وضعت وزارة التجارة الأميركية شركة هواوي في العام الماضي على قائمة الكيانات المحظورة بسبب مخاوف أمنية، وتمنع هذه القائمة الشركة من الوصول إلى سلسلة التوريد الأميركية وأجبرت الشركة الصينية على استبدال خدمات غوغل في هواتفها الجديدة.
وتمكنت هواوي مع كل هذه الصعوبات أن ترفع شحنات هواتفها بنسبة 17% العام الماضي لتصل إلى 240 مليون وحدة، وتجاوزت آبل لتصبح ثاني أكبر مصنع للهواتف الذكية في العالم.
وبالإضافة إلى الانتقال إلى المرتبة الثانية عالميا في الهواتف، فهي أيضا رائدة في جميع أنحاء العالم في تقديم معدات الشبكات اللاسلكية وخصوصا شبكات الجيل الخامس، فهل التفوق هو سبب مشاكل هواوي مع الحكومة الأميركية؟
تجسس أم حسد أم كلاهما؟
يقول الرئيس التنفيذي السابق لشركة غوغل إريك شميدت إن الشركة الصينية تشكل تهديدا أمنيا، وأضاف في حديث لإذاعة بي بي سي "ليس هناك شك في أن شركة هواوي شاركت في بعض الممارسات غير المقبولة بخصوص الأمن القومي، وليس هناك شك في أن المعلومات من أجهزة توجيه هواوي قد انتهت في نهاية المطاف في أيدي الدولة الصينية. نحن على يقين من حدوث ذلك".
ونفت هواوي مرارا وتكرارا اتهامات مثل تلك التي وجهها شميدت. ففي بيان من فيكتور زانج، رئيس شركة هواوي في المملكة المتحدة، نفى الادعاءات بأن الشركة قريبة من الحكومة الشيوعية في البلاد. وقال "إن المزاعم التي أدلى بها إريك شميدت، الذي يعمل الآن لدى الحكومة الأميركية، ببساطة ليست صحيحة، ولا تدعمها أدلة، هواوي مستقلة عن أي حكومة، بما في ذلك الحكومة الصينية".
ومع ذلك، يمكن أن يجبر قانون في الصين شركة هواوي على تقديم معلومات استخبارية عن المستهلكين والشركات إذا طلبت الحكومة في بكين ذلك.
ويبدو شميدت على يقين من أن هواوي ارتكبت بعض الجرائم التي تجعلها تهديدا للأمن القومي الأميركي، إلا أنه يشير أيضا إلى أن المشكلة الحقيقية التي يواجهها القادة الأميركيون مع الشركة هي أن هواوي شركة صينية ذات اسم معروف في جميع أنحاء العالم توفر منتجات أفضل من منافسيها.
يقول المدير التنفيذي السابق لغوغل "من المهم للغاية أن يكون لدينا خيارات، معاقبة الشركة على نجاحها لن يساعد المستهلكين الأميركيين. الرد على هواوي هو التنافس من خلال امتلاك خط إنتاج ومنتج جيد".
واعترف شميت أن من بين أسباب عدم رغبة القادة الأميركيين في رؤية هواوي تزدهر هي التحيزات القديمة والأحكام المسبقة، وأوضح أن من بين تلك الأحكام القول "إنهم جيدون جدا في نسخ الأشياء، وجيدون جدا في تنظيم الأشياء، لكنهم لن يقدموا أي شيء جديد. إنهم جيدون جدا في سرقة أشيائنا إن شئت".
وأضاف "يجب التخلص من هذه الأحكام المسبقة. الصينيون جيدون، وربما أفضل في المجالات الرئيسية للبحث والابتكار. إنهم يوفرون المزيد من الأموال لهذا الغرض. ولكن بطريقة مختلفة، فالأموال موجهة من قبل الدولة بطريقة تختلف عن المعتمد في الغرب. نحن نحتاج إلى أن نتنافس معا".
ودعا شميدت إلى أن تعمل الولايات المتحدة والصين معا عندما يتعلق الأمر بالتكنولوجيا، لأن الولايات المتحدة تستفيد عندما يعمل كلا البلدين على المنصة نفسها. وقال إن الصين لديها المال والموارد والتكنولوجيا للسيطرة، و"السؤال هل تعمل على منصات عالمية أم أنها تعمل على منصاتها الخاصة؟ كلما زادت الأنظمة المنفصلة، زادت خطورة ذلك".