"التحقيق يرتكز على 3 مستويات".. انفجار بيروت: عون لا يستبعد فرضية الهجوم

الجمعة 07 أغسطس 2020 03:33 م / بتوقيت القدس +2GMT
"التحقيق يرتكز على 3 مستويات".. انفجار بيروت: عون لا يستبعد فرضية الهجوم



بيروت /سما/

لم يستبعد الرئيس اللبناني، ميشال عون، اليوم، الجمعة، فرضيّة أن يكون انفجار بيروت ناجمًا عن هجوم خارجي "بصاروح أو قنبلة"، في الوقت الذي ارتفع فيه عدد الضحايا إلى 154.

وقال عون، خلال حديث مع الصحافيين، إنه طلب من الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، صورًا جوية أثناء الانفجار للوقوف على أسباب الهجوم.

ونقل موقع "إل بي سي آي" عن عون قوله إنّ "التحقيق يرتكز على 3 مستويات: أولا على كيفية دخول هذه المواد المتفجرة وتخزينها في العنبر رقم 12؛ والثاني ما اذا كان الانفجار نتج بسبب الإهمال أو حادث قضاء وقدر؛ والثالث هو احتمال أن يكون هناك تدخل خارجي أدى إلى وقوع هذا الحادث".

وأكّد عون أنّ "التحقيق سيشمل المسؤولين المباشرين، والعزاء لا يكون إلا بتحقيق العدالة والعدالة ستقوم بواجباته"، وأنّ "أبواب المحاكم ستكون مفتوحة أمام الكبار والصغار"، معتبرا أن "الحكم لا معنى إذا طال والعدالة المتأخرة ليست بعدالة ويجب أن تكون فورية ولكن دون تسرع".

وقال عون إن التفجير فكّ الحصار (دون أن يوضح قصده) "وستبدأ عملية إعادة الإعمار بأسرع وقت، وأنا اقترحت تقسيم المناطق المتضررة وإشراف كل دولة على منطقة وبيروت ستعود أجمل مما كانت"، ولفت إلى أن "هناك مساعدات دولية ذات قيمة ستصل إلى لبنان ومخطط إعادة الإعمار في طريقه إلى التنفيذ".

بينما نقلت وكالة "الأناضول" عن عون قوله إن لبنان "أمام تغييرات وإعادة نظر في نظامنا السياسي".

ارتفاع عدد الوفيات

بينما ارتفع عدد الوفيات إلى 154 قتيلا. ونقلت "الوكالة الوطنية للإعلام" عن وزير الصحّة، حمد حسن، أنّ حالة 20 في المائة من الجرحى البالغ عددهم زهاء 5000 مصاب تطلبت دخول المستشفى، وأن هناك 120 في حالة حرجة.

الدول المانحة تجتمع

ومن المقرّر أنّ تشارك المؤسسات الأوروبية في مؤتمر للجهات المانحة تنظمه فرنسا بعد غدٍ، الأحد، لتأمين مساعدات إنسانيّة عاجلة لسكان مدينة بيروت، كما أعلنت، اليوم، الجمعة، المفوضية الأوروبية.

وأعلن المتحدث باسم المفوضية الأوروبية، أريك مامر، أن "المفوضية ستمثل بالمفوض المكلف المساعدة الإنسانية، جانيز لينارتشيتش. وسينظم المؤتمر عبر الفيديو بهدف جمع أموال لتقديم مساعدة إنسانية عاجلة" للبنان.

بينما سيزور رئيس المجلس الأوروبي، شارل ميشال، بيروت، غدًا، السبت، "تأكيدًا على تضامن أوروبا مع الشعب اللبناني"، وكتب في تغريدة "في حالة صدمة وحزن، نقف إلى جانب كل الذين تضرروا بالانفجار وسنقدم المساعدات". وسيلتقي المسؤول البلجيكي الرئيس عون ورئيس البرلمان، نبيه بري، ورئيس الوزراء، حسان دياب.

وأمس، الخميس، أعلن الاتحاد الأوروبي صرف 33 مليون يورو لتمويل أول مساعدة عاجلة للبنان وإرسال موارد ماديّة، منها سفينة مشفى إيطالي لتقديم المساعدة لطواقم الإغاثة في بيروت.

جهود الإنقاذ متواصلة

وتكثّف فرق الإنقاذ المحلية والأجنبية جهودها في مرفأ بيروت للعثور على المفقودين الذين تعيش عائلاتهم ساعات انتظار صعبة، غداة توقيف السلطات مسؤولين رفيعي المستوى في إدارة المرفأ والجمارك للتحقيق معهم.

ولم يستفق لبنان بعد من هول التفجير الضخم الذي ضرب الثلاثاء مرفأه، المرفق الحيوي الذي تعتمد عليه البلاد لاستيراد الجزء الأكبر من احتياجاتها الأساسية، في فاجعة أودت بحياة 154 شخصًا، بعد انتشال أربعة جثث جديدة من تحت الأنقاض، وتسبّبت بإصابة أكثر من خمسة آلاف آخرين.

