يديعوت - بقلم: سمدار بيري "ليس للأمير السعودي بندر بن سلطان ابن الـ 71 عاماً، اليوم، أي منصب رسمي. وكان في الماضي تسلم منصبين أساسيين، كرئيس المخابرات السعودية على مدى عقد من السنين، والسفير السعودي القديم في واشنطن على مدى 20 سنة. ابنته، ريما، سارت في أعقابه، وتشغل اليوم منصب السفيرة – المرأة السعودية الأولى في واشنطن.:
في مفاجأة تامة، منتصف الأسبوع الماضي، خرج الأمير بندر في سلسلة مقابلات يضرب فيها الفلسطينيين عبر فضائية “العربية”، قال: “لم تفوتوا حتى ولا فرصة واحدة لارتكاب الأخطاء”، اتهمهم، وحاسب خطوات الفلسطينيين من عهد ياسر عرفات حتى أبو مازن. وعرض اتهاماته لإعادة احتساب المسار، والقفز إلى عربة المفاوضات مع إسرائيل “حتى لا تخونوا شعبكم”. ويواصل فيقول إن الإسرائيليين والفلسطينيين اكتسبوا حقهم في أرضهم، ولكن الإسرائيليين يعرفون كيف يتصرفون، وها هم حققوا اتفاقات جديدة مع الإمارات والبحرين. للفلسطينيين أيضاً حقوق، ولكنهم يتصرفون على نحو سيئ. والآن يدّعون بأن هذه الاتفاقات خيانة، والعالم يرد بتحفظ.
بعد أن انتعش من الخطوة غير المتوقعة، نشر أبو مازن أمراً لكل كبار رجالات السلطة الفلسطينية بتجاهل “تشهيرات” الأمير بندر. ولكن صائب عريقات، المسؤول الكبير للمفاوضات مع إسرائيل، أصر على التجاهل وصرح بأنه “بعد أن تمر العاصفة، سنحرص على الرد على السعوديين”. كما تكبد عريقات عناء الإيضاح دون أن يذكر اسم الأمير بندر على أن “كل من يصر على إقامة اتصالات مع إسرائيل مدعو لأن يفعل ذلك، ولكن ليس على حساب الحقوق الفلسطينية”. “لا تشهر بنا، ضغط عريقات، ونعرف ما هو خير وصحيح لنا”.
يحرص الأمير السعودي على أن يذكر، وليس بالصدفة، الانقسامات في أوساط الفلسطينيين. ولمن نسي، يذكره بمساعدات السعوديين المالية للفلسطينيين، والتي توقفت في العقد الأخير. “عندما طلبتم منا المساعدة والمشورة، يضيف بندر، كنا دوماً إلى جانبكم، دون أن ننتظر أي مقابل. والآن، حان الوقت لأن يعرف الفلسطينيون بضعة حقائق أساسية أخفيت عنهم”.
من المهم أن نذكر بأن السعودية لم تقفز بعد إلى عربة السلام مع إسرائيل. العلاقات المعقدة تجري من تحت الطاولة. تحفظ السعودية لنفسها حق الانتظار للانتخابات الأمريكية. إذا انتصر ترامب، سيكون أسهل، أما مع مخططات بايدن الغامضة، في القفز إلى الاتجاه الإيراني، فإن الوضع في الرياض يتعقد. ومع ذلك ليس صدفة أن اختار الأمير بندر إجراء الحساب العلني مع الفلسطينيين الآن بالذات. فهو يحظى منذ الآن بردود فعل إعجابية في الإمارات والسعودية.
وثمة زاوية بشعة أخرى: بعد يوم من التراشق بين الأمير بندر وصائب عريقات، يتبين أن المسؤول الفلسطيني مرض بكورونا. وهو نفسه غرد بالبشرى المريرة وروى بأن ابنته د. سلام عريقات، بجانب سريره، القصة ليست بسيطة: أصيب عريقات في الماضي بنوبة قلبية، واجتاز قبل ثلاث سنوات في مستشفى في الولايات المتحدة زراعة رئة. وفرصه للخروج من كورونا متدنية جداً.
عرض عليه الملك عبد الله النزول في مستشفى بالأردن فوراً. أثني عريقات على المبادرة ولكنه أعلن بأنه سيبقى في أريحا. عندنا، من الأفضل ألا نعلن الفرح مثلما كان سيعلنه هو. لقد مثّل عريقات على مدى سنين طويلة الجانب الفلسطيني ولم يكن مشاركاً في أي عملية إرهابية. وعندما يكافح الخصم في سبيل حياته محظور الفرح.