عدّد الصادق المهدي، رئيس حزب الأمة القومي السوداني، 5 عوامل رأى فيها السبب وراء “استهداف” الخرطوم للتطبيع مع تل أبيب.
جاء ذلك في بيان لرئيس الحزب الذي يشترك في الائتلاف الحاكم، حمل عنوان “الرابط بين التطبيع والتركيع والتقطيع”، السبت.
وقال المهدي إن “السودان هو الواصل لما فصلته الصحراء الكبرى (أكبر الصحاري الحارة في العالم بمساحة تفوق 9 ملايين كم)، وتكوينه الجيوسياسي والثقافي والإثني ينتظر أن يقوم بدور عربي إفريقي مهم”.
وأضاف أن العامل الثاني يتمثل باعتبار السودان الجار المشترك لمصر أكبر دولة مستهلكة لمياه النيل، وإثيوبيا أكبر دولة منتجة لها، “وبينهما تعبئة عدائية وينبغي الحيلولة دون تفجير حرب بينهما مدمرة لهما بل انتحارية”.
وتابع: “العامل الثالث أن السودان الأجدر للقيام بدور تكامل تنموي بين شقي البحر الأحمر؛ غربه حيث الموارد الطبيعية الوافرة، وشرقه حيث الموارد المالية الوافرة”.
ورأى المهدي أن العامل الرابع ينطلق من كون اتفاق الخرطوم يمثل إضافة نوعية لحركة التطبيع “لأن فيه نظاما سياسيا مقننا للتعددية الفكرية والسياسية”.
وبخصوص العامل الخامس، أشار رئيس حزب الأمة القومي إلى أنه يتمثل في “هزيمة لاءات السودان الثلاث المناهضة للتطبيع، وربطها بادعاءات وهمية”.
وأكد المهدي أن “التطبيع بهذه الطريقة الابتزازية يدل على عدم الوعي بإحساس السودانيين الكبير بالكرامة، وحتى الذين يؤيدونه سينفرون”.
وفي 23 أكتوبر/تشرين أول الجاري، أعلنت وزارة الخارجية السودانية أن الحكومة الانتقالية وافقت على تطبيع العلاقات مع إسرائيل، وفق وكالة الأنباء السودانية الرسمية “سونا”.
وفي اليوم نفسه، أعلن البيت الأبيض أن الرئيس ترامب أبلغ الكونغرس نيته رفع السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب، التي أدرج عليها عام 1993، لاستضافته آنذاك الزعيم الراحل لتنظيم القاعدة، أسامة بن لادن.
وبذلك يصبح السودان البلد العربي الخامس الذي يوافق على تطبيع علاقاته مع إسرائيل، بعد مصر (1979)، والأردن (1994)، والإمارات والبحرين (2020).
وعقب إعلان التطبيع، أعلنت قوى سياسية سودانية عدة رفضها القاطع للتطبيع مع إسرائيل، من بينها أحزاب مشاركة في الائتلاف الحاكم.