال بومان.
وقال كاسترو ، "إن المستوطنات الإسرائيلية تنتهك القانون الدولي وتوسعها يشكل عائقاً خطيراً أمام السلام. إن قرار إدارة ترامب بتمويل الاستثمارات في المستوطنات، إنما يكسر عقودًا من الإجماع بين الحزبين (الديمقراطي والجمهوري) ، مما يقوض قدرة أميركا على أن تكون حكمًا عادلًا لحل الدولتين ".
وكتب العضو براد شيرمان "بصفتي مؤلف برنامج التعاون في مجال الطاقة بين الولايات المتحدة وإسرائيل ، والذي تدير مشاريعه مؤسسة ثنائية القومية للبحث والتطوير الصناعي ، فأنا أعارض توسيع اتفاقيات التعاون العلمي لتشمل المستوطنات الإسرائيلية …إن تصرف إدارة ترامب سياسي بامتياز، وسوف يقوض الجهود المبذولة لتمويل البحث العلمي التعاوني ، الذي يحظى بدعم واسع من الحزبين ، من خلال ربطه بسياسات الاستيطان المثيرة للجدل ".
بدوره وافق عضو الكونجرس جريجوري ميكس على هذا الرأي قائلاً: "زميلي خواكين كاسترو وبراد شيرمان محقان تمامًا... يستمر ترامب في تقويض قدرة أميركا على أن تكون وسيطًا نزيهًا. إنني أتطلع إلى إدارة (المرشح الديمقراطي جو) بايدن التي سيكون بإمكانها إصلاح ذلك".
يذكر أن اليمين الإسرائيلي بقيادة نتنياهو والليكود رحب بخطوة إدارة ترامب هذه ، التي ستسمح بأموال دافعي الضرائب الأميركيين بتمويل المشاريع التي تجري في المستوطنات الإسرائيلية - ورأوا أنها ترقى إلى الاعتراف بالسيادة الإسرائيلية على الضفة الغربية المحتلة.
وعلقت منظمة "جي-ستريت" اليهودية الأميركية التي تعارض الاستيطان على تصريحات النواب الثلاث قائلة ، "إن هذه هي الخطوة الأخيرة من قبل إدارة ترامب إنما يقوض الهدف الأميركي الطويل الأمد المتمثل في تحقيق سلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين من خلال حل الدولتين الذي يضمن مستقبل إسرائيل كدولة ديمقراطية ووطن قومي للشعب اليهودي ، بينما يلبي المطالب المشروعة لتقرير المصير للفلسطينيين".
ويضيف بيان جي-ستريت "مثلنا مثل المرشحين لرئاسة لجنة العلاقات الخارجية في مجلس النواب، فإننا (في جي-ستريت) نتطلع إلى إدارة جديدة من شأنها أن تقلب المسار المدمر الذي استمر أربع سنوات في عهد الرئيس ترامب ، بما في ذلك محاولاتها لإضفاء الشرعية على المستوطنات وإحباط إمكانية تحقيق إقامة دولة فلسطينية قابلة للحياة".