معاريف: هل اضطر نتنياهو إلى “النووي الإيراني” للتغطية على إخفاقاته في الضم وكورونا؟

الأربعاء 08 يوليو 2020 08:02 م / بتوقيت القدس +2GMT
معاريف: هل اضطر نتنياهو إلى “النووي الإيراني” للتغطية على إخفاقاته في الضم وكورونا؟



القدس المحتلة / سما /

معاريف - بقلم: ران أدليست " ثلاثة أحداث ترتبط بالموساد (سياسي، أمني، وتنظيمي) احتلت خانة في الاهتمام الإعلامي في الآونة الأخيرة. كان السياسي هو تمديد ولاية يوسي كوهن رئيساً للموساد لنصف سنة حتى حزيران 2021. السبب: الحاجة إلى صيانة وتضخيم التهديد الإيراني مقابل الفشل الذريع والمتفشي الذي لحق بنتنياهو في معالجة أزمتي كورونا والاقتصاد (وميل الهبوط في جدول الشعبية). في البداية، جرب الضم الذي أفل مثلما نشأ، وبدأ يعتمل بدلاً منه احتجاج الجوعى الذي يهدد بإغراق بلفور. ليس مثل التهديد الإيراني".

حين يترافق ومسرحيات ضوء صوتية للنار والدخان، كي يثبت لشعب إسرائيل بأن هناك من يحميه من سحابة نووية. لقد مُنحت نصف السنة الإضافية لكوهن على افتراض أن إيران يجب أن تلعب دور النجم في صالح صرف الاهتمام العام في أثناء الشتاء الكفيل بأن يكون فتاكاً. لقد أجرى آريه الداد وبن كسبيت مقابلة إذاعية مع عاموس يدلين في برنامجهما في راديو 103 بعد سلسلة التفجيرات الأخيرة، وقالا إن أجهزة الطرد المركزي التي تضررت في نطنز قد تسمح للإيرانيين بالوصول إلى قنبلة في غضون شهر. تعد هذه حماسة زائدة من رجل سلاح الجو. أما أنا فأقترح الإنصات لشموئيل مئير، ذلك الرجل الجدي الوحيد الذي جاء من داخل المنظومة (شعبة الاستخبارات “أمان”) وادعى (في تغريدة على “تويتر”): “أجهزة الطرد المركزي هذه (ويوجد بضع عشرات فقط) هي في سياقات البحث والتطوير، ويمكنها أن تؤثر بعد بضع سنوات فقط… ومن أجل الوصول إلى مادة مشعة بتخصيب 90 في المئة، يتعين على إيران أن تطرد الوكالة الدولية للطاقة الذرية وهذا لا يحصل”. وبشكل عام، ووفقاً للاستخبارات الأمريكية، ليس لإيران اليوم برنامج لتطوير سلاح نووي.

   على هوامش ما نشر عن تمديد ولاية كوهن، رفع إلى السطح مرشحان للحلول محله. الأول والكبير هو “أ” رجل مدرعات، جدي، وميزته البارزة هي الموضوعية حتى النهاية.. علاقاته مع كوهن جيدة ويسير عشرات السنين بالتوازي معه. الثاني هو “د” من هيئة الأركان سابقاً والنائب الحالي، هو نموذج صلب، لا يرى المعارضين من مسافة متر، وبقدر معين بذكر بكوهن نفسه (بما في ذلك الأولوية التنفيذية في “قيسارية”). وهو جزء من البلاط منذ كان عاملاً لكوهن حين كان رئيس فرع في إحدى الدول الأوروبية. معظم رجال الفرع يعملون اليوم في الوظائف العليا في الموساد. سكرتير الفرع في حينه، أنهى مؤخراً رئاسة شعبة، وينتقل كي يصبح رئيس شعبة التكنولوجيا. ودون المخاطرة بتخمين منفلت العقال، يمكن الافتراض بأن ترشيح “أ” القديم، الذي يوجد اليوم في موقف انتظار، جاء لغرض العرض، وأن المرشح المتصدر هو “د” الأكثر شباباً منه، وأكثر جوعاً، وأكثر كفاءة لأغراض الخدع الأمنية في خدمة نتنياهو. في هذه الأثناء، يصون كوهن التهديد الإيراني. لا أعرف ما جدوى الأعمال المنسوبة إلى إسرائيل، ولكن واضح بما يكفي أنها تخدم المتطرفين لدى الزعيم الأعلى خامينئي وضد معتدلي الرئيس روحاني. وفي هذه الأثناء، يثبت كوهن أساسات بنية تحتية إعلامية لحملته السياسية، أو بلغة ليبرمان “الكل يعرف من المسؤول الاستخباري الكبير الذي روى لـ “نيويورك تايمز” بأن إسرائيل مسؤولة عن تفجير نطنز بإيران” (صوت الجيش)، وأن “المسؤول ذاته بدأ حملة انتخاباته التمهيدية داخل الليكود”. الحقيقة هي أن ليبرمان بالغ؛ فالتمديد يعطي كوهن سنة من اليوم، وثمة تبريد على الطريق، وهو ما لا يردعه عن تبطين الأرضية منذ هذه اللحظة. “لست هناك بعد”، قال قبل بضعة أشهر بعد نشر تطلعاته السياسية، “رغم أن هذا أعطاني، ولو للحظة، وجهة نظر مختلفة، كان لهذا النشر آلاف ردود الفعل الإيجابية”. وبين ردود الفعل الإيجابية لمؤهلات كوهن كرئيس وزراء في المستقبل، كان هناك أيضاً برنامج الداد وكسبيت.

   أمام “آلاف ردود الفعل الإيجابية” يشرفني أن أضيف رأيي الفردي الذي يقول لعل الرجل هو هرتسل وتشرتشل معاً. المشكلة هي أن كوهن لم يقم بعمل يبرر إعطاء حظوة لإدارة داخلية سياسية، ولا لإدارة سياسية على المستوى الأمني حتى يستوجب التفكر بين التافه والمهم. فلم يسبق لكوهن أن تقدم بذرة إشارة على أنه أهل لزعامة وطنية في أيام من الاستقطاب الداخلي والقرارات الحاسمة اجتماعياً على خلفية معارك الهويات. الميزة الوحيدة التي تقل في صالح كوهن هي أن نتنياهو أهل أقل منه، وكوهن يبدو أيضاً أقل خطورة من نتنياهو، مثل بضع ملايين آخرين من المواطنين.