معاريف - بقلم الصحفي الاسرائيلي جدعون كوتس "هل الرئيس السوري بشار الأسد معني بمفاوضات مباشرة مع إسرائيل؟ وفقا للتقارير في صحيفة "الشرق الاوسط" بالتأكيد يبدو أن نعم".
فقد كتب ابراهيم حميدي، محلل كبير في الصحيفة يقول إن الاسد بدأ يطلق إشارات للروس عن رغبته في العودة إلى طاولة المفاوضات مع إسرائيل. ويستند حميدي إلى أحداث الماضي، والتي تعلمت فيها سوريا بان "الطريق إلى واشنطن تمر عبر تل أبيب".
ويشير إلى أنه في كل مرة وقفت فيها سوريا أمام ضائقة دبلوماسية، اختارت إمكانية المحادثات مع الإسرائيليين، حتى لو لم تكن خططت للوصول الى نتائج حقيقية معها. هذه المرة ايضا، على حد قوله، يوجد أساس معقول للافتراض بان الأسد ليس معنيا على الإطلاق للوصول الى حوار حقيقي مع إسرائيل، بل فقط أن يخلق مظهرا كهذا، كي يحظى بتأييد أوروبي وأمريكي.
ويذكر حميدي أن في الماضي سعت سوريا مرتين لإجراء محادثات مع إسرائيل، حين فهمت بأنها في ضائقة دبلوماسية. كانت المرة الاولى في اعقاب العزلة التي علقت فيها في بداية التسعينيات بعد سقوط الاتحاد السوفيتي، ووصلت الاتصالات بين الدولتين الى ذروتها في لقاء رئيس الوزراء الاسبق ايهود باراك ووزير الخارجية السوري فاروق الشرع في العام 2000.
مرة اخرى كما يزعم كانت بعد تصفية رئيس الوزراء اللبناني الاسبق رفيق الحريري في العام 2005 – مما ادى الى محادثات سرية مع رئيس الوزراء السابق ايهود اولمرت في العام 2008.
ويشير حميدي الى أنه مع أن إسرائيل تعتبر دولة عدو هامة لسوريا لم ينطلق في دمشق اي انتقاد بعد التوقيع على اتفاقات السلام بين اسرائيل واتحاد الامارات والبحرين. وفي السنوات الاخيرة حظيت دمشق بمساعدة انسانية هامة من ابو ظبي، الامر الذي يؤثر أغلب الظن على منظومة الاعتبارات في سوريا. والى ذلك، بعد أن افشل حزب الله تشكيل الحكومة الجديدة في لبنان من قبل مصطفى أديب، فشلت أيضا مبادرة الرئيس الفرنسي عمانويل ماكرون لضمان المساعدة لاعادة بناء الدولة. وقال ماكرون معقبا في حديث فيديو مع صحافيين لبنانيين فقال ان "زعماء لبنان يخونون شعبهم، اخجل من زعمائكم".
وهاجم ماكرون حزب الله الذي التقى بممثليه في اثناء زيارتيه الى بيروت بعد الانفجار الفتاك في المرفأ. واتهم التنظيم بالتهديد، بفرض الخوف والارهاب ضد المحافل السياسية الاخرى في لبنان وفي انه يمثل "قوة عظمى أجنبية".
ومع ذلك رفض ماكرون حاليا التهديد بعقوبات من جانب فرنسا. واعطى زعماء لبنان فرصة للوصول الى توافق على تشكيل حكومة اختصاصيين في غضون أربعة حتى ستة اسابيع.