وفي مرفأ بيروت، الذي أصبح أشبه بساحة خردة ضخمة، انهمك عمال إنقاذ منذ ساعات الصباح الأولى في مواصلة البحث عن مفقودين بين جبال من الأنقاض وأكوام الحبوب التي انتشرت في كل مكان في محيط الإهراءات (مخازن القمح) المتداعية جراء الانفجار.

وتبحث فرق إنقاذ فرنسية وإيطالية وألمانية وروسية في الموقع عن سبعة موظفين على الأقل كانوا يعملون في غرفة الإدارة والتحكّم في إهراءات القمح.

وفي موقع الانفجار، يخرق صوت الجرافات الهدوء وسط الدمار الكبير. هياكل سيارات وحاويات في كل ناحية وصوب، وأكوام ركام وحديد وبضائع مبعثرة، بينها أكياس من البطاطس المقرمشة وجبال من حبوب الذرة.

وتسبّب الانفجار بتشريد نحو 300 ألف شخص من سكان العاصمة ممن تصدّعت منازلهم أو تضررت بشدة، وفق محافظ بيروت، مروان عبود، الذي قدّر كلفة الدمار بأكثر من ثلاثة مليارات دولار.

وقالت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) في تقرير، أمس، الخميس، إن من بين المشردين نحو ثمانين ألف طفل. وأوضحت "من المحتمل أن يكون من بين الضحايا أطفال وأولئك الذين نجوا يعانون من الصدمة النفسية".

ويخيّم الحزن على شوارع بيروت المتضررة وسكانها والعابرين فيها. ولا يتمكن كثر من حبس دموعهم من شدّة التأثر والحزن أثناء تجولهم أو قيادة سياراتهم. وعلى شاشات التلفزة المحلية، تتحدث أمهات وزوجات وأصدقاء مفجوعون بخسارة أحبائهم.

وفي إحدى الخيام، يتلقى طفل سوري لاجئ في الثالثة من عمره العلاج بعدما أصيب جراء سقوط الزجاج على رأسه. وفي خيمة أخرى، رجل مسن (93 عامًا) يشكو من آلام في الصدر والظهر جراء قوة الانفجار.

وأعلن مفوّض الحكومة لدى المحكمة العسكرية بالإنابة القاضي فادي عقيقي، أمس، الخميس، توقيف 16 شخصًا بينهم مسؤولون رفيعون في مرفأ بيروت على ذمة التحقيق، على خلفية الانفجار.

ومن بين الموقوفين وفق ما قال مصدر أمني لـ"فرانس برس"، رئيس مجلس إدارة المرفأ، حسن قريطم، بينما استُجوِب أكثر من 18 شخصًا، وفق عقيقي، من "مسؤولين في مجلس إدارة مرفأ بيروت وإدارة الجمارك ومسؤولين عن أعمال الصيانة ومنفذي هذه الأعمال في العنبر رقم 12" حيث خُزّنت نيترات الأمونيوم إضافة "إلى مواد ملتهبة سريعة الاشتعال وكابلات للتفجير البطيء".

وحمّل اللبنانيون مسؤولية الانفجار للسلطة الحاكمة، التي انتفضوا ضدها قبل أشهر مطالبين برحيلها. واندلعت ليلًا مواجهات محدودة بين عشرات الشبان الغاضبين والقوى الأمنية في وسط بيروت.

دعت جهات عدة بينها منظمات دولية في بيروت أبرزها هيومن رايتس ووتش والعفو الدولية إلى إجراء تحقيق دولي لكشف ملابسات الإنفجار الضخم.

وأعرب الرئيس الفرنسي خلال زيارته بيروت عن تأييده "إجراء تحقيق دولي مفتوح وشفاف للحيلولة دون إخفاء الأمور أولًا ولمنع التشكيك".

وخلال زيارة لبيروت استمرّت ساعات، أمس، الخميس، دعا ماكرون المسؤولين اللبنانيّين المتّهمين بالفساد والعجز وهدر المال العام، إلى "تغيير عميق" عبر "تحمّل مسؤوليّاتهم" و"إعادة تأسيس ميثاق جديد" مع الشعب لاستعادة ثقته.

وإلى جانب رؤساء الجمهورية والحكومة والبرلمان، التقى ماكرون في اجتماع موحّد ثمانية من رؤساء أبرز الكتل السياسية، بينهم ممثل عن حزب الله، الذي يتحدث أمينه العام، حسن نصر الله، عصر اليوم الجمعة.

ومن المقرر أن تصل الجمعة مساعدات من إيران والإمارات والسعودية إلى لبنان يوم الجمعة بعد وصول مساعدات من فرنسا وروسيا وقطر والكويت ودول أخرى.