اجتمع رئيس حكومة الوفاق الليبية، فايز السراج، اليوم السبت، بالرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، في الجزائر، التي تلعب دور الوسيط لحل النزاع الليبي المستمر منذ سنوات. وقالت وكالة الأنباء الجزائرية إن "السراج يقوم بزيارة إلى الجزائر تدوم يومًا واحدًا".
وذكر التلفزيون الحكومي أن السراج التقى تبون، وأن الزيارة تأتي في إطار "الجهود التي تبذلها الجزائر لإيجاد حل سلمي للأزمة الليبية".
وقال المتحدث باسم الرئاسة الجزائرية، بلعيد محند أوسعيد، في التاسع من حزيران/ يونيو إن بلاده ترغب بـ"لعب دور الوسيط الذي يسعى للجمع بين الفرقاء" في ليبيا، "من دون أن ينحاز لطرف ضد آخر أو أن ينتظر أمورا أخرى متعلقة بتطور الوضع العسكري في الميدان".
ومنذ سقوط نظام معمر القذافي في 2011، تشهد ليبيا حالة من الفوضى. ومنذ 2015 تتنازع سلطتان على الحكم: حكومة الوفاق الوطني التي يرأسها السرّاج ومقرها طرابلس (غربي البلاد) وحكومة موازية تدعم المشير خليفة حفتر في شرقي البلاد.
وزار رئيس البرلمان الليبي عقيلة صالح، الذي يتخذ من الشرق مقرّا ويدعم حفتر، الجزائر، الأسبوع الماضي والتقى الرئيس تبون "في إطار الجهود التي تبذلها الجزائر لإيجاد حل سياسي للأزمة الليبية بعيدا عن التدخلات العسكرية الأجنبية"، كما جاء في بيان الرئاسة الجزائرية.
وقال صالح من جهته إن تبون "سيبذل قصارى جهده للمّ شمل الليبيين وجمعهم حول طاولة الحوار للوصول إلى حل طبقا لمخرجات مؤتمر برلين".
وقامت الجزائر التي تتقاسم مع ليبيا نحو ألف كلم من الحدود، باتصالات مكثفة في مطلع العام في محاولة للمساهمة في حل سياسي للنزاع الليبي الذي يهدد استقرار المنطقة. واستضافت اجتماعًا للدول المجاورة لليبيا مباشرة بعد مؤتمر دولي انعقد في برلين وتعهدت خلاله الدول المشاركة بدعم وقف لإطلاق النار في ليبيا والالتزام بـ"حظر تسليم الأسلحة" لطرفي النزاع في ليبيا. وندّدت الأمم المتحدة في وقت لاحق بعدم احترام مقررات مؤتمر برلين.
وسيطرت القوات الموالية لحكومة الوفاق الليبية مطلع حزيران/ يونيو الجاري على الغرب الليبي وانسحبت قوات حفتر من مشارف طرابلس وغيرها من المدن بعد هجوم بهدف السيطرة على طرابلس استمر أكثر من عام.
وتساند أنقرة حكومة الوفاق، بينما تدعم مصر وروسيا والإمارات خليفة حفتر. ودعت مصر إلى اجتماع طارئ لجامعة الدول العربية الأسبوع المقبل لبحث المسألة الليبية. وأعلنت حكومة الوفاق أنها لن تشارك في الاجتماع.