قال جنرال إسرائيلي إن "خطة فرض السيادة الإسرائيلية على الضفة الغربية، بجانب الاعتماد على برنامج الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، تعتبر فرصة لتغيير المعادلة القائمة مع الفلسطينيين، لأن إطلاق الصاروخ قبل يومين من غزة باتجاه إسرائيل شكل رسالة من حماس، الغاضبة من تحويل الأموال القطرية إلى القطاع".
وأضاف رونين إيتسيك قائد لواء المدرعات الأسبق، في مقاله بصحيفة إسرائيل اليوم، أن "ما يحصل في غزة هو نتيجة لموافقة إسرائيل على أن تكون الطرف الذي يدفع الثمن، عندما يكون الفلسطينيون غير راضين عن سلوكها تجاههم، ويوضح إطلاق قذائف الهاون من غزة إلى إسرائيل، أكثر من سبب لمطالبتها بالتغيير الاستراتيجي في شكل السيادة".
وقال: "نهج التراجع والانفصال عن الفلسطينيين، أثبت أن تكلفته أعلى وأضراره قصوى، ولا يوجد بديل أسوأ من هذا، وفي النهاية فإن حقيقة فك الارتباط عن غزة جعلنا كإسرائيليين عملاء لحماس في مسائل الحماية الأمنية".
وأشار إيتسيك، الباحث العسكري وفي العلاقات السرية، إلى أن "نهج الحماية الذي تتبعه إسرائيل بعنوان "الهدوء من أجل السلام"، أفلس منذ زمن بعيد، والآن تم خلق الفرصة لتغيير قواعد اللعبة، فالصاروخ المنطلق باتجاه مستوطنات غزة، هدد بتعطيل الحياة الإسرائيلية، وأطلق بسبب تأخر الأموال القطرية، وهذه المعادلة السائدة بغزة ثمرة تحركاتنا الغبية خلال الـ30 سنة الماضية للبحث عن "الهدوء"، دون أي حماية حقيقية لأمن إسرائيل".
وأكد أن "وضعا تاريخياً نشأ اليوم، تدعم فيه الولايات المتحدة إسرائيل كما لم يحدث من قبل، وأدركت الدول العربية أن إسرائيل ليست مشكلة الشرق الأوسط، وهذا الزخم يسمح لنا أخيرًا بتغيير المعادلة بعد سنوات عديدة، والتوقف عن البحث عن اتفاقيات الحماية التي لا تجلب أي شيء، ووضع قواعد أخرى للعبة، لأن مسار السيادة المفترض تطبيقه على الضفة الغربية وغور الأردن يمثل تغييراً جذرياً في الاستراتيجية تجاه الفلسطينيين".
وأضاف أن "الفلسطينيين ليست لديهم الإرادة لتحقيق السلام مع إسرائيل، ومنقسمون أكثر من أي وقت مضى، ومهما كانت القوة بحوزة السلطة الفلسطينية، فليس لديها القدرة على نزع سلاح حماس، وفرض الأمن في الأماكن التي لا يوجد فيها الجيش الإسرائيلي، وثبت هذا الوضع لأيام وليال في قطاع غزة، لأننا مقابل السلام مع الفلسطينيين نقلنا السيادة إليهم في غزة حين انسحبنا منها في 2005".
وأشار إلى أن "نتيجة ذلك الانسحاب من غزة باتت واضحة، وتمثل تهديداً استراتيجياً يأسر الجيش الإسرائيلي في ساحة ضيقة طوال أربع وعشرين ساعة في أيام الأسبوع السبعة، رغم مزاعم من يهددون بعواقب تطبيق السيادة أنها ستجذب الجيش لمناطق الضفة الغربية، لكنهم ينسون الإشارة للمفهوم المعاكس الذي يبحثون عنه، وهو الذي يأسر الجيش الإسرائيلي كما الوضع القائم حول قطاع غزة".
وأكد أن "الآونة الأخيرة شهدت تقديم بيانات اقتصادية إسرائيلية حول عواقب السيادة، والمليارات الكثيرة التي سندفعها عقب تنفيذ خطة الضم، دون أن يسأل أحد منا كم كلفتنا خطة فك الارتباط عن قطاع غزة، مع أنه في حال طرح النقاش حول الكلفة في المجال الاقتصادي، فيجدر بنا التحدث عن التكلفة البديلة، وهو مصطلح مألوف لكل طالب اقتصادي اجتماعي مبتدئ